السلطات تُغلق مكتبتين للأطفال ضمن مشروع يملكه حقوقي

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لن يتمكن الطفل محمود حسن من المشاركة في حفل «كورال الأطفال» الذي كان مقرراً الأسبوع الجاري في مكتبة «خطوة» في حي دار السلام الشعبي في القاهرة، بعدما أغلقت السلطات المكتبة التابعة لمشروع «مكتبات الكرامة» الذي أسسه المحامي الحقوقي جمال عيد الخاضع مع مجموعة من الحقوقيين لمحاكمة بتهمة «تلقي تمويل أجنبي خارج إطار القانون». ودهمت قوة من حي دار السلام المكتبة أول من أمس، وطُلب من مديريها إخلاؤها من الأطفال الذين كانوا يخضعون لتدريب على العزف ضمن الاستعدادات لحفل الكورال. ودشن عيد، وهو مدير «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، مشروع «مكتبات الكرامة» بعد حصوله على جائزة «المدافع عن الكرامة الإنسانية» من مؤسسة ألمانية بالمشاركة مع ناشطين من سورية وتونس. وخصص عيد القيمة المالية للجائزة لفتح مكتبات للأطفال في أحياء فقيرة. ويضم المشروع 6 مكتبات، ودُشن بمكتبة «خطوة» في حي دار السلام في القاهرة، تلته مكتبات في أحياء عين الصيرة وطرة في القاهرة والخانكة في القليوبية وبولاق الدكرور في الجيزة ومدينة الزقازيق في الشرقية. وقال عيد لـ «الحياة» إنه تلقى اتصالاً من القائمين على مكتبة دار السلام بأن قوة من الحي دهمت المكتبة وأخلتها من الأطفال وأغلقتها وشمعتها، لافتاً إلى أن «المسؤولين عن الدهم لم يقدموا أي أوراق أو محاضر أو أذن من النيابة العامة بغلق المكتبة». وأوضح أنه تلقى اتصالاً بعدها بدقائق من مديري مكتبة طرة يُفيد بتكرار الأمر نفسه فيها. وأشار إلى أن قوة من الحي كانت ترددت في الأسابيع الماضية على مكتبة الزقازيق، وهددت بغلقها في حال لم أحضر بنفسي إلى الحي لتقديم أوراق تخصها، لكنها لم تُغلق. وأشار إلى أن المحامين توجهوا إلى حيي دار السلام وطرة للسؤال عن سبب إغلاق المكتبتين، لكنهم لم يجدوا أي رد. واكتفى المسؤولون بإبلاغهم بأن الأوراق الرسمية الخاصة بأسباب الغلق ستصدر الأسبوع المقبل. وقال: «يبدو أن مسؤول حي دار السلام استشعر حرجاً من إخراج الأطفال من المكتبة في البداية، فطلب من القائمين عليها إخلاءها، والمرور على الحي، لكن بعد دقائق عاد فأخلاها بنفسه وتم تشميعها». وأضاف أن «مكتبة طرة لم تكن بدأت في استقبال الأطفال لحظة الدهم، فنزعت القوة الأمنية لافتة المكتبة، وتم تشميعها». وأشار إلى أن المكتبات الست لا علاقة لها بأي عمل حقوقي أو سياسي، ونشاطها منصب على الأطفال بالأساس، إذ يتم تعليم الأطفال التلوين وفنون الرسم والمسرح وتنظيم مسابقات فنية في شتى المجالات، موضحاً أن «المكتبات لا تتلقى أي تبرعات مادية، فقط تقبل التبرع بالكتب أو الأدوات المكتبية، وفي البداية كان المشروع يستهدف فتح ثلاث مكتبات، لكن مع ضخ كميات كبيرة من الكُتب كتبرعات تم التوسع وفتح 6 مكتبات، وكنا نُخطط لفتح فروع أخرى في الصعيد». ونشر موقع «مكتبة الكرامة» على الإنترنت أسماء المؤسسات والأفراد المتبرعين بالكتب والأدوات المكتبية للمشروع، وغالبيتهم صحافيون وحقوقيون وناشطون يساريون، وضمت القائمة أيضاً فنانين وإعلاميين وأطباء ومحامين. وقال عيد: «تلقينا في السنوات الماضية 12 ألف كتاب ووصل عدد المستفيدين إلى آلاف الأطفال، وهذا الانتشار زاد من حرصنا على البعد من أي نشاطات دينية أو سياسية أو حتى تتعلق بالحقوق والحريات». وأعرب عن اعتقاده بأن إغلاق المكتبتين «يأتي في إطار الرغبة في الانتقام الشخصي منه، بسبب آرائي المعارضة للنظام، وانتقادي أوضاع حقوق الإنسان والحريات في مصر». وقال: «أطلب بكل إخلاص من السلطات أن تُنحي المكتبات جانباً لأن الخاسر الأكبر في تلك المعركة هم الأطفال في الأحياء الشعبية الذين ارتبطوا بالفعل بأنشطة تلك المكتبات، ولن يستوعبوا سبب غلقها. نشأت في حي شعبي، واعتبر مشروع عمري أن أسعى إلى نشر الثقافة والمعرفة في الأوساط الشعبية».

مشاركة :