آمال فلسطينية في تخفيض مصنع كوكاكولا الجديد نسبة البطالة بـ«غزة» المحاصرة

  • 12/3/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تصطف عشرات الشاحنات التي تحمل شعار كوكا كولا لتحميل صناديق حمراء تضم عبوات بأحجام متعددة من المشروب الغازي، أمام المصنع الذي افتتح مؤخرا في غزة وقد يشكل خطوة على طريق خفض البطالة وتشجيع الاستثمار في القطاع المحاصر. والقطاع الصغير الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ 2007، يخضع لحصار خانق تفرضه الدولة العبرية منذ عشر سنوات. وخاض بين 2008 و2014 ثلاث حروب مع إسرائيل ألحقت أضرارا بالعديد من منشآته الصناعية التي توقفت. ويؤكد مركز الإحصاء الفلسطيني أن نسبة البطالة تزيد على 40 بالمائة في القطاع الفقير الذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة ودمرت الحروب الآلاف من المنازل فيه كليا او جزئيا. وعلى بعد مئات الأمتار من الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، أقيمت منشأة إنتاج كوكا كولا الأولى من نوعها في القطاع باستثمار قيمته 20 مليون دولار كما قال ياسر عرفات مدير شركة المشروبات الوطنية صاحبة الامتياز، في غزة لوكالة فرنس برس. وأوضح عرفات ان 120 شخصا يعملون حاليا في المصنع، موضحا ان عدد هؤلاء سيرتفع إلى 350 بعد نحو عامين. وأضاف أن حوالى 1200 شخص يعملون بشكل غير مباشر (للمصنع) وسيزيد العدد الى 3500 شخص في الفترة نفسها. واضاف نفتخر باننا المؤسسة الوطنية التي تنفذ اكبر استثمار في غزة وكل العاملين في المصنع هنا من سكان غزة. من جهته، اكد مؤسس ورئيس مجلس ادارة شركة المشروبات الوطنية في الاراضي الفلسطينية زاهي خوري ان افتتاح أول مصنع تعبئة للشركة في غزة يمثل خطوة هامة ضمن خطط التوسّع في أعمالنا. وتملك شركة المشروبات الوطنية ثلاثة مصانع للتعبئة تابعة لها في الضفة الغربية المحتلة. سنبقى في غزة وعبر عرفات عن ارتياحه لتدشين هذه المرحلة الأولى من المشروع في غزة، موضحا أن الإنتاج الفعلي بدأ في آيار/مايو الماضي. وقال وضعنا أقدامنا في غزة وسنبقى إلى الأبد. وأشار إلى ان الشركة تمكنت بعد الحصول على الاذونات من السلطات الاسرائيلية، من ادخال اجهزة الانتاج الاساسية عبر معبر كرم ابو سالم (كيريم شالوم) التجاري. واضاف ان تركيبها استمر اشهرا عدة باشراف خبراء وتقنيين اجانب. وتابع أن شركته تحصل على المواد الرئيسية من الشركة الأم وتصلنا في غزة تباعا عبر المعابر مع إسرائيل. ويمتد خط الإنتاج في منشآت عدة بينها المصنع الرئيسي والمخازن على مساحة 15 ألف متر مربع في قلب المنطقة الصناعية (كارني) في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة. داخل المصنع الذي يرتدي فيه العاملون لباسا أسود طبع عليه شعار كوكا كولا، تقوم رافعات تعمل محركاتها بالغاز بنقل عبوات فارغة في صناديق بلاستيكية حمراء تضعها على سكة آلية لغسلها قبل تعبئتها بالمشروب ونقلها لمخزن كبير بجانب المصنع. ويتابع موظف أوروبي يعمل من المقر الرئيسي للشركة في الولايات المتحدة سير العمل في المصنع. ولجأت الشركة في عملها الى نظام العبوات الزجاجية التي يعيدها المستهلك فارغة لضمان خفض سعرها وتجنب آثار اي اغلاق محتمل من قبل اسرائيل، الى جانب حماية البيئة كما قال عرفات. ورأى عرفات ان افتتاح فرع رسمي لكوكا كولا في القطاع الساحلي غير المستقر يعد تجربة فريدة ورسالة لكثير من المستثمرين والشركات العالمية بان غزة قابلة للاستثمار الناجح اذا ابتعدنا عن الخوف () وهذا من شأنه تخفيف نسبة البطالة. إنهاء الإحباط من جهته، أكد مرسيل أبو شدق، وهو في العشرين من العمر، أن فتح مصنع كوكا كولا يساعد الشباب كثيرا في ظل الظروف الراهنة لتامين مصدر رزق وفرص عمل لانهاء الاحباط. تغطي الشركة حاليا نحو تسعين بالمئة من مناطق غزة. وقد لقي انتاج مصنعها للكوكا كولا رواجا فاق توقعاتها بعدما قامت بسلسلة ابحاث مسبقة لدراسة سوق غزة. وقال عرفات كانت لدينا مخاوف من عدم تفهم المستهلك لالية العمل خصوصا تعبئة عبوات زجاج وارجاعها، لكننا فوجئنا بنظرة الناس الذواقة في غزة ونحن راضون عن النتائج حتى الان. صرح مصطفى الخطيب (47 عاما) الذي يملك متجرا كبيرا انه لمس اقبالا شديدا من المواطنين على شراء كوكا كولا. واضاف ان الناس هنا يعرفون ان هذه العبوات ارخص سعرا واميركية اصلية لا تحتمل الغش لذلك يثقون بها ويقبلون على شرائها. ولا يخفي عرفات معرفة الشركة بالمخاطر والتحديات التي من شانها التأثير سلبا على مواصلة الانتاج، لكنه قال ان اي استثمار له مخاطر. نحن اتخذنا القرار وواصلنا العمل. اكد عرفات الذي يحمل بكالوريوس في ادارة الاعمال من جامعة في رومانيا اذا كان الاقتصاد يعزز العلاقات بين الشعب الفلسطيني والاميركي فهذا امر نحترمه، مضيفا نحن نستثمر ولا علاقة لنا بالسياسة. وقال خوري (77 عاما) الذي ينتمي الى عائلة مسيحية اصولها من يافا ان تدشين مصنع لكوكا كولا في غزة يؤكد التزامنا الراسخ ببناء قطاع أعمال ناجح في فلسطين يقود إلى إيجاد فرص عمل، ويدعم الاقتصاد الوطني. ويأمل خوري في ان تبقى منشأته منتصبة بين كل هذا الخراب الذي يعد عمليا دمارا شاملا خلّفته الحرب الاسرائيلية الأخيرة على غزة. وتشير تقديرات الامم المتحدة الى ان حجم الاقتصاد الفلسطيني يمكن ان يتضاعف في حال انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية. ويؤكد سمير سكيك الذي يعمل في مجال السياحة رائع ان تفتح شركة عالمية فرعا في غزة لتشجيع الاستثمار والسياحة. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :