ترامب قد يواجه أزمة مع الصين بعد محادثة هاتفية مع رئيسة تايوان

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عزز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب صورته غير النمطية وجازف بإمكان حدوث أزمة كبرى مع الصين، بمحادثته هاتفيا رئيسة تايوان في خطوة تشكل قطيعة كبيرة مع أربعين عاما من التقليد الدبلوماسي مع بكين والجزيرة. وفي الواقع تدعم واشنطن بإداراتها الديمقراطية والجمهورية على حد سواء، مبدأ "الصين الواحدة" منذ سبعينيات القرن الماضي. وبناء على ذلك اعترفت ببكين في 1978 وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان الجزيرة المستقلة بحكم الأمر الواقع، في 1979. وقال فريق الرئيس المنتخب في بيان إن ترامب وتساي اينغ-وين وخلال المحادثة غير المسبوقة على هذا المستوى منذ عقود تطرقا إلى "العلاقات الوطيدة في مجال الأمن والاقتصاد والسياسة بين تايوان والولايات المتحدة".  وأضاف أن رئيسة تايوان التي انتخبت في مايو والرئيس الأمريكي الذي انتخب في الثامن من نوفمبر وسيتولى مهامه رسميا في 20 يناير تبادلا التهاني، مشيرا إلى اتصالات هاتفية جرت الجمعة مع الرئيس الأفغاني أشرف غني والرئيس الفلبيني الشعبوي رودريغو دوتيرتي ورئيس وزراء سنغافورة لي سيين لونغ. وأكد دوتيرتي السبت أن الرئيس الأمريكي المنتخب شجعه في حربه على المخدرات وأكد له أنه يتبع "الأسلوب الصحيح". وقال إن ترامب تمنى له "النجاح" في سياسته المثيرة للجدل لقمع الجريمة في الفلبين. وأضاف أن ترامب "يعي تماما مشاكلنا مع المخدرات. تمنى لي النجاح في حملتي لمكافحتها وقال إننا نقوم بها بصفتنا أمة تتمتع بالسيادة وبالوسيلة الجيدة".  اتصال عبر تويتر  وفي مواجهة الانتقادات الموجهة للمحادثة مع رئيسة تايوان، كتب ترامب في تغريدة على حسابه على تويتر "رئيسة تايوان اتصلت بي اليوم لتهنئتي بفوزي في الرئاسة.. شكرا!". وأضاف بعد ذلك "من المهم أن نشير إلى أن الولايات المتحدة تبيع معدات عسكرية بمليارات الدولارات إلى تايوان لكن يتوجب علي ألا أقبل اتصالا للتهاني". وليس أمرا معتادا أن يلجأ رئيس أو رئيس منتخب في الولايات المتحدة إلى التبرير بهذه الطريقة. وقال مساعد وزير الخارجية السابق لشرق آسيا والمحيط الهادئ كريستوفر هيل في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش إنه "خطأ فادح"، منتقدا ميل إدارة ترامب المقبلة إلى "الارتجال". انفصلت تايوان عن الصين في 1949 بعد حرب أهلية وهي مستقلة بحكم الأمر الواقع لكنها لم تعلن رسميا استقلالها إذ لا تزال بكين تعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيها.  تغيير في البروتوكول  أكد البيت الأبيض مجددا مساء الجمعة دعم الرئيس الديمقراطي باراك أوباما لسياسة "الصين الواحدة". وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي ايميلي هورن لوكالة فرانس برس "ليس هناك أي تغيير في السياسة منذ أمد طويل". لم تأت وسائل الإعلام الحكومية الصينية على ذكر الاتصال الهاتفي بين ترامب وتساي، لكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي رأى السبت أنه "مناورة من كيد تايوان" لن تؤثر على التفاهم الدولي حول "صين واحدة". وقال الوزير الصيني إنها "ليست سوى مناورة دنيئة من كيد تايوان ولا يمكنها تغيير إطار صين واحدة في الأسرة الدولية". وكان وزير الخارجية الصيني يرد على سؤال لقناة هونج كونج التلفزيونية "فينيكس تي في" التي نقلت تصريحاته على موقعها الإلكتروني. وأضاف "لا أعتقد أن ذلك سيغير السياسة التي تتبعها منذ سنوات الولايات المتحدة"، مؤكدا أن "مبدأ الصين الواحدة هو حجر الأساس لتطور سليم للعلاقات الدبلوماسية الصينية- الأمريكية ولا نتمنى أن يأتي أي شخص لتغيير أو إلغاء هذا الأساس السياسي". وهذه الاتصالات الهاتفية تخالف قواعد البروتوكول خلال المرحلة الانتقالية للسلطة في واشنطن إذ أنه لم يتم إشراك وزارة الخارجية فيها إلا بشكل محدود جدا. وهي تأتي بعد أسبوع من محادثة مع رئيس وزراء باكستان نواز شريف. وقد وجه ترامب له مديحا وإشادات أثارت دهشة الدبلوماسيين. وفي منتصف نوفمبر أثار مفاجأة أخرى باستقباله رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بحضور ابنته ايفانكا ترامب. وبشكل عام، يثير الغموض الذي يحيط بالسياسة الخارجية لترامب - الذي يعتبر أكثر ميلا إلى الانعزالية - قلق الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة في أوروبا وآسيا.  "هكذا تبدأ الحروب"  كتب السيناتور الديمقراطي كريس مورفي في تغريدة الجمعة أن "ما حدث في الساعات الـ48 الأخيرة ليس مجرد تطور بل نقاط ارتكاز كبرى في السياسة الخارجية بدون أي تقديرات مسبقة. هكذا تبدأ الحروب". وشدد على ضرورة تعيين وزير للخارجية "بسرعة"، موضحا أن من الأفضل أن "يكون لديه تجربة". واتصال رئيس أمريكي منتخب لم يتسلم حتى الآن مهامه بزعيم تايواني هو أمر غير مسبوق منذ 1979 العام الذي انقطعت فيه العلاقات الدبلوماسية بين تايبيه وواشنطن. وحتى الآن لم يعين ترامب وزيرا للخارجية. لكن المرشحين للمنصب هم المرشح الجمهوري السابق للرئاسة في 2012 مات رومني والجنرال ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق ديفيد بترايوس ورئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني. م.ب;

مشاركة :