شريف عامر: وجهة نظري ألا أبدي وجهة نظري

  • 12/5/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

من الإذاعة إلى التلفزيون المصري ثم قناة «الحرة» في الولايات المتحدة، قبل أن يعود أدراجه إلى مصر ليلتحق بقناة «الحياة» وصولاً إلى قناة «إم بي سي مصر»، مسيرة حافلة خاضها المذيع المصري شريف عامر، محافظاً خلالها على إيقاع منضبط جعله يغرد منفرداً وسط ضجيج الساحة الإعلامية معتمداً على أداء هادئ ومتوازن، جعل بعضهم يطلق عليه لقب «الإعلامي الأكثر صدقية على الساحة المصرية». عن هذا اللقب، قال شريف عامر لـ»الحياة»: «منحني الجمهور هذا التقويم وأعتبره حافزاً للحفاظ على ما حققته خلال عملي الإعلامي، وأطمح دائماً إلى الحفاظ على الثقة التي أودعني إياها المشاهد لأظل مصدراً لثقته كي يدير المؤشر إلى برنامجي بحثاً عن الصدقية فلا يراني مغرضاً لمصلحة أي اتجاه. أعمد إلى عدم احتكار الحقيقة أو الحجر على أفكار الجمهور، وألتزم طرح كل ما هو صحيح ودقيق. وأؤمن دائماً بأن طبيعة البشر متشابهة، فهم يتطورون حيناً ويتراجعون حيناً آخر، وأسعى دائماً الى التطوير والتجديد». مزج عامر بين تجربة التقديم التلفزيوني ومهارة التحرير الصحافي، واسترجع تجربته قائلاً: «كان للعمل الصحافي أبلغ الأثر في تجربتي التلفزيونية، عملت كصحافي ومترجم في بداية حياتي المهنية، وساهم والدي الصحافي منير عامر في بناء شخصيتي التي اتسمت بالاستقلال، إذ شجعني على العمل في مجال الترجمة منذ الرابعة عشرة، حتى أنهيت دراستي وخرجت لأحلق بجانحي اللذين زرعهما لي والداي، فعملت في الإذاعة المصرية ثم التحقت للعمل في «نايل تي في» الناطقة بالإنكليزية إبان افتتاحها». وتابع عامر: «انتقلت للعمل في قناة «الحرة» في الولايات المتحدة ومكثت 4 سنوات، ثم اتخذت قراراً بالعودة، فلم أذهب إلى أميركا بدافع الهجرة إنما للانفتاح والتعرف الى أهم عاصمة سياسية في العالم، فهم «أسياد التلفزيون»، وبالفعل صقلتني تلك التجربة. وبطبيعتي لا أستمر في مؤسسة أكثر من 5 الى 6 سنوات، وتنقلت بين أماكن العمل المختلفة رغبة في الاستكشاف والتجربةن وربما تتغير هذه الصفات مع التقدم في العمر». واستطرد: «أحرص خلال التغطية على أن أكون أميناً في عرض المعلومة. وشكلت تغطية «انفجارات 11 أيلول (سبتمبر)» عام 2001 تجربة جديدة في مسيرتي كونها الأطول وقتاً حين مكثت على الهواء لـ9 ساعات متواصلة، لكن التغطية الأصعب هي الانتفاضة الفلسطينية بفعل ما رأيته من مشاهد مؤلمة». ولخّص عامر نظريته الإعلامية قائلاً: «وجهة نظري ألا أبدي وجهة نظري»، وأضاف: «بالتأكيد أمتلك رؤية ووجهة نظر لكنها تخصني وحدي، وأحرص ألا أبديها لأنني أؤمن بأن الجمهور لم يشاهدني ليستمع إلى آرائي بل الى آراء الضيف، فالضيف هو بطل البرنامج على الدوام وليس أنا». وعبّر عامر عن أمنياته قائلاً: «أمنيتي أن أتحول إلى الكتابة الصحافية لأكون صاحب رأي مطبوع، لكن يحول عملي التلفزيوني دون ذلك، ورفضت عروضاً في هذا الصدد على رغم رغبتي العارمة، نظراً الى أنني أعتبر الكلمة المطبوعة ذات قدسية مهما تطور الزمن، ولا بد أن أتفرغ لها كي أطرح حساباتي الخاصة جانباً وحين أعبر عن رأيي في قضية ما لن أتمكن من عرضها تلفزيويناً لأن القارئ يحتمل أن يكون مشاهداً، ولا أريد أن يكون على دراية بوجهة نظري، لذا حينما أتنحى عن العمل التلفزيوني أتمنى أن يقبلني الجمهور كاتباً للرأي». فهل من موعد لاعتزال العمل التلفزيوني؟ «أحب عملي وأحترمه، ولا أعلم متى سأتخذ هذا القرار، فأنا كائن قلق لا يستكين وأرغب دائماً في التجديد وأُخضع عملي وحياتي للتساؤل، وأجتهد للحفاظ على عقد أبرمته مع الجمهور الذين كرمني وأولاني ثقته، وهذا تحقق بصعوبة لأن إرضاء المشاهد غاية عسيرة، لا سيما أنني أعتبر المشاهد هو «سيدنا» الذي أعمل لديه... إنه «سيدنا المشاهد». وعن الآراء التي ترى أن هناك فرض قيود على الإعلام في مصر، لفت: «هذا الموضوع قتل بحثاً وأعتبره حرثاً في بحر». ودلل على ذلك قائلاً: «لا توجد سطوة أكبر من الإعلام الأميركي. وقد ظل يعمل ضد دونالد ترامب لمدة عامين، ومع ذلك نجح ترامب في الانتخابات الرئاسية وينبغي أن يمثل هذا درساً لنا جميعاً، لأن فرض القيود على الإعلام يعد عملاً ضد الزمن الذي لم يعد يسمح بحجب المعلومة أو احتكار الرأي أو الحجر على التفكير، ويعد الأمر تطوراً طبيعياً ينبغي أن نتفهمه ونتعايش معه». واختتم شريف عامر مضيفاً: «يتناسى بعضنا أننا نعمل في التلفزيون الذي يعتمد بخاصة على الصورة، لذا أحاول تقديم شكل متنوع عبر الصورة وأفكار مختلفة، يساعدني في ذلك فريق عمل برنامج «يحدث في مصر» وإدارة القناة ومؤسسة «إم بي سي»، إذ تجمعنا لغة ومدرسة مشتركتان. لا أقود فريق عمل البرنامج لكنني أمتلك رأياً مؤثراً بينهم اعتماداً على الحوار والنقاش».

مشاركة :