خرق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مساء أمس، سياسة ديبلوماسية تعتمدها بلاده منذ عقود في تعاملها مع كل من تايوان والصين، وذلك من خلال اتصال هاتفي أجراه برئيسة تايوان تساي اينغ وين وفق ما أعلن فريقه. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن الصين «احتجت رسمياً» لدى الولايات المتحدة، مطالبة واشنطن باحترام مبدأ «الصين الواحدة». وقالت وزارة الخارجية في بيان: «ارسلنا بالفعل احتجاجا رسميا الى الجهة الاميركية ذات الصلة. يجب ان نصر على انه لا يوجد سوى صين واحدة وان تايوان جزء لا يتجزأ من الاراضي الصينية». وأوضح فريق ترامب في بيان ان الرئيس الأميركي المنتخب ورئيسة تايوان تطرقا الى «العلاقات الوطيدة في مجال الأمن والاقتصاد والسياسية بين تايوان والولايات المتحدة». كما تبادل ترامب الذي انتُخب في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ويتسلم مهماته في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، ورئيسة تايوان التي انتُخبت في أيار (مايو) «التهاني»، وفق ما جاء في البيان، فيما دافع الرئيس المنتخب ليل الجمعة في سلسلة من التغريدات عن خطوته هذه. وفي مواجهة الانتقادات التي أثارها هذا الاتصال الهاتفي، كتب ترامب في تغريدة أولى على موقع «تويتر»: «رئيسة تايوان اتصلت بي اليوم (الجمعة) لتهنئتي على فوزي في الرئاسة. شكراً». وأضاف في تغريدة ثانية «من المثير كيف أن الولايات المتحدة الأميركية تبيع تايوان معدات عسكرية ببلايين الدولارات، وفي المقابل يجب علي أنا أن لا أقبل الرد على اتصال للتهنئة». وأشار بيان فريق الرئيس الأميركي المنتخب الى ان ترامب تحادث أيضاً هاتفياً الجمعة مع كل من الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس الفيليبين الشعبوي رودريغو دوتيرتي ورئيس وزراء سنغافورة لي سين لونغ. واتصال رئيس أميركي منتخب لم يتسلم حتى الآن مهامه بزعيم تايواني هو أمر غير مسبوق منذ العام 1979، أي في العام الذي انقطعت فيه العلاقات الديبلوماسية بين تايبيه وواشنطن. وتدعم واشنطن منذ سبعينات القرن الماضي سياسة الصين الواحدة، أي منذ استئناف الحوار بين الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون ونظيره الصيني ماو تسي تونغ، والذي تلاه اعتراف رسمي ببكين في العام 1978 وإغلاق سفارة الولايات المتحدة في تايوان في العام التالي. ويأتي الاتصال الهاتفي بين ترامب وتساي، الذي يخرق قواعد البروتوكول خلال المرحلة الانتقالية للسلطة بعد اتصاله هذا الأسبوع برئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وإشادته به وهو ما شكل أيضاً مفاجأة للديبلوماسيين.
مشاركة :