بعد أن افتتح ووضع حجر الأساس لمئات المشروعات الصناعية والبتروكيماية والسكنية والتعليمية في المنطقة الشرقية يقوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه بزيارة أربع دول خليجية شقيقة تبدأ بالإمارات العربية وقطر والكويت والبحرين. هذه الجولة الخليجية الهامة للملك سلمان تأتي قبل انعقاد القمة الخليجية السابعة والثلاثين في المنامة خلال يومي السادس والسابع من ديسمبر 2016م الموافق السابع والثامن من ربيع الأول 1438هـ، وهي قمة تكتسب أهمية غير عادية، وينتظر منها أن تتمخض عن نتائج وقرارات حاسمة تؤكد قوة وتلاحم دول مجلس التعاون في التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية وسعيها لإثارة الفتن وخلخلة الأمن في دول مجلس التعاون من خلال إشعال وقود الطائفية وإنشاء وتشكيل المليشيات والعصابات تحت مسميات طائفية مأفونة ودعمها بالسلاح والمال والتوجيه الأيدلوجي؛ كما هي مليشيا الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وجماعات وأحزاب بمسميات مختلفة في العراق وسوريا والبحرين وغيرها. وفي ظل أجواء مشحونة بالتوتر والفوضى والدم في سوريا والعراق واليمن بسبب التدخل الإيراني السافر والمكشوف بالمقاتلين والقياديين والأسلحة والأموال وبالدعم اللوجستي الطائفي تكتسب زيارة الملك سلمان للدول الشقيقة الأربع أهمية بالغة تسبق قمة المنامة للخروج برؤية موحدة وقرارات تعزز التلاقي والتلاحم بين دول المجلس وشعوبها للوقوف في وجه العدوان الإيراني على الأمة العربية بواسطة العملاء الطائفيين في الدول التي انقلبت فيها الأوضاع واختل فيها الأمن؛ فاستغلت إيران الفوضى التي خطط لها لتتبنى مليشيات وعصابات إرهابية باسم الحوثي أو الحشد الشعبي أو حزب الله وما يماثله ممن يمارسون القتل والتعذيب على «الهوية» في اليمن وسوريا والعراق. لقد دعت المملكة العربية السعودية دول المجلس إلى الانتقال من «التعاون» إلى «الاتحاد» بعد مرور أكثر من ربع قرن على تكوينه بتاريخ 25 مايو 1981م وتطوره وتعدد أوجه التعاون بين دوله في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وحان الوقت في ظل الفوضى المشتعلة في عدد من دول المنطقة وتحديات المشروع الفارسي التوسعي أن ينتقل المجلس إلى الصيغة الاتحادية وفق الرؤية المختارة التي يتفق عليها زعماء المجلس وتخدم دولهم وشعوبهم. وبقراءة سريعة لمواقف المملكة العربية السعودية في مواجهة التدخلات الإيرانية في دول المنطقة نجد الحزم والحسم والقوة والثقة في التصدي لأية محاولة لتهديد أمن أية دولة أو إثارة الفوضى فيها، ويسجل التاريخ الموقف السعودي الحاسم من العدوان العراقي على الكويت في 2 أغسطس1990م، ثم يسجل التاريخ الموقف السعودي الشجاع لحماية البحرين من التهديد الإيراني بدخول الجيش السعودي عام 2011م إلى البحرين ووقوفه مع الأشقاء لإفشال نية العدوان على البحرين وخلخلة أمنها وإشعال الفوضى فيها ضمن خطة ما سمي بـ «الربيع العربي» اللئيمة التي دبرت لإشعال الحريق في المنطقة العربية كلها تحت شعار «الفوضى الخلاقة» وهي في حقيقة الأمر ليست إلا فوضى لتدمير المنطقة وقلب أوضاعها وتفتيتها وتمكين إيران منها؛ كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن. ثم يسجل التاريخ الموقف الشجاع الحازم الحاسم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أيده الله بنصره من سعي إيران إلى اختطاف اليمن من حظيرته العربية بواسطة مليشيا الحوثي الطائفية؛ فقاد ملك الحزم والحسم «التحالف العربي» لإفشال المشروع الفارسي وإعادة اليمن إلى أمته العربية، وقد زلزل الموقف السعودي الواثق والحازم الأطماع الفارسية المشبعة بالتأزم الشوفيني والعقد الإمبراطورية المتوهمة. جولة خادم الحرمين الملك سلمان الخليجية على الدول الأربع الشقيقة سعي أخوي سعودي واع ومدرك لتوحيد المواقف قبل قمة البحرين السابعة والثلاثين الهامة، وزيارات محبة وتعاضد وتلاحم من قائد الحزم تعلن أن دول المجلس عصية على الأطماع الفارسية، وأنها ستطيح بأحلام عمائم «قم» وخيالات «طهران» الإمبراطورية المتوهمة. نقلا عن الجزيرة
مشاركة :