أعلن الجيش العراقي أمس السبت (3 ديسمبر/ كانون الأول 2016) استعادة السيطرة على أربع قرى تقع في المحور الشمالي الشرقي لمدينة الموصل التي تستمر العمليات العسكرية داخلها وعند أطرافها لتحريرها من تنظيم «داعش». وقال الفريق عبدالأمير يارا الله في بيانٍ نشرته قيادة العمليات المشتركة إن «قوات فرقة المشاة 16 حررت قرى قولان تبه وكوري غريبان والدراويش وابو جربوعه ضمن المحور الشمالي». وأضاف أن «القوات العراقية رفعت العلم العراقي (في هذه القرى)، بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات». وبدأت القوات العراقية عملية عسكرية في (17 أكتوبر/ تشرين الأول) ترمي إلى استعادة السيطرة على مدينة الموصل في شمال البلاد. وتوغلت القوات العراقية داخل المدينة من الجهة الشرقية، فيما تقدمت قوات البشمركة الكردية مع قوات أخرى باتجاه الحدود الشمالية والجنوبية للمدينة. وتتمركز قوات الشرطة الفيدرالية على مشارف مطار الموصل من المحور الجنوبي، فيما تواصل قوات الحشد الشعبي عمليات في المحور الجنوبي ترمي الى عزل بلدة تلعفر، وقطع الإمدادات بين الموصل ومدينة الرقة التي تعتبر المعقل الرئيسي للمتطرفين في سورية. من جانبٍ آخر، أفاد شهود عيان ومصادر أمنية أمس (السبت) بأن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 17 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في أحد الأحياء وسط بغداد. إلى ذلك، قال سكانٌ أمس (السبت) إنه لم تصل أية أغذية أو وقود إلى الموصل منذ حوالي أسبوع وإن بدء هطول الأمطار والطقس البارد يهددان بشتاء قاس لأكثر من مليون شخص مازالوا في مناطق بالمدينة يسيطر عليها متشددو تنظيم «داعش». وتقدمت القوات العراقية - التي تشن هجوماً مضى عليه ستة أسابيع لاستعادة الموصل من التنظيم المتشدد - في الأحياء الشرقية بالمدينة في حين طوقت قوات أخرى المشارف الجنوبية والشمالية للمدينة وأغلقت قبل عشرة أيام الطريق الواقع إلى الغرب. لكن تقدمها تعرقله موجات من الهجمات المضادة من المتشددين الذين يسيطرون على المدينة منذ منتصف 2014، وأقاموا شبكة أنفاق استعداداً للدفاع عن معقلهم في أكبر مدينة بشمال العراق. ويعني التقدم البطيء أن الحملة قد تستمر طوال الشتاء كما أثار ذلك تحذيرات من منظمات إغاثة بأن المدنيين يواجهون حصارا شبه كامل في الأشهر المقبلة. وقال تاجر متحدثاً بالهاتف من الموصل إنه لم تصل أي إمدادات جديدة من الغذاء والوقود إلى المدينة منذ يوم الأحد. وعلى رغم محاولات المتشددين للحفاظ على استقرار الأسعار والقبض في الأسبوع الماضي على عشرات من أصحاب المتاجر المتهمين برفع الأسعار قال التاجر إن الغذاء أصبح أكثر تكلفة، وإن أسعار الوقود تضاعفت ثلاث مرات. وقال ساكن في غرب الموصل على مبعدة بضعة كيلومترات من أحياء الجبهة على الضفة الشرقية لنهر دجلة «نحن نعيش تحت حصار حقيقي منذ أسبوع». وذكر «قبل يومين توقف المولّد الذي يمد الحي بالكهرباء عن العمل بسبب نقص الوقود. المياه انقطعت وأسعار المواد الغذائية زادت والبرد رهيب. نخشى أن الأيام المقبلة ستكون أسوأ بكثير». وأصيب خط أنابيب يزود حوالي 650 ألف شخص في الموصل بالماء أثناء قتال الأسبوع الماضي بين الجيش ومتشددي «داعش». وقال مسئول محلي إنه لم يمكن إصلاحه؛ لأن الضرر في منطقة مازالت تشهد قتالا للسيطرة عليها.
مشاركة :