إعداد: محمد الفاتح عابدين تتجه أنظار أبناء الخليج وقلوبهم إلى العاصمة البحرينية، المنامة، التي تستضيف القمة السابعة والثلاثين لدول مجلس التعاون الخليجي. وينتظر أبناء الإمارات من القمة، الخروج بقرارات مصيرية ومهمة في ظل التحديات الخطرة التي تحدق بالمنطقة. وأكد أبناء الإمارات أنهم على ثقة تامة بقادة دول مجلس التعاون الخليجي ورغبتهم في دفع مسيرة العمل الخليجي المشترك الذي يضمن استقرار المنطقة وتصديها لمحاولات العابثين بأمنها وأمانها. وطالب المواطنون، القمة بمناقشة الممارسات التي تتطلبها عملية المحافظة على مكتسبات دول المجلس ورفع التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي إلى أقصى المستويات، وتبني توصيات لزيادة جرعة الوطنية لدى أبناء دول مجلس التعاون ، بحيث تقوم الدول الأعضاء بإصدار قرارات موحدة تحمي تكتلهم وتزيد من قيمته لدى الأجيال الناشئة التي تقع على عاتقها مسؤولية الحفاظ على مكتسبات دولهم والذود عنها. يقول الدكتور أحمد مراد، عميد كلية العلوم في جامعة الإمارات إن قمة مجلس التعاون الخليجي ينتظر منها الكثير ، لاسيما أن المنطقة تشهد الكثير من التحديات، وقول إننا أبناء شعوب دول مجلس التعاون الخليجي نفخر بوجود المجلس الذي حقق الكثير من الإنجازات منذ قيامه وحتى يومنا هذا ، وان الإنجازات التي حققها المجلس انعكست على رفاه شعوبه وزادت من متانة العلاقات بين أبناء دوله، الأمر الذي يحسب للمجلس ولقادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين أثبتوا من خلال المجلس عمق نظرتهم الوحدوية وحرصهم على رفعة شعوبهم. وأضاف أن القمة الخليجية التي تنعقد في المنامة لا بد أن تخرج بقرارات مهمة ينتظرها أبناء المنطقة من أجل بث الروح المعنوية العالية فيهم، مؤكدا أن القادة مطالبون أيضا بمناقشة الممارسات التي تتطلبها عملية المحافظة على مكتسبات دول المجلس والتي تعد واحدة من أهم التحديات أمام المجلس الذي ظل منذ إنشائه يعمل على تحقيق الكثير من المنجزات التي تحولت فيما بعد إلى مكتسبات ينبغي الحفاظ عليها من قبل الدول الأعضاء في المجلس. قرارات مصيرية ويرى الدكتور حسن قايد الصبيحي أستاذ الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات، أن جميع المؤشرات التي شهدناها خلال الأيام الماضية والتي تزامنت مع احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الخامس والأربعين ، تؤكد أن قمة المنامة ستتمخض عن قرارات مصيرية ومهمة وحاسمة لاسيما ان المنطقة تحدق بها الكثير من الأخطار التي تجعل قادتنا مطالبين بالتصدي لمثل هذه التحديات لاسيما أنهم يمتلكون القدرة السياسية والاقتصادية والعسكرية لردع أي محاولات من جانب الذين يضمرون النوايا السيئة للعبث بأمن الخليج. وأضاف الدكتور الصبيحي أن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي يضعون الآمال الكبيرة وينتظرون تحقيق الحلم الكبير الذي ظل يراودهم منذ تأسيس المجلس، مشيراً إلى أن الأجواء مهيئة تماما لتحقيق الحلم الكبير المتمثل في رفع التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي إلى أقصى مستوياته ، والمضي قدماً نحو إنشاء تكتل داخلي للدول الأعضاء في المجلس. المواطن الخليجي أما حمد الكعبي، فيقول إن القمة الخليجية تعد من الفعاليات المهمة التي ينتظرها الكثير من المواطنين في دول مجلس التعاون بشغف كبير ، حيث إن مجلس التعاون مجلس مهم جدا ووجوده ضروري وقد حقق الكثير من الإنجازات في السابق. وأضاف: إن المواطن الخليجي يحظى بنعمة التلاحم بين قيادات الدول وشعوبها ، وهو يتمنى أن يتواصل هذا التلاحم الفريد بين أبناء المجلس أبد الدهر ، لاسيما أن تكتلاً بحجم مجلس التعاون الخليجي يعد من التكتلات المهمة التي تجتاحها الدول في ظل التحديات التي يشهدها العالم والتغيرات المستمرة في الخريطة الاقتصادية. صمام الأمان ويقول محمد حمد النعيمي إن دول مجلس التعاون الخليجي تعد صمام الأمان لأبناء وشعوب المنطقة ، لاسيما أن الخريطة السياسية للعالم قد بدأت تشهد تصدعاً في أكبر اتحاداتها مثل الاتحاد الأوروبي الذي غادرته المملكة المتحدة، مضيفاً أننا نعوّل على المجلس الكثير ونفخر به كتكتل خليجي عربي صامد منذ عام 1981 ، وننتظر من قيادات دولنا أن تخرج عقب القمة علينا بقرارات تسهم في لم الشمل وتزيد من جرعة الوطنية لدى أبناء دول مجلس التعاون ، بحيث تقوم الدول الأعضاء