أبدى باحث ومدرب في سلامة المرضى استياءه وتذمره من الميزانية المرصودة لإقامة مؤتمر المحاكاة الصحية، مطالباً بنقل ميزانيته لتنفيذ أنشطة تدريبية وتعليم مستمر للعاملين في المستشفيات في المناطق النائية بدلاً من تخصيصها للمؤتمر. جاء ذلك بعد تنفيذ المؤتمر السعودي للمحاكاة الصحية 2016م في أفخم الفنادق في مدينة الرياض ولمدة ثلاثة أيام؛ حيث قال الباحث سلطان المطيري لـ"سبق"، إن الميزانيه المالية لهذا المؤتمر تعادل الميزانية المالية لعشرات البرامج التدريبية والتعليم المستمر في جميع التخصصات الصحية وفي مستشفيات المناطق النائية، وتلك التي في أطراف المملكة؛ حيث يوجد العديد من العاملين والذين هم في أمسّ الحاجه لحضور مثل هذه البرامج للإرتقاء بمستواهم المهني. وبين "المطيري"، أن الإدارة العامة للتدريب والابتعاث في وزارة الصحة نفذت هذا المؤتمر على الرغم من افتقار عدد من المستشفيات إلى معامل لأجهزة المحاكاة الصحية؛ حيث إن بعض المتدربين وبعد نهاية التدريب في هذا المؤتمر عادوا إلى مستشفياتهم التي لا تتوفر فيها معامل لأجهزة المحاكاة الصحية والذي نتج عنه عدم الاستفادة من مثل هذه الأنشطة التدريبية. وأكد الباحث، أنه لو أن الادارة العامة للتدريب والابتعاث استخدمت أدوات القياس لمعرفة الاحتياج التدريبي لمنسوبي وزارة الصحة لوجدت أن هناك احتياجات تدريبية أساسية في التخصصات الصحية خصوصاً في مستشفيات المناطق النائية أهم من مؤتمر المحاكاة الصحية. وأكد "المطيري"، أهمية قياس الاحتياج التدريبي للعاملين في المنشآت الصحية؛ حيث إن إجراءات القياس تكشف الواقع الحقيقي للمستوى والحاجة الى التدربيب، أيضاً، وتوجيه الأنشطة التدريبية إلى الهدف الصحيح مما بدوره يسد حاجة العاملين للتدريب ويحد من الهدر في الموارد المالية؛ حيث أشارت الدراسات إلى وجود علاقة بين ارتفاع معدل الأخطاء الطبية وغياب التدريب والتعليم المستمر، فالمستشفيات التي لا يقاس فيها الاحتياج التدريبي أو لا تنفذ فيها أنشطة تدريبية بناء على الاحتياج، سجلت معدلات عالية من الأخطاء الطبية القاتلة.
مشاركة :