كشف استشاري أمراض الغدد الصماء مدير المركز الجامعي للسكري بجامعة الملك سعود، الدكتور خالد الربيعان عن إقامة الدراسة البحثية والمسحية لأمراض السكر المرحلة الثانية في العام المقبل -2017 2019، وذلك بعد مرور 10 سنوات على الدراسة الأولى، والتي بينت أن عدد المواطنين المصابين بالسكري في المملكة أكثر من أربعة ملايين، ملمحاً إلى وجود بعض العوائق حدّت من ظهور دراسات مشابهة لما قام بها وفريقه، مما قلل عدد الدراسات المسحية التي تخص مرضى السكر وبدأت الأرقام في تفاوت. ولفت إلى أنه وبعد أن وصلت نسبة الإصابة إلى 25% من سكان المملكة، 50% منهم لايعرف إصابته بالسكري إلا في وقت متأخر، ولديهم مايسمى قابلية الإصابة بالسكري، قررنا في المركز الاستراتيجي لأبحاث السكري بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إجراء المرحلة الثانية من الدراسات المسحية في 13 منطقة إدارية بالمملكة لدراسة مدى ارتفاع التمارض بين السكان «ارتفاع النسبة»، والذي سيكون مؤشراً جيداً لعدة وزارات بكيفية التعامل مع هذا الداء والحد من انتشارة، وبالتوازي مع ذلك هناك في السجل الوطني 150 ألف مريض نراقب تطور حالاتهم المرضية (فشل كلوي، مشاكلات العيون، الأقدام)، متوقعاً ارتفاع المعدل وذلك قياساً بأن نسبة الإصابة في عام 1975 كانت 2.2%، في 1985 كانت 5%، وفي 1992 ارتفعت إلى 12% وفي 2004 وصلت الى 24%، والآن وصلت إلى 25% بسبب العامل الجيني والعامل البيئي «النظام الصحي، النشاط البدني، التدخين». وطالب بضرور المضي قدماً في تقليل أسعار الأكلات الصحية السريعة، ووضع بطاقات المحتويات على الأكلات السريعة، وتقليل السعرات الحرارية في المشروبات، وتقليل الدهون في الغذاء وعدم إضافة المنكهات، وتشجيع الناس على الأغذية الصحية. وربط الربيعان، خلال تقديمه أمس ورقة عمل في المؤتمر العلمي العالمي الثالث للجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للغدد الصماء تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، بين المؤثرات البيئية والغذائية وأنماط الحياة غير الصحية، وتأثيرها على الجينات وصحة الحوامل، وتأثر الأجنة في آن واحد بالاصابة بداء السكري. فيما أشار رئيس الجمعية القطرية للسكري الدكتور عبدالله الحمق، إلى أن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون يطلب تقارير سنوية من اتحادات السكري في دول مجلس التعاون، للوقوف على البرامج المقدمة من كل دولة، ومدى ارتفاع نسبة الإصابة وطرق المكافحة، وبحسب تلك التقارير جاءت المملكة الأعلى إصابة ثم الكويت فالإمارات والبحرين وقطر وعمان، لافتاً الى أن من أسباب ارتفاع الإصابة في دول الخليج هي ارتفاع نسبة الرفاهية، الوجبات السريعة، وقلة ممارسة الرياضة، لافتاً إلى أنهم بصدد رفع توصية لوزارة الصحة القطري بإلزام محال الوجبات السريعة بوضع بطاقة البيان على الوجبات (نسبة المواد النشوية والدهون) قبيل انطلاق كأس العالم لكرة القدم في قطر، لاسيما وأن نسبة المصابين في قطر وصلت إلى 16.7%. من جانبه أمتدح استشاري الغدد الصماء الأستاذ في جامعة الملك الفيصل الدكتور علي الزهراني، توقيع الاتفاقية بين الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء مع الجمعية الامريكية للغدد الصماء، والتي كان هذا أول تعاون لها خارج بلادها، مؤكداً أن المحاضرين من أفضل المتخصصين في أمراض الغدة الدرقية والغدة الكظرية وهشاشة العظام والغدة النخامية والسكري، وقدموا أمام أكثر من 900 من الحضور آخر ما توصلت له البحوث والدراسات في هذه المجالات. وأشار إلى ضعف الدراسات عن السكري في المملكة، مبيناً أن الدراسات المعمول بها في المملكة كانت على نسبة انتشار المرض والتي تشير إلى وجود 14-15% نسبة الانتشار وترتفع هذه النسبة لتصل إلى فوق 25% للأعمار فوق 30 سنة، ونحتاج دراسات عن الأدوية وممارسات المجتمع والوارثة. فيما أوضحت عضو الجمعية الأمريكية للغدد الصماء، كلير كلفويل، أن برامج التوعية والتثقيف الصحي في المملكة في مجال السكري ومكافحته أفضل بمراحل بما هو معمول به في أمريكية، مؤكدة أن الاتفاقية التي وقعت مع الجمعية السعودية سيكون لها انعكاس على برامج تطويرية وتدريبية، والتي تقضي إقامة المؤتمرات العلمية السنوية في المملكة وإقامة الأبحاث المشتركة وتدريب الكفاءات السعودية من الأطباء وتبادل المعرفة والخبرات.
مشاركة :