رمضان القرى.. تكافل اجتماعي وتبادل للأطباق الشعبية

  • 7/24/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد القرى بمجرد دخول شهر رمضان الفضيل نوعا من التكافل الاجتماعي بين أهلها، فما إن تبدأ الشمس في الانحدار تدريجياً وتميل للغروب من كل يوم خلال الشهر الفضيل، إلا وتجد الناس يتبارون في حركة نشطة ودؤوبة لا سيما قبيل الأذان بساعة لتقديم وجبات الإفطار علي الجيران، التي تتفنن فيها النساء من أجل منافسة جاراتها في تقديم أطباق شعبية ذات مذاق خاص يميز من قامت بإعدادها. ويقول فهد الزويهري من أهالي الزيمة، إن التكافل الاجتماعي والترابط الأسري في صورته الأنصع يظهر بين أهالي القرى خاصة في شهر رمضان، حيث تبدأ الأطباق على اختلافها في الدخول لمختلف البيوت في القرية، إذ يندر أن تخلو مائدة رمضانية من أطباق خاصة من الجيران. وعن عملية توزيع الأطباق الرمضانية يؤكد أنها تنطلق من الساعة السادسة عصرا وتستمر حتى أذان المغرب، ويقول: "تشهد شوارع الزيمة حركة غير اعتيادية وخاصة في الأزقة الضيقة، وتشتهر عائلات بإعداد وجبات جماعية توزع على أسر العائلة تحقيقاً لنظام التكافل الاجتماعي وصلة الأرحام". وبعد ساعات النهار في صيف حار عاني فيه الصائم من العطش إلا أنه ينسى ذلك في سبيل التطوع في إعداد وجبات إفطار الصائمين من أجل الظفر بالأجر، فتجد أهالي القرى يتسابقون إلى تجهيز التمر والعصائر من أجل تفطير الصائمين ويشاركهم الأطفال والصبيان الذين يبادرون بتجهيز وإعداد أماكن الإفطار دون إذن من الكبار، في تقاليد متوارثة عبر السنين. ويقول عبد الرحمن المطرفي: "ما بين معايشة ومواكبة التطور والحنين الى الماضي الجميل يدلف شهر رمضان ليسمح من يشده حنينه للعودة إلى ماض كان قد عاشه في صباه، من خلال العيش ولو لأيام قليلة في القرى ومسايرة طقوس وعادات الأهل هناك الذين لا يزالون متمسكين بها من عقود من الزمن". ويصف الوقت الذي يسبق أذان المغرب بساعة بـ "الطوارئ"، مشيرا إلى أن حركة الشباب وهم ينقلون المأكولات والأطعمة في حركة متزايدة داخل كل القرية فُطروا وجُبلوا عليها في مظهر اجتماعي لا تجد نظيره، لافتا إلى أن هذا المنظر لا تجده في المدن الرئيسة. ورغم أن حركة العاصمة العاصمة المقدسة تضج بالملايين من الناس وحركة الناس في الأسواق لا تهدأ أبدا وعدد سكانها يفوق سكان قرية سبوحة التي تقع شرق مكة بـ 40 كيلو مترا تقريبا، كأن لسان حالهم يقول لابد أن نكرم ضيفنا وعابر السبيل. ويؤكد المطرفي أن سكان سبوحة يحرصون على إفطار المارين بقريتهم من المعتمرين وغيرهما، طلبا لأجر تفطير الصائم، كما أنهم يحرصون على تبادل الأطعمة بين السكان والجيران على وجبة معينة، فكل أسرة تقدم ما تستطيع عليه وفي الغالب يكون ما يقدم للجيران هو من المأكولات نفسها التي ستقدمها ربة المنزل لأهل بيتها وخاصة وجبة الإفطار، حيث يقوم الأطفال والصبيان بنقلها بين المنازل قبيل الإفطار بدقائق قليلة، فمنهم من يقدم بعض أنواع الشوربات أو وجبات دسمة أو صنفا من أصناف الحلويات وغيرها.

مشاركة :