اكتشفت دراسة صغيرة حديثة، نشرت نتائجها بمجلة الأيض الجزيئي، أنّ عدم النوم ليومين فقط، بإمكانه تغيير ميكروبات الأمعاء ما يؤثر في الصحة الأيضية بالجسم. ارتبط تراجع ساعات النوم، بزيادة احتمالية الكثير من المشكلات الصحية كارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب، والبدانة، وداء السكري النوع الثاني؛ وقد ربطت دراسات سابقة بين تغير تلك الميكروبات وبين الإصابة بالبدانة وبداء السكري النوع الثاني، وقد وجدت دراسات - من خلال البحث على الفئران والإنسان - هو أن بكتريا الأمعاء لها ساعة بيولوجية تعرضها قلة النوم للاضطراب. ولكن لا توجد دراسة بحثت في مدى تأثير قلة النوم على تلك التركيبة الميكروبية، أمّا ما هدفت إليه الدراسة الحديثة من جامعة أوبسالا بالسويد، فهو محاولة كشف العلاقة بين عدم النوم الكافي والتغير بالتركيبة الميكروبية بالأمعاء والتغيرات الأيضية، لذلك قاموا بإخضاع 9 ذكور أصحاء من ذوي الوزن الطبيعي للدراسة، وتمّ تحليل عينات البراز منهم بعد نومهم بحالتين مختلفتين:- الحالة الأولى: نومهم النوم الاعتيادي (حوالي 8 ساعات ليلاً) لمدة ليلة واحدة. والحالة الثانية: نومهم لمدة يومين لفترات أقل(حوالي 4 ساعات في كل ليلة) وفي الحالتين كانوا يلتزمون بنوعية وأوقات وجبات معينة لأنّ من المعروف أن نوع الطعام ووقته يؤثران في التركيبة البكتيرية بالأمعاء. وجد العلماء أنّه لا توجد دلائل على أنّ قلة النوم، غيرت من التنوع البكتيري بالأمعاء، ولكن وجدوا أن هنالك تغيراً بالتركيبة الميكروبية مثل تفوق معدلات افيرميكوتس على معدلات العصوانيات وهو عامل تم ربطه من قبل دراسات سابقة بالإصابة بالبدانة، كما وجد الباحثون أنّ مجموعة المتطوعين الذين ناموا لفترات أقل، تراجعت لديهم الحساسية تجاه الإنسولين بنسبة 20%، ويتضح من ذلك أنّ النوم عامل يتدخل بشكل كبير في تحفيز العوامل الأخرى المسببة للأمراض، بطريق ربما يكون غير مباشر، ويرى الباحثون بضرورة إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث، بحيث تشمل عدداً أكبر من المتطوعين، بعضهم ممن يعانون تلك الأمراض، وتشمل كذلك الرجال والنساء على حدٍ سواء، حيث إنّ الدراسة الحالية كانت محدودة واقتصرت على الرجال فقط.
مشاركة :