عقيل الحلالي، وام (صنعاء، شبوة) تمكنت قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية من بسط سيطرتها على السواحل الجنوبية لمحافظة شبوة، وذلك ضمن جهودها في مكافحة التنظيمات الإرهابية في اليمن. وكانت محافظة شبوة المحطة التالية بعد النجاحات التي حققها التحالف في طرد عناصر القاعدة من المكلا والمناطق المحيطة بها في محافظة حضروموت. وانتشرت صباح أمس الأول، الدفعة العسكرية الأولى من قوات النخبة الشبوانية مدعومة من قوات التحالف وذلك لتأمين المناطق الساحلية بمديرية رضوم التابعة لمحافظة شبوة بهدف بسط نفوذ الدولة وإعادة الأمل واستقرار الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق اليمنية. وشملت منطقة انتشار القوات من حدود حضرموت شرقاً إلى منطقة عين با معبد بما يشمل ميناء بالحاف النفطي الذي يعد من أهم موانئ المحافظة ومنطقة بير علي. واستقبل انتشار قوات النخبة الشبوانية في مناطق التأمين بتبريكات أبناء محافظة شبوة وعلى رأسهم قائد المقاومة الجنوبية والأمين العام بالمديرية الذين عبروا عن امتنانهم لدولة الإمارات العربية وقوات التحالف على المجهود المبذول. ويمثل هذا الحدث النوعي نقطة فارقة في تاريخ محافظة شبوة ومديرية رضوم التي تحتضن العديد من المشاريع الحيوية المهمة، خصوصاً في قطاعي النفط والغاز، حيث سيتم تأمين سواحل شبوة من المشاكل الأمنية التي عانى سكانها لسنوات من عمليات تهريب الأفارقة وتهريب المشتقات البتروكيماوية ناهيك عن تهديدات المنظمات الإرهابية المختلفة. الجدير بالذكر أنه تم الإعداد والتحضير الكبير لهذه العملية منذ أشهر من خلال تأهيل وتدريب المئات من أبناء محافظة شبوة في معسكرات محافظة حضرموت تحت إشراف دول التحالف العربي متمثلا بدولة الإمارات العربية المتحدة. كثف التحالف العربي بقيادة السعودية أمس السبت غاراته الجوية على معسكرات وتجمعات الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم في محافظات صعدة وحجة والحديدة شمال وغرب اليمن. وشنت مقاتلات التحالف العربي أكثر من 15 غارة على معسكر الصيفي الذي يسيطر عليه الانقلابيون بالقرب من مدينة صعدة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته وتعد معقل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وذكرت مصادر محلية متعددة أن الغارات أسفرت عن تدمير مستودعات أسلحة ومعدات عسكرية تابعة للميليشيات الانقلابية، مشيرة إلى أن غارات أخرى على صعدة أصابت أهدافاً في منطقة الطلح ببلدة سحار (وسط) ومنطقة طخية ببلدة مجز (شمال غرب) الحدودية مع السعودية. وفي غضون 24 ساعة ماضية، استهدفت أكثر من 12 غارة للتحالف العربي مواقع وتجمعات للميليشيات الانقلابية في مدينة حرض الحدودية بمحافظة حجة (شمال غرب) وتشهد منذ أكثر من عام معارك شرسة بعد تقدم قوات يمنية من الأراضي لاستعادة المدينة وميناء ميدي المجاور. وقالت مصادر في الجيش اليمني إن خمس غارات أصابت مجاميع مسلحة حوثية بعد وصولها إلى مجمع النخيل والخدور بمدينة حرض قادمة من بعض بلدات محافظة حجة لدعم الميليشيات. وذكر بيان صادر عن قيادة المنطقة العسكرية الخامسة ونشر السبت أن 22 من عناصر الميليشيات الانقلابية قتلوا في ضربات جوية ومعارك على الأرض في حرض وميدي منذ الخميس الماضي، بينما أفادت مصادر عسكرية أخرى باحتدام المواجهات بين الطرفين مساء السبت في صحراء ميدي بالقرب من حدود السعودية. ونفذت مقاتلات التحالف أمس ثمان غارات على معسكر الدفاع الساحلي الذي يسيطر عليه الحوثيون في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، واستهدفت ست أخرى مواقع وأهداف للميليشيات في بلدة الصليف الساحلية شمال المحافظة حيث أصابت ضربتان جويتان هدفين متحركين. واستهدفت أربع غارات مساء السبت مواقع في جبل يسلح الاستراتيجي الواقع جنوب صنعاء ويمر خلاله الطريق الحيوي الذي يربط العاصمة بمحافظات وسط وجنوب اليمن. وقصف الطيران العربي ثلاثة مواقع للميليشيات في بلدة نهم شمال شرق صنعاء حيث تستمر المعارك بين الحوثيين وقوات الحكومة منذ عام. وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية في صنعاء، عبدالله الشندقي، إن الغارات أصابت أيضا تعزيزات مسلحة لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في منطقة الكثب ونقيل بن غيلان جنوب غرب نهم، مؤكداً سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات في القصف وفي «معارك ضارية» بالبلدة. وأعلن مصدر آخر في المقاومة الشعبية بصنعاء مصرع متمردين بقصف مدفعي للقوات الحكومية استهدف تعزيزات للميليشيات في التباب الخضر المحاذية لجبل المنارة الاستراتيجي وسط نهم. وفي سياق متصل، أكدت مصادر المقاومة اليمنية تضييق قوات الحكومة وأنصارها الخناق على معسكر الانقلابيين في جبل حام آخر معاقلهم ببلدة المتون في محافظة الجوف شمال شرق اليمن. وذكر بيان مقتضب عن الجيش اليمني على تويتر إن «قوات الجيش مسنودة بالمقاومة والتحالف تقدم في جبهة حام وتفرض حصارا خانقا على معسكر حام»، مشيراً إلى تدمير عربة للانقلابيين في قصف جوي مساء الجمعة استهدف أيضا تجمعات للميليشيات وخلف قتلى وجرحى. وتجددت أمس المعارك بين القوات الحكومية والميليشيات الانقلابية في منطقة العبدية الحدودية بين محافظتي مأرب (شرق) والبيضاء (وسط) من دون أن ترد معلومات أولئك بسقوط قتلى. وفي تعز، استمرت المواجهات المسلحة في معظم جبهات القتال الداخلية وأعلنت القوات الحكومية إحراز تقدم في المعارك الدائرة في قرن الشامي وقرن غراب ببلدة الوازعية غرب المحافظة، مؤكدة إفشال هجمات جديدة للميليشيات على مواقعها في شمال وشرق مدينة تعز. وقال وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبدالرقيب فتح، إن الميليشيا الانقلابية تحاصر 64 شاحنة إغاثية منذ وصولها من ميناء الحديدة مطلع الشهر الماضي، موضحا أن هذه الشاحنات «تحمل مساعدات إغاثية لمديريات شرعب وجبل حبشي ومقبنة ودمنة خدير». وطالب فتح منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة باليمن، جيمي ماكغولدريك، وبرنامج الغذاء العالمي، باتخاذ موقف حازم تجاه الميليشيا الانقلابية التي تعمل على احتجاز المساعدات الإغاثية المقدمة لمحافظة تعز، مشيراً إلى أن احتجاز المساعدات الإغاثية تزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المحافظة خصوصاً في ظل انقطاع رواتب الموظفين وتفشي الأمراض. وقال «يجب على كافة المنظمات الحقوقية والدولية إدانة مليشيا الانقلاب الحوثية وتحميلها المسؤولية الكاملة عن احتجازها للمواد الإغاثية وحصارها للمدينة منذ أكثر من عام ونصف عام وقصفها للأحياء السكنية وتهجير السكان».
مشاركة :