تساؤل دائماً يطرح نفسه ولا يجد الإجابة أو الرد المقنع له في أجهزتنا الإدارية في مجتمعاتنا العربية. هذا التساؤل يقول هل المنصب الذي تحتله جاءك أو أسند إليك لأنك ذو كفاءة وعطاء مميز أم لأنك صديق أو قريب أو تربطك مصلحة شخصية مع من عينك أو رشحك أو وصى عليك؟. وعلى سبيل الفرضية ولو حدث الخيار الثاني فأين تذهب لتشتكي من هذا الوضع.. هل إلى هيئة مكافحة الفساد باعتبار أن هذا هو نوع من أنواع الفساد الإداري الذي يهدم بناء الجهاز التنظيمي لأحد قطاعات الدولة أم إلى هيئة حقوق الإنسان لأن إنسانا أحق وأولى من إنسان آخر بتولي هذا المنصب أو ذاك ولكن بسبب إنسان هضم وصادر حقك وأعطاه لإنسان آخر لا يستحق. أعتقد أن ظاهرة المحسوبية تشكل مرضا خطيرا يفتك بالنظام الوظيفي والإداري وتبعده عن القاعدة المألوفة (ضع الشخص المناسب في المكان المناسب) والمبنية على معايير القدرات والعطاء والإبداع والمؤهلات والخبرات لا على الأهواء والمصالح الشخصية والمادية الضيقة. كما تؤثر هذه الظاهرة المقيتة على نظام العدالة الاجتماعية ونظام العمل والتي تؤدي بدورها إلى ضعف الإنتاجية بين الموظفين وهناك من يأخذ المحسوبية إلى أبعد من ذلك على أنها نظام سياسي يقوم في جوهره على علاقة لا تماثلية بين مجموعات السياسيين الرعاة والعملاء تعتمد على جني الخيرات من دعم الآخر وتقوم على العلاقات النفعية المتبادلة وبشكل أكبر أيضا على تحقيق النفوذ والسيطرة على الموقف. ولعلي هنا أختم بالآية القرآنية الكريمة (85) من سورة النساء التي تفرق بين الشفاعة الحسنة والشفاعة السيئة: ﴿من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا﴾. aialhabib@yahoo.com
مشاركة :