«قطر والسعودية» نموذج يحتذى في التعاون بين الأشقاء.. روابط تاريخية وتنسيق مستمر

  • 12/4/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية لدولة قطر والتي تبدأ يوم غدٍ /الإثنين/ في إطار حرص خادم الحرمين وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على دفع العلاقات الممتازة بين البلدين إلى آفاق أكبر لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.  وتعد العلاقات القطرية – السعودية نموذجاً يحتذى في التعاون والتكامل بين دولتين شقيقتين تجمعهما روابط التاريخ بقدر ما تتجذر بينهما أواصر المحبة والإخاء، وتتمتع العلاقات بين البلدين الشقيقين بالتنسيق الدائم والمستمر في معظم القضايا التي تهم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو المنطقة العربية وبصفة خاصة الوضع في سوريا واليمن والقضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حل دولي للملف الليبي يقوم على احترام قرارات الأمم المتحدة. وتعد هذه الزيارة التاريخية امتداداً لعدة لقاءات جمعت القائدين خلال العام الجاري سواء تلك اللقاءات الودية أو على هامش المشاركة في المحافل الخليجية أو في زيارات خاصة هذا بخلاف الاتصالات والرسائل الدائمة والمستمرة والتي تعكس بجلاء عمق العلاقات بين البلدين. فقد عكست زيارة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة إلى الدوحة لتقديم واجب العزاء في وفاة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ، مدى الود بين الأشقاء ثم كانت زيارة سمو أمير البلاد المفدى إلى الرياض لتقديم واجب العزاء في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد العزيز آل سعود لتبرهن على قوة ومتانة تلك العلاقة المميزة. كما شهد هذا العام لقاء وتواصلا مستمرا بين حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وأخيه خادم الحرمين الشريفين في مناسبات رسمية عدة منها لقاؤهما بمناسبة مشاركة سمو الأمير في ختام مناورات (رعد الشمال ) بمدينة حفر الباطن في شهر مارس الماضي تلبية لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين. ثم لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والملك سلمان بن عبدالعزيز بالرياض في اجتماع قمة قادة دول مجلس التعاون مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في شهر أبريل من هذا العام، وكذلك لقاؤهما بمناسبة انعقاد اللقاء التشاوري السادس عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مدينة جدة في شهر مايو الماضي، ولقاء الزعيمين الشقيقين في شهر اغسطس الماضي بمقر إقامة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمدينة طنجة بالمملكة المغربية الشقيقة. كما كانت لقاءات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وإخوانه أصحاب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة تأكيداً على التواصل المستمر بين القيادات في البلدين. وفي إطار تأكيد المصير الواحد للبلدين الشقيقين شاركت دولة قطر في (عاصفة الحزم) ضمن قوات التحالف العربي لإنفاذ الشرعية في اليمن ضد الانقلاب الحوثي دعماً لوحدة الصف الخليجي والعربي وتأكيداً على أن ما يهدد المملكة العربية السعودية هو تهديد لدولة قطر. كما حرصت قطر كذلك على المشاركة في فعاليات التمرين العسكري "رعد الشمال" بمنطقة حفر الباطن والذي شاركت فيه 20 دولة عربية وإسلامية وصديقة، إضافة إلى قوات "درع الجزيرة"، الذي يعد الأكبر من حيث عدد الدول المشاركة فيه بهدف ترسيخ مفاهيم قوة الردع العربية الإسلامية في وجه أية محاولات استفزازية. وكان تأسيس مجلس التنسيق القطري - السعودي المشترك عام 2008 خطوة نحو تفعيل التعاون القائم بين البلدين وتطويره ليحقق ما تصبو إليه القيادة في البلدين الشقيقين والاتفاق على تنسيق كامل في مختلف المجالات بين البلدين، وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والأمنية والمالية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والإعلامية وغيرها من المجالات الأخرى التي تقتضيها مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. ويعد المجلس في الوقت ذاته تعزيزا لمسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ضوء أهداف المجلس المتمثلة في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وتعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوب دول المجلس في مختلف المجالات. وقد عقد المجلس أربع دورات بدأت في الرياض وكان آخرها في الدوحة عام 2013 نوقشت خلاله سبل تطوير التعاون في تسعة مجالات ما بين الجانب العسكري والأمني مرورا بالجوانب الاقتصادية والتجارية والزراعية وصولا إلى الشق الثقافي والإعلامي. وترجمة لمعاني التكامل بين الدوحة والرياض قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية إن الجهات المختصة في قطر والسعودية ستقوم بتنفيذ توجيهات قيادات البلدين فيما يتعلق بالتنسيق المستمر بينهما لتنفيذ المشاريع المشتركة من أجل تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 ورؤية السعودية 2030 على حد السواء. جاء هذا عقب المباحثات التي جرت بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مع أخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة خلال زيارته للبلاد في شهر مايو الماضي ، حيث تناولت تلك الزيارة العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها. وتنعكس العلاقات المتينة بين قطر والمملكة العربية السعودية على مجمل العلاقات الشعبية والاقتصادية بين البلدين، وتشير الأرقام إلى أن قطر هي الوجهة السياحية المفضلة للعائلات من المملكة فقد استقبلت قطر 2.18 مليون زائر خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2016، منها أكثر من مليون زائر من دول مجلس التعاون الخليجي وتصدرت المملكة العربية السعودية قائمة الأسواق المصدرة للسياحة إلى دولة قطر حيث بلغ إجمالي عدد الزوار القادمين من المملكة العربية السعودية إلى قطر أكثر من 740 ألف زائر بين شهري يناير وسبتمبر 2016، ما يمثل زيادة قدرها 8% مقارنة بما كان عليه في نفس الفترة من العام الماضي.  كما بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وقطر عام 2015م ما قيمته حوالي 7 مليارات ريال منها 1.8 مليار ريال لصالح دولة قطر، و5.1 مليار ريال لصالح المملكة، كما تنشط الشركات والاستثمارات بين البلدين حيث تعمل (315) شركة بملكية كاملة للجانب السعودي بالسوق القطري، إضافة إلى (303) شركات مشتركة يعمل فيها رأس المال السعودي والقطري برأس مال مشترك يبلغ (1.252) مليار ريال وتعمل هذه الشركات في مجالات عدة كالتجارة والمقاولات، الهندسة والإنشاءات، الذهب والمجوهرات، النقليات والخدمات، الأدوات الطبية، الاستثمار والتطوير العقاري، الخرسانة الجاهزة والمواد الغذائية والمطاعم وغيرها. وبفضل هذا النشاط اختارت غرفة قطر مدينة الرياض كأول محطة خارجية لمعرض "صنع في قطر" في شهر نوفمبر الماضي بمشاركة أكثر من 200 شركة صناعية قطرية وذلك نظرًا للعلاقة المتميزة التي تربط الشعبين الشقيقين وقيادتهما الرشيدة، وما تتمتع به المملكة من مكانة مرموقة وأهمية مميزة سواء على الصعيد الإقليمي أو العالمي. كما تتفق كل من الدوحة والرياض على ضرورة استعادة التوازن لأسعار النفط العالمية، وتتشارك قطر والسعودية الجهود داخل دول منظمة أوبك وخارجها من أجل الوصول إلى سعر عادل لبرميل النفط ينعش الاقتصاد الدولي ويحقق المكاسب للدول المنتجة والمصدرة وقد استضافت الدوحة جولات المفاوضات الدولية حول أسعار النفط ونسقت المواقف مع المملكة العربية السعودية لتحقيق الزخم لجهود الدوحة في هذا الملف الهام. م.ن ;

مشاركة :