أحيا الفنان اللبناني عاصي الحلاني سهرة رائعة في الدورة الأخيرة من {مهرجان الموسيقى العربية} في مصر، كذلك كرّمه الأخير عن مسيرته الفنية. في دردشته مع «الجريدة» يتحدّث النجم اللبناني عن التكريم، والحفلة، والألبوم الذي يستعد لطرحه قريباً. حدثنا عن شعورك بعد تكريمك أخيراً في {مهرجان الموسيقى العربية} في مصر. شعرت بسعادة تفوق الوصف، وهو أمر يرتبط باعتزازي بالمهرجان ومتابعتي له. إنها مشاركتي الأولى في حفلاته، إلا أنني أحد متابعيه الدائمين، وأتمنى أن تتكرر المشاركة في السنوات المقبلة، لا سيما أن للوقوف على مسرح دار الأوبرا المصرية في المهرجان شعوراً مختلفاً عن إحياء حفلات أخرى على المسرح نفسه. فضلاً عن ذلك، احتفت هذه التظاهرة بمرور 25 عاماً على انطلاقها، وهي مصادفة لطيفة أن أحتفي أنا أيضاً بمرور 25 عاماً على بدايتي الفنية، ما يجعل سعادتي مزدوجة، فعمري الفني من عمر المهرجان. ما الذي يميز الأوبرا المصرية من وجهة نظرك؟ الأوبرا المصرية صرح غنائي عظيم، يهتم بالمواهب الموسيقية، وينميها ويساعدها. إنه بمنزلة الجهة التي تحمي التراث الموسيقي في الوطن العربي، فتخرج مواهب موسيقية تملك أصواتاً حقيقية وتقدمها للجمهور وتساعدها على المواجهة ببداية مسيرتها الفنية، وهو دور مهم في وقت تواجه فيه الأصوات الصاعدة مشكلة في الوصول إلى الجمهور بسبب ظروف الإنتاج الموسيقي. عموماً، أشعر براحة نفسية وبهجة في هذا المكان، فجمهوره ذواق للفن والطرب الأصيل. لماذا افتتحت الحفلة بأغنية «يا مصر»؟ اخترت هذه الأغنية كي أعبّر عما في داخلي من حبٍ للمصريين وتقدير لهم، خصوصاً أنني شعرت بأنني في بلدي الثاني حتى قبل الغناء على المسرح، ذلك لما لقيت من حفاوة خلال الاستقبال في المطار. هذا الأمر ليس بغريب على مصر والمصريين، ففي كل مرة أزور فيها القاهرة تغمرني سعادة كبيرة بفعل حب الجمهور الذي يصحبني في كل مكان، لذا تجدني دائماً مهتماً بمصر، وأدعو لها بالاستقرار، لأنه سينعكس على الأمة العربية كلها. قدمت خلال الحفلة مجموعة متنوعة من أغانٍ حفلت بها مسيرتك الفنية. سعيت إلى تقديم أفضل ما لديَّ في مسيرتي الفنية، كذلك اخترت أغاني يحبها الجمهور، وسعدت بتفاعله الكبير معها. ستشكل الحفلة ذكرى جميلة في ذاكرتي الفنية ولن أنساها على الإطلاق. أكثر ما أسعدني الحفاوة الكبيرة التي وجدتها من الجمهور على المسرح، وحرصت على توجيه التحية إلى المرأة المصرية، لأنها تؤدي دوراً كبيراً في المجتمع، ومعروفة بقوة مواقفها وصلابتها. «ذا فويس» حدثنا عن الموسم الجديد من برنامج «ذا فويس». لا يزال الوقت مبكراً على الموسم المقبل. لكن البرنامج إحدى التجارب التي أعتزّ بها بشدة، لأنها منحت فرصة لمواهب جديدة كي تخرج إلى النور ويتعرف إليها الجمهور. أثبت كثيرون مكانتهم على الساحة الفنية من خلال البرنامج حتى لو لم يحصلوا على اللقب، ونقلنا لهم كأعضاء لجنة تحكيم خبرتنا، والجمهور تعرف إلى أصواتهم، وتلقوا تدريبات احترافية جعلتهم مؤهلين ليكونوا نجوماً. لكن البرنامج خطوة في مسيرة طويلة، ومن يتابع الطريق بشكل صحيح سيبقى حاضراً ويتفاعل معه الجمهور. حققت توليفة «ذا فويس» نجاحاً كبيراً، لكنها أيضاً تعرضت لانتقادات، لا سيما ما يتعلق بالنتيجة النهائية. ما رأيك؟ لا نتدخل في نهاية النتائج، والمدرب يكون في أصعب اللحظات عندما يفارق موهبة من فريقه، وهو يعلم أنها خامة صوتية جيدة. لكن في الأحوال كافة، تفرض طبيعة البرنامج أن يخرج متسابق في كل حلقة. أما المنافسة في الحلقات الأخيرة فتكون الأصعب على الجميع، لأن المستوى يتقارب سواء في فريق المدرب الواحد أو مع بقية المتسابقين. شخصياً، يشغلني تحقيق أكبر استفادة للمشاركين في البرنامج بأن يتلقوا تدريبات تناسب خامات صوتهم لتكون لديهم القدرة على الغناء بشكل صحيح أمام الجمهور. وعلاقتك بالمدربين؟ علاقتنا جيدة للغاية. تربطنا صداقة بخلاف البرنامج، ونتواصل باستمرار حتى بعيداً عن التصوير، لأن «ذا فويس» جعلنا أكثر قرباً من بعضنا البعض، وتعرفنا إلى جوانب في كل منا كنا نجهلها، ذلك بسبب الفترات الطويلة التي نقضيها سوياً. في رأيي، يشكّل التوافق بيننا جزءاً من نجاح البرنامج. ثمة آراء بأن الأغاني العربية في السنوات الأخيرة لم تكن موفقة بشكل كاف. عندما تقيّم أي عمل فني يجب أن تشير إلى الظروف التي خرج فيها. نعيش منذ سنوات فترات عصيبة طويلة، ما أثر في المطربين بشكل أو بآخر، فنحن عرب في النهاية ولدينا مشاعر، والمحن التي مرت علينا كان وقعها سلبياً على حياتنا وعلى عملنا وعطائنا. ألبوم جديد قال عاصي الحلاني عن ألبومه المقبل: «أواصل العمل عليه خلال الفترة الراهنة، وأحرص على أن يكون منوّعاً ويضمّ أنواعاً مختلفة من الموسيقى والكلمات». ويتمنى الحلاني أن تكون الظروف مهيأة بشكل جيد في العالم العربي مع بداية العام المقبل، كي يتمكّن من طرح الألبوم، خصوصاً «أنني أبذل مجهوداً كبيراً فيه وأتمنى أن يصل إلى الجمهور، لكن حتى الآن لم أستقر على الأغاني التي سأصوّرها أو فكرتها.
مشاركة :