انطلاق المؤتمر العالمي الأول لعمارة المساجد الإثنين المقبل

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ارتبط المسجد بتاريخ التعليم في المجتمع الإسلامي ارتباطًا وثيقًا، فهو مركز لنشر الثقافة الإسلامية، وهو أحد أهمِّ دور التعليم، وقد اتخذ رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- مسجد المدينة مكانًا للدراسة، حيث كان يجتمع مع الصحابة فيتلو عليهم ما ينزل من القرآن الكريم، ويُعَلِّمهم أحكام الدِّينِ بالقول والعمل، وظلَّ المسجد يُؤَدِّي رسالته، واستمرَّ عبر العصور إلى وقتنا الحالي. فالمسجد يعتبر مركزًا من مراكز الثقافة، فكانت تُعْقَد فيه حلقات العلم وتلقي فيه الدروس، ويجتمع فيه الناس كل يوم، والمساجد لم تكن مجرد دور للعبادة فقط، بل كانت بمثابة منارات علم وجامعات في وقتنا الحاضر. من هذا المنطلق كان ذلك دافعاً لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد وجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل لإقامة مؤتمر هو الاول من نوعه يعنى بعمارة المساجد تحت عنوان (المؤتمر العالمي الأول لعمارة المساجد) لتعزيز وتقوية دور المسجد في المجتمع، بحيث يكون قادرًا على الاستجابة بفاعلية للتغيرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات الحديثة المواكبة للتطورات العمرانية، وكذلك التعامل والتفاعل مع التقدم الهائل في المجالات الهندسية والتكنولوجية، بالإضافة إلى الأنظمة الذكية في مختلف النظم الحديثة. «اليوم» استضافت القائمين على مؤتمر عمارة المساجد للتعرف على المؤتمر وأهدافه وفعالياته، التي ستقدم الفائدة المجتمعية محلياً وإقليمياً، وكذلك على مستوى العالم الإسلامي. كلية العمارة والتخطيط بالجامعة • في البداية لنتعرف على مؤتمر عمارة المساجد؟ وما أهدافه؟ ومتى سينطلق؟ عميد كلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل ورئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر العالمي الأول لعمارة المساجد الدكتور عبدالسلام السديري، في البداية اود ان اشير إلى ان الجامعة وإدارتها تسعيان جاهدتين لتقديم خدمات معرفية وبحثية ومهنية إبداعية بشراكة مجتمعية فاعلةً لتقديم خدمات مجتمعية فعالة من خلال المسؤولية المجتمعية ومن خلال كلية العمارة والتخطيط التي تمثل جامعة الدمام. كما اود ان اذكر أن المؤتمر يهدف إلى البحث عن التجارب الرائدة والحلول الذكية المتقدمة، التي من شأنها دعم وتفعيل دور المسجد في تحقيق رسالته كمكان لعبادة الله -سبحانه وتعالى- بالإضافة إلى توفير العون والمساعدة للمجتمع الإسلامي في كافة الجوانب الثقافية والاجتماعية. وكذلك يهدف المؤتمر إلى ايجاد بيئة للحوار بين الباحثين والمتخصصين حول كيفية تعزيز الدور المحوري للمسجد في المجتمعات الإسلامية المحلية وكيفية إنشاء وتقوية الروابط المادية والاجتماعية والروحية بينه وبين المجتمع على مستوى الحي والمجاورة السكنية والمدينة الذي من شأنه المساعدة في تحقيق أسلوب حياة مستدام وآمن وصحي واقتصادي للمجتمع المسلم. وأضاف د.السديري: إن المؤتمر يقام برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الهيئة العام للسياحة والتراث الوطني ورئيس مجلس آمناء جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد وهو من تنظيم جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل وجائزة الفوزان للمساجد، وسوف يعقد في السادس من ربيع الاول للعام الهجري 1438هـ الموافق 5 ديسمبر 2016م، وتستمر فعالياته ثلاثة أيام في قاعة المؤتمرات الكبرى بالحرم الجامعي الجديد لجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل. وبيَّن أن المؤتمر العالمي الأول لعمارة المساجد يهدف كذلك لإعداد رؤى مستقبلية استراتيجية لإيجاد وتنفيذ الحلول الإبداعية وتطويرها إلى براءات اختراع قابلة للتطبيق ومستدامة وذات جدوى اقتصادية، ودراسة تحليلية لدور المسجد ضمن نطاق الأحياء السكنية المحيطة بها، بالإضافة إلى تسهيل وتشجيع والمساعدة في وضع أنظمة تخطيطية مستدامة وصحية ومرنة لتصميم وبناء واستخدام المساجد. جائزة عبداللطيف الفوزان • ما جائزة عبداللطيف الفوزان وعلاقتها بالمساجد؟ الأمين العام لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد الدكتور إبراهيم النعيمي قال إن رؤية جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد تنتهج رؤيتها من خلال تحفيز وتشجيع المهندسين المعماريين للتنافس فيما بينهم لتحقيق أفضل لعمارة المساجد في بناء المجتمع وفي إطار التدابير المستدامة للقضايا البيئية، توفير الطاقة، الإضاءة المثلى، توزيع الصوت والقيمة المعمارية المضافة للمجتمع. فالجائزة لها عدة مسابقات، الدورة الأولى: داخل المملكة، والثانية: على مستوى دول الخليج، اما الدورة الثالثة فعلى مستوى العالم الإسلامي، ولكل فئة لها جائزة محددة. وأشار الدكتور النعيمي الى ان الجائزة من فروعها تطوير المساجد في المجتمع، حيث رأت إدارة الجائزة ان خير مَنْ يقوم بها هي جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل ممثلة في كلية العمارة والتخطيط. كما أن هناك اتفاقية نتج عنها إنشاء المؤتمر الأول من نوعه المعني بعمارة المساجد بإشراف من جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل (كلية العمارة والتخطيط) والجائزة تشاركهم في توجيه وجهات النظر، لاسيما ان الحاجة ماسة لمثل هذه الفعاليات لما لها من آثار ايجابية عائدة للمجتمع فأتت فكرة ايجاد مؤتمر عالمي للوصول لأهم المستجدات المعمارية في بناء المساجد بالتعاون مع كلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل. واستطرد قائلاً: بطبيعة الحال للمساجد أدوار مهمة في حياة المجتمعات المسلمة أينما كانت وكما أنها أماكن للعبادة ومصدر الطمأنينة والسكينة والروحانية لكل مسلم، فإنها أيضا مراكز تجمّع للسكان المحيطين بها، تُقرّبهم من بعضهم، وتبث فيهم كريم الأخلاق ونافع العلم بما تحويه من نشاطات دينية وعلمية واجتماعية متعددة. وهي أيضاً عناصر حضرية مهمة في المدينة تتمركز حولها نمو المدينة. وقال: لا يمكن فهم تطور تقاليد العالم الإسلامي المعمارية المختلفة دون دراسة تطور عمارة مساجده، إذ إن المسجد كان عنصراً أساسياً في تعريف هذه التقاليد، وتحديد معالمها في فترات عديدة، وأيضاً فإن الإبداع في عمارة العالم الإسلامي غالباً ما ظهر في أوضح معالمه في عمارة المساجد علي سبيل المثال في المساجد العثمانية. «اليوم» خلال استضافتها د. إبراهيم النعيمي ود. عبدالسلام السديري وم. طفيل اليوسف • ما المواضيع التي سوف تتطرق إليها فعاليات المؤتمر؟ الدكتور السديري: المؤتمر يتناول العديد من المحاور المهمة، التي تتعلق بالمواضيع المعاصرة لبناء المساجد من خلال التطرق إلى الخبرات العملية الرائدة والاستفادة من خبرات التصميم المعماري المبتكر، والحلول التصميمية كالنواحي الوظيفية، الشكل، النظام، النمط، والجمالية وما إلى ذلك، وكذلك النظر في الظروف البيئية وقضايا الاستدامة والتواصل مع المهنيين والمختصين بكافة انحاء العالم. كما سوف ترّكز المحاور الخاصة بالمؤتمر إلى إدارة المرافق والصيانة للمساجد، والمساجد والمحيط الحضري وتعزيز التماسك الاجتماعي في الأحياء والمناطق السكنية، كذلك دعم الصحة البدنية والروحية للمسلمين وغيرهم، بالاضافة إلى التغيرات المستقبلية في صناعة البناء والتشييد، وسياسات التخطيط المستقبلية للمساجد في البلدان الإسلامية والمراكز الإسلامية في البلدان الأخرى، وأضاف السديري تم استلام 63 بحثاً كاملاً من اوروبا (بريطانيا، وفرنسا، وتركيا ) وافريقيا (مصر، الجزائر، وتونس ) وآسيا (اليابان ) ومن دول الخليج العربي (السعودية، وقطر)، حيث قبل منها 41 بحثاً وتم رفض 12 أي تم قبول 80% من البحوث المتقدمة، وتم اختيار 7 متحدثين رئيسين لجلسات المؤتمر وتم تصنيفها على ثلاث فئات: التاريخ ونظريات عمارة المساجد، تطبيقات تقنية، وخبرات تصميمية. وقال الرئيس التنفيذي للجان المؤتمر د.السديري: من داخل المملكة سوف يتحدث في احدى الجلسات الأمير خالد المقرن، والمهندس زهير فايز، ومن خارج المملكة الدكتور عبدالواحد الوكيل وهو من رواد وعمارة المساجد والمهندس امري آرولات من (تركيا)، وكذلك اشرف سلامة وطارق حسن من بريطانيا وربيع رفعت من استراليا وجميعهم لهم مكانتهم العلمية والعملية وتجارب وخبرات واسعه في هذا المجال. • وما الحلول المتوقع الوصول إليها في هذا المؤتمر؟ أمين جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد د.النعيمي: المؤتمر سوف يتوصل إلى حلول تقنية تطبيقية مبتكرة من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذكية والمبتكرة، ونظم التصميم والبناء، وأنظمة التحكم عن بعد والإدارة والتكنولوجيات القائمة على الأنظمة المحمولة والمتنقلة ونظام الصوتيات. وقال الدكتور السديري: هناك حلول صديقة للبيئة المستدامة وتوفير احتياجات الفئات الخاصة من السكان كالمرضى، والمعوقين، وكبار السن والأطفال والمراهقين. • هل بالإمكان الحديث عن البحوث العلمية والمواضيع المطروحة، التي تواكب التطورات التقنية الحديثة في عمارة المساجد خلال مؤتمركم؟ رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر د.السديري قال: المؤتمر العالمي الاول لعمارة المساجد تحت عنوان (الخبرات العلمية الرائدة والحلول القابلة للتطبيق) سيطرح العديد من أوراق العمل والبحوث المتعلقة في بناء المساجد والتصميمات المعمارية في المساجد بمنطقة الشرق الأوسط، وكذلك الطاقة والاستدامة في عمارة المساجد وعرض بعض التجارب والتطبيقات في بعض الدول المجاورة كما تصاحب المؤتمر فعاليات من ورش عمل، ومعرض يشارك فيه العديد من اصحاب الخبرات الواسعة المعنية بأبرز تقنيات عمارة المساجد، وأيضاً منتديات للنقاش. الأمين العام لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد د. النعيمي، قال: سيكون هناك باحثون ومهنيون ومختصون من عدة دول اوروبية وآسيوية وعربية مختلفة للمشاركة في فعاليات المؤتمر لإيجاد حلول غير تقليدية لحل المشاكل، التي تواجهها المساجد في العالم الإسلامي التي تشمل على سبيل المثال (استهلاك الطاقة، استهلاك المياه، استخدام مواد صديقة للبيئة وغيرها). • هل بالامكان ان يكون هناك كود خاص لبناء المساجد؟ أمين الجائزة د.النعيمي: جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل ممثلة في كلية العمارة والتخطيط بالتعاون مع جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد عملت دراسة لنماذج لعدة مساجد على مستوى المملكة، وتم تكوين لجنة جديدة الآن يرأسها عميد كلية العمارة والتخطيط وامين الجائزة وبعض المهندسين المعنيين للوقوف على نماذج تصميمية من (أ) الى (ي) خاصة بالمساجد تعطى لمَنْ لديه الرغبة في بناء مسجد ونحن بصدد العمل على (كود) بناء خاص بالمساجد من خلال هذه اللجنة، والأخذ بعين الاعتبار هذه التصاميم والنماذج كيفية حماية المسجد من خلال التصميم ودور النسيج العمراني المحيط في حمايته «الامن الاجتماعي» وكلها توجيهات مباشرة من رئيس أمناء جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للحفاظ على المساجد بما يتناسب مع احدث التصاميم والتقنيات الحديثة لعمارة المساجد. ويضيف كل من الدكتور السديري والدكتور النعيمي قائلا: في نهاية حديثنا نود شكر إدارة صحيفة «اليوم» ومنسوبيها على استضافتهم لنا وإقامة هذه الندوة، التي تهتم بنشر المعلومات الخاصة بالمؤتمر العالمي الأول لعمارة المساجد. ضيوف الندوة: • د.ابراهيم النعيمي - الأمين العام لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد • د.عبدالسلام السديري - عميد كلية العمارة والتخطيط والرئيس التنفيذي لمؤتمر عمارة المساجد • م.طفيل اليوسف

مشاركة :