وجه السجين السياسي الإيراني سعيد ماسوري، الذي يقضي عامه السادس عشر في سجن كوهر دشت بمدينة كرج جنوب غرب طهران، رسالة مناشدة باللغة العربية إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الأمير زيد بن رعد الحسين، كشف فيها عن حالات التعذيب والتضييق والعنف ضد السجناء، وشرح أوضاع السجناء السياسيين المأساوية بشكل خاص. وقال ماسوري في رسالته التي نشرتها منظمات حقوق الإنسان، إنه بعد ما انتشر آخر تقرير للمقرر الخاص لدى الأمم المتحدة (الدكتور أحمد شهيد) عن الوضع الإنساني والانتهاكات التي ترتكب بحق الإنسان، وبعد ما قدم الأمين العام للأمم المتحدة هذا التقرير للمجمع العام حينما اشترط الاتحاد الأوروبي بعض الشروط في مجال حقوق الإنسان وفتح بعض المكاتب في هذا المجال في إيران كوسيلة بدائية لتطبيع العلاقات مع طهران، فإن الحكومة الإيرانية في الظاهر أخذت مسألة حقوق الإنسان والقمع وأحكام الإعدام على محمل الجد، ولكن الهدف الرئيسي هو تضليل المجتمع الدولي والجهات المعنية بحقوق الإنسان كي تتهرب من عاقبة انتهاكها لحقوق الإنسان. وحول سنوات سجنه، قال ماسوري في الرسالة: نظرا إلى أنني أقبع في السجون منذ عام 2000 حتى الآن أستطيع أن ألمس حدوث أي تغيير وعدمه في السجون. سعيد ماسوري وقال ماسوري إن السجناء السياسيين يحرمون من حق الاتصال الهاتفي بأهاليهم، ورأى أن أهم وأخطر مسألة تتعامل معها الحكومة الإيرانية بكل شدة وقسوة في السجون هي انتشار الأخبار من داخل السجون إلى الخارج، والكثير من التهم التي تؤدي بالناس إلى السجون تأتي عقب قيامهم بكشف الوضع في داخل السجون إلى الجهات المعنية، تهم كالتجسس وتضليل الرأي العام والعلاقة مع الأجانب. وبحسب الرسالة، إذا قام السجين بشراء جهاز الجوال بأثمان باهظة من خلال السجناء غير السياسيين الذين يتعاملون مع الموظفين لتهريب هذه الأجهزة وعند اكتشاف أمره يعاقب بالسجن الانفرادي، وأيضا يفتح له ملف جديد في هذا المجال ولربما يحكم بحكم جديد. وأضاف ماسوري أنه بسبب خوفهم من انتشار الأخبار عبر السجناء غير السياسيين أو حصول إمكانية شراء أجهزة الجوال من خلالهم، منعت كل الاتصالات مع باقي السجناء، ووضعوا عقوبات شديدة على من يتجرأ من السجناء غير السياسيين بالارتباط مع السجناء السياسيين. ويقول ماسوري إنه من أجل تهديد السجناء السياسيين تقوم دائرة السجن على طول بإنشاء أبنية جديدة وحصارات جديدة حول السجناء (السجن) وذلك من خلال تغليق كل نوافذ الاتصال وعزل السجناء من بعضهم من خلال وضع أبواب حديدية وجدران عديدة. سجن رجائي شهر سيء الصيت بمدينة كرج إيران ويضيف: وضعت شبكة تصوير ترصد السجناء 24 ساعة من خلال وضع كاميرات في الغرف وساعات التشميس وفي الحمامات والممرات داخل الأقسام. وقال هذا السجين السياسي، إن كل محاولة من أجل الحصول على أبسط الحقوق كالاتصال الهاتفي تعتبر جريمة إفشاء أسرار النظام، وتضليل الرأي العام وضرب الأمن القومي. وختم ماسوري بالقول على خلاف ما يصرح به رئيس الجمهورية روحاني ووزير الخارجية ظريف، وخلاف الوعود في مجال تحسين الوضع الإنساني، ما زالت الإعدامات وقمع الأقليات وحرمان الشعوب من أبسط حقوقها وحتى عدم السماح للسجناء بالحصول على محام للدفاع عنهم مستمرة بشدة، والأوضاع بالنسبة للسجناء السياسيين تسوء يوما بعد آخر.
مشاركة :