بإصدار قرارات موحدة تحمي تكتلهم وتزيد من قيمته لدى الأجيال الناشئة. ويؤكد نادر المرقب أن قمة التعاون بالنسبة لنا هي الحدث الأهم والأبرز ، لاسيما أنها عادة ما تخرج بقرارات مهمة تعود بالنفع على مواطني دول مجلس التعاون ، مضيفاً أننا متفائلون بهذه القمة التاريخية وندعو المولى عز وجل أن يوفق قادتنا لما فيه خير المواطنين. أما محمد خليفة الدرمكي ، فيرى أن القمة تعد مناسبة مهمة لتعريف المجتمع الدولي بقوة اتحادنا ومجلسنا وهو الأثر الذي سينعكس بالإيجاب على مواطني دول مجلس التعاون الخليجي ، داعياً القادة المجتمعين إلى الخروج بأكثر عدد من القرارات التي ترضي طموح أبناء الخليج ، مشيراً إلى أن شعوب الدول الخليجية يستبشرون خيراً بقمم مجلس التعاون الخليجي. شعوب المنطقة ويعتبر عبد الله خميس الظاهري اجتماع قمة مجلس التعاون الخليجي الاجتماع الذي يترقبه كافة أبناء دول مجلس التعاون الخليجي ، باعتباره يخرج بقرارات تصب بشكل مباشر في مصلحة أبناء شعوب المنطقة ، وهي القرارات التي ستؤثر في رفع مستوى معيشتهم وتسهم أيضا في رفع مستوى النماء الذي تشهده كافة دول مجلس التعاون الخليجي ، مؤكداً أن التوصيات التي نحن بانتظارها ستكون قوية وتتناسب والتحديات التي تحيط بدول المنطقة. تتسابق دول العالم على الاستثمار في مشاريع البنية التحتية، لما لها من أهمية كبرى، سواء من جهة العائد الاقتصادي الذي توفره هذه المشاريع عادة، أو من جهة الهوية البصرية التي تنطوي عليها، والزينة العمرانية التي تضفيها على البلاد المستهدفة. وفيما يأتي عرض لأبرز 3 جسور من المزمع دخولها حيز التشغيل في الأعوام القليلة القادمة، وهي جسور من المتوقع أن تؤدي إلى تعزيز مكانة الدول الخليجية على خريطة الطرق البرية في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن تعزيز تكاملها الداخلي. يبلغ طول الجسر الذي سيربط بين قطر والبحرين 40 كيلومتراً تقريباً، وهو ما يجعله أحد أطول الجسور الممتدة فوق المياه في العالم، ويضم طريقاً للسيارات وآخر لسكة حديدية. قطار الخليج حلم يسابق الواقع ويختزل المسافات كجزء من اهتمام دول مجلس التعاون بمشروع قطار الخليج فقد كلفت شركات وبيوت خبرة عالمية متخصصة بإجراء العديد من الدراسات، وبدأت الفكرة تتفاعل على أعلى المستويات ، وتم تشكيل لجنة مالية وفنية لتقوم بإعداد الدراسات التفصيلية التي تفضي إلى بلورة الفكرة بشكل عملي وطرحها للتنفيذ من قبل دول المجلس، وبدأت الدراسات برسم خريطة طريق للمشروع حددت خطوات العمل والجدول الزمني المقترح لكل مرحلة على النحو الآتي: إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، إعداد التصاميم الهندسية التفصيلية للمشروع ،المسار المقترح للمشروع، ومن المقرر أن يبدأ مسار الخط الحديدي الخليجي من مدينة الكويت مروراً بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية إلى مملكة البحرين عن طريق الجسر المقترح إنشاؤه موازياً لجسر الملك فهد، ومن مدينة الدمام إلى دولة قطر عن طريق منفذ سلوى وكذلك سيربط دولة قطر مع مملكة البحرين عبر جسر قطر البحرين المزمع إنشاؤه بينهما، ومن المملكة العربية السعودية مروراً بمنفذ البطحاء إلى دولة الإمارات العربية المتحدة (أبوظبي العين) ومن ثم إلى سلطنة عمان عبر صحار إلى مسقط، وتبلغ مجموع أطوال هذه الخطوط قرابة 2116 كلم ، فيما يبلغ طول الخط داخل الأراضي السعودية (663) كلم، وسيتم ربط مملكة البحرين بسكة حديد دول المجلس عن طريق الجسر البحري الذي سيربط ما بين دولة قطر ومملكة البحرين، ومع المملكة العربية السعودية عن طريق جسر بحري مقترح إنشاؤه موازياً لجسر الملك فهد على أن يتم دراسة المسار بشكل أكثر تفصيلاً. وقد صدرت موافقة المقام السامي الكريم على تكليف وزارة النقل بإعداد الدراسات التفصيلية للمشروع، وتم تشكيل فريق عمل فني في وزارة النقل لوضع الدراسات التفصيلية وإعداد التصاميم الهندسية للجزء الواقع من هذا المشروع داخل أراضي المملكة العربية السعودية، وبدأ الفريق مشاوراته لوضع الأسس الأولية لمنهجية العمل والخطوات المطلوب إنجازها في هذا المجال وفق جدول زمني محدد. وقدرت التكلفة الإجمالية لإنشاء البنية التحتية للمشروع ب15.4 مليار دولار. زايد وجابر وضعا اللبنة الأولى لمجلس التعاون سجل التاريخ للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل قصة تحويل مجلس التعاون لدول الخليج