خمسة فنانين إماراتيين ينجزون أعمالهم في حب الوطن، مشهد جاذب لايزال حاضراً في «سيتي ووك» بدبي، ضمن احتفالات وزارة الثقافة وتنمية المجتمع بالذكرى الـ45 لليوم الوطني، ضمن أجواء كرنفالية يشهدها المكان الذي لايزال يكتظ بزواره. وخلافاً لمشاهد ترفيهية عديدة، منها العروض الفلكلورية والموسيقية، وأزياء ومظاهر تراثية قادمة من 41 دولة مختلفة، يلفت المارة استغراق عدد من الفنانين الإماراتيين، في زوايا مختارة، في إنجاز أعمال تشكيلية مختلفة، وهو المشهد الذي كان جاذباً بالفعل للعديدين، الذين ربما يكونون مختلفين في ما بينهم في اللغة، لكنهم متفقون في تذوق الفنون من زاوية الفن التشكيلي. «الإمارات اليوم» توقفت عند تجربة الفنان عبدالرحيم سالم، الحائز جائزة الإمارات التقديرية في الفن التشكيلي، حيث بدا سالم منهمكاً في تفاصيل لوحته التي جاءت بمقاس كبير، تماشياً مع هدف عرضها المباشر في الهواء الطلق، في الساحة الرئيسة لـ«سيتي ووك». وقال سالم «مع كل هذا التنوع الفني، لا يمكن أن يغيب التشكيل، بل في ظني هو الأقرب لصدق البوح عن مشاعر وخيالات مرتبطة بحقيقة الشعور بالبهجة والاعتزاز والفخر الوطني، في يوم يحق لنا جميعاً أن نزهو ونفخر باتحاد وطننا الغالي». وأضاف «اللقاء في أجواء مفتوحة مع الجمهور، وإنجاز أعمالنا بمتابعة من المتحلقين حولنا والمارين، الذين أتوا ليستثمروا ويقتنصوا المتعة في تلك الأجواء الكرنفالية، مبهران، ويبقيان خير رسالة بأن الفنان الإماراتي ليس فقط حاضراً في قلب هذا المشهد العالمي، المحتفي بوطنه، بل يمتلك أدواته الفنية، والقدرة على إنجاز نتاجات على مستوى فني راقٍ». وتابع: «بالإضافة إلى ذلك تبقى هذه التجربة بمثابة ترويج إيجابي لجماليات الفن التشكيلي، ومعايشة مشجعة على الإبحار في تفاصيل جمالياته، حيث يتابع الجمهور ويرصد تجربة الفنان بدءاً من خلط الألوان، وصولاً إلى إنجاز العمل». الذهاب في الوجهة المقابلة بالنسبة لرواد المكان يرشحهم لمعايشة تجربة تشكيلية أخرى تقدمها ثلاث فنانات إماراتيات، هن فاطمة الحمادي ووصال العلي وملك إبراهيم، اللائي يستعن بفن الغرافيتي العريق، لكن ليس عبر الجداريات التي ذاع وانتشر عبرها، بل من خلال لوحات كبيرة الحجم، انهمكن في إبداعها أمام الجمهور. لكن الفنانات الإماراتيات الشابات لم يقصرن تجربتهن على أسلوب الرش «الاسبراي» المتبع في الغرافيتي، ورحن يجملن أعمالهن بالفرشاة، ومن خلال ألوان قمن بخلطها بعناية، على نحو يواكب ما يردن أن يعكسنه في هذه المناسبة الميمونة. ومع اكتمال اللوحات التي يبذلن فيها جهداً ودقة، تتبدى المشاهد ليعكس أحد البورتريهات، ملامح «فزاع»، فيما تعكس لوحة أخرى مشاهد من الموروث الإماراتي في مجال الأزياء من خلال وجه طفلة متزينة بحلي ذهبية تقليدية، بالإضافة إلى امرأة متزينة أيضاً بالأزياء والملابس الإماراتية التقليدية.
مشاركة :