تسود الأوساط السياسية في النمسا حالة من الترقب، بانتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية، التي تجري هناك اليوم، والتي ستكون الأولى في أوروبا بعد فوز المرشح الشعبوي دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة. وسيكون على الناخبين النمساويين الاختيار بين سياسي يميني متطرف هو نوربرت هوفر من حزب «حرية النمسا»، ومدافع عن البيئة الرئيس السابق لحزب الخضر ألكسندر فان دير بيلن. ويسعى فان دير بيلن، المرشح مستقلاً، ليكون «رئيساً وسطياً»، وهو يؤمن «بتعذر مواجهة المشاكل باللجوء إلى حلول قصوى والاقتراب من التشدد»، ويطرح البقاء في أوروبا. أما هوفر، الذي ينتمي إلى حزب أسسه عدد من قدامى النازيين، فيؤكد أن «أوروبا تعيش أزمة عميقة» يجب أن تحلها بالحد من تركيز الصلاحيات ما فوق الوطنية في بروكسل، مضيفاً: «يجب التخلص من هذا النظام الذي تكدس عليه الغبار». وكان حزب هوفر قد رحّب بالتصويت البريطاني على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وانتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة. واعتبر رئيس حزب «حرية النمسا» هاينز ستراش هذا الأمر نصراً على «الطبقة السياسية التقليدية البائدة والمتآمرة». وعلى غرار أحزاب أوروبية أخرى لليمين المتشدد، يركز هوفر خطابه على الوطنية النمساوية، والقلق من تجاوزات العولمة، وتوافد المهاجرين عبر أوروبا، ومعارضة التيارات السياسية التقليدية التي يسعى حزبه، الذي نشأ في 1955، إلى تجسيد نسخة جديدة منها. انتخاب هوفر، الرئيس الأول من اليمين المتشدد في الاتحاد الأوروبي، سيكون بمنزلة مؤشر مشجع للأحزاب المتحالفة مع حزب «حرية النمسا» في أوروبا على غرار «الجبهة الوطنية» في فرنسا وحزب «الحرية» برئاسة غيرت فيلدرز في هولندا التي ستشهد انتخابات تشريعية في 2017. وستؤدي نسبة المشاركة دوراً حاسماً في اختيار أحد المرشحَين اللذين تتقارب نتائجهما في استطلاعات الرأي، وبلغ الفارق بينهما في انتخابات أولى بالربيع 31 ألف صوت لمصلحة فان دير بيلن.
مشاركة :