حلب - تمكن الجيش السوري ليل الجمعة السبت من السيطرة على حي طريق الباب شرق حلب بحيث بات تسيطر على نحو ستين في المئة من الأحياء الشرقية التي كانت في أيدي الفصائل المعارضة قبل بدء الهجوم الواسع على هذه الأحياء منتصف تشرين الثاني نوفمبر. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان السبت "بالسيطرة على حي طريق الباب، فان النظام سيطر على نحو 60 بالمئة من شرق المدينة. وبهذه السيطرة تكون قوات النظام قد تمكنت من تأمين طريق مطار حلب الدولي الجديد". وهذا يعني أن الجيش السوري استعاد السيطرة على الطريق التي تربط بين الأحياء الغربية للمدينة ومطار حلب الذي يسيطر عليه أصلا والواقع جنوب طريق الباب. وجاءت السيطرة على حي طريق الباب بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى فرار المدنيين إلى حي الشعار القريب. وشاهد مصدر إعلامي على عين المكان عددا قليلا من مسلحي المعارضة في منطقة الشعار الجمعة مع تقدم القوات الحكومية، بينما أغلقت المحلات التجارية والمخابز بسبب القصف العنيف. ومنذ السبت الفائت، فر ما لا يقل عن 50 ألف شخص من سكان الأحياء الشرقية للمدينة التي كانت تضم نحو 250 ألفا، وتوجهوا إلى الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام. ويفيد المرصد أن 307 مدنيين بينهم 42 طفلا و21 امرأة قتلوا في الأحياء الشرقية لحلب منذ بدء هجوم قوات النظام في منتصف تشرين الثاني نوفمبر، فيما قتل 64 في قصف للأحياء الغربية. مقاومة شرسة والجمعة، خاضت الفصائل المعارضة معارك ضارية مع قوات النظام، في محاولة للحفاظ على حي الشيخ سعيد في الأحياء الشرقية لمدينة حلب. وذكر المرصد أن مسلحي المعارضة تمكنوا الجمعة، بدعم من جهاديي تنظيم فتح الشام، من قلب الوضع في حي الشيخ سعيد، وتمكنوا من استعادة 70 في المئة من الحي بعدما كانت القوات النظامية هي التي تسيطر على 70 بالمئة منه. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن خسارة الحي "ستشكل ضربة قاسية للمقاتلين وخصوصا بعد خسارتهم" جزءا كبيرا من الأحياء الشرقية للمدينة خلال الأيام الأخيرة. وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن نحو 20 ألف طفل فروا من منازلهم شرق مدينة حلب في الأيام الأخيرة، محذرة من أن الوقت بدأ ينفد لتزويدهم بالمساعدات. وقال المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كريستوف بولييراك للصحافيين في جنيف "الأكثر إلحاحا الآن هو تقديم المساعدة التي يحتاج إليها هؤلاء الأطفال وعائلاتهم في شكل كبير". وعلى وقع استياء المجتمع الدولي، عرضت روسيا الخميس فتح أربعة ممرات إنسانية من حلب الشرقية لإجلاء المدنيين والجرحى وإيصال المساعدات. ولا تشارك روسيا في عمليات القصف الحالية على الأحياء الشرقية، إلا أن مشاركتها العسكرية إلى جانب النظام منذ أيلول سبتمبر 2015 ساهمت في إضعاف المقاتلين. وتواصل روسيا من جهة ثانية تقديم دعم لوجستي لدمشق مع إرسالها وحدة لنزع الألغام إلى "الأحياء الشرقية لحلب المحررة من المقاتلين" بحسب ما أعلنت الخارجية الروسية الجمعة. إجلاء سادس على صعيد آخر، غادر نحو ألفي شخص بينهم مقاتلون من الفصائل المعارضة مع عائلاتهم الجمعة مدينة التل الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شمال دمشق في إطار اتفاق مع الحكومة السورية، وفق المرصد. وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عملية الإجلاء وقالت أنها تمت اثر اتفاق بين السلطات المحلية والحكومة السورية. والتل هي المدينة السادسة التي يتم إجلاء المسلحين منها خلال ثلاثة أشهر، بعد أيام من عملية مماثلة في خان الشيح الواقعة على بعد نحو 25 كلم جنوب غرب العاصمة السورية. ويقدم النظام عمليات الإجلاء هذه على أنها تأتي في سياق اتفاقات "مصالحة" بهدف وضع حد للحرب في سوريا. إلا أن منظمات عدة للدفاع عن حقوق الإنسان انتقدتها.
مشاركة :