ارتفعت أسعار برنت أول أمس لتسجل أفضل أداء أسبوعي لها في 8 سنوات واستقرت فوق 54 دولاراً للبرميل ، عقب قرار أوبك خفض إنتاج الخام للحد من تخمة المعروض العالمي التي تضغط على الأسعار منذ أكثر من عامين. وبعد الإعلان عن الاتفاق يوم الأربعاء الماضي ركزت السوق على تنفيذ وتأثير أول اتفاق لأوبك منذ 2008 على خفض الإنتاج والذي ستشارك فيه روسيا وربما منتجون آخرون غير أعضاء بالمنظمة. وتعرضت أسعار النفط لضغوط بفعل بيانات تظهر أن إنتاج النفط في روسيا ارتفع في نوفمبر، تشرين الثاني إلى أعلى مستوى له بعد الحقبة السوفييتية وأنباء عن أن موسكو تخطط لاستخدام المستوى القياسي لإنتاج الخام الذي بلغته الشهر الماضي كأساس لخفض إنتاجها. زاد خام القياس العالمي مزيج برنت في عقود شهر أقرب استحقاق 52 سنتا أو 0.96 % ليبلغ عند التسوية 54.46 دولار للبرميل. وارتفع عقد برنت أكثر من 15 % على مدى الأسبوع ليسجل أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ أوائل 2009. وأنهى الخام الأمريكي الجلسة مرتفعا 62 سنتا أو 1.21 % ليبلغ عن التسوية 51.68 دولار للبرميل ويحقق أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ أوائل 2011 بارتفاعه 12 %. وحصل النفط على الدعم من انخفاض الدولار الذي تراجع مقابل سلة من العملات. لكن متعاملين قالوا إن عمليات جني الأرباح قبل عطلة نهاية الأسبوع حدت من مكاسب الخام. وصعدت الأسعار إلى أعلى مستوياتها خلال الجلسة يوم الجمعة بعدما قال البيت الأبيض إن من المتوقع أن يصدّق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تشريع يمدد العقوبات المفروضة على إيران لعشر سنوات أخرى ليصبح قانوناً. من جهتها واصلت شركات الطاقة الأمريكية زيادة أنشطة الحفر النفطية للشهر السابع هذا الأسبوع مع مضيها قدماً في خططها الرامية لزيادة عدد منصات الحفر في ظل ارتفاع سعر الخام لأعلى مستوى في أكثر من عام. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة أول أمس إن شركات الحفر زادت عدد المنصات النفطية بواقع ثلاث منصات في الأسبوع المنتهي في الثاني من ديسمبر ليرتفع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 477 منصة وهو أعلى مستوى منذ يناير لكنه يظل دون عددها البالغ 545 منصة الذي سجلته قبل عام. ومنذ أن تعافت أسعار الخام من أدنى مستوياتها في 13 عاما إلى نحو 50 دولاراً للبرميل أضافت الشركات 161 منصة حفر نفطية في 24 أسبوعاً من الأسابيع السبعة والعشرين الأخيرة. وهذا هو التعافي الأكبر في عدد منصات الحفر الذي ترصده بيكر هيوز منذ تضرر السوق من تخمة في المعروض استمرت على مدار أكثر من عامين. وتراجع عدد منصات الحفر النفطية من مستوى قياسي بلغ 1609 منصات في أكتوبر 2014 إلى أدنى مستوياته في ست سنوات عند 316 منصة في مايو مع هبوط أسعار الخام الأمريكي من فوق 107 دولارات للبرميل في يونيو 2014 إلى قرب 26 دولاراً في فبراير 2016. ويتوقع محللون أن تزيد شركات الطاقة الأمريكية الإنفاق على أنشطة الحفر وزيادة الإنتاج في السنوات المقبلة وسط توقعات باستمرار صعود أسعار الخام. من جهة اخرى قال وزير النفط السعودي السابق علي النعيمي، إن اتفاق منظمة أوبك بخفض الإنتاج لأول مرة في ثماني سنوات يمكن أن يعيد التوازن للأسواق طالما التزم الجميع بتنفيذه. وأضاف النعيمي، في تصريحات بحفل في واشنطن العاصمة أن الأداة الوحيدة أمام أوبك هي تقييد الإنتاج، ولكن الجزء المؤسف أن البعض يميل للخداع. ونقلت بلومبيرج عن النعيمي، قوله إنه لم يعارض خفض الإنتاج عام 2014 طالما شارك الجميع في تنفيذه، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك الكثير من الجهود لبذلها في حالة عدم وجود تعاون قوي بين المنتجين. وأعرب النعيمي عن عدم يقينه إزاء التزام روسيا، التي اعتبرها بمثابة البطاقة الرابحة في المفاوضات، ووجه إليه سؤال مفاده: هل ستخفض روسيا إنتاجها 300 ألف برميل يومياً؟ فأجاب النعيمي: لا أعلم.. في الماضي لم يخفضوا. اللمسات الأخيرة على الاتفاق السبت قال مصدران لوكالة رويترز أمس إن أوبك ستجتمع مع دول من خارجها لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية للحد من الإنتاج العالمي للنفط في العاشر من ديسمبر كانون الأول في فيينا. وكان مصدران في أوبك قد قالا في وقت سابق إن من المقرر أن يُعقد الاجتماع في العاصمة الروسية موسكو ولكنهما قالا فيما بعد إن الخطة تغيرت. وتأمل أوبك أن تسهم الدول غير الأعضاء فيها بنحو 600 ألف برميل يومياً في هذا الخفض. وقالت روسيا إنها ستخفض الإنتاج نحو 300 ألف برميل يومياً. (رويترز)
مشاركة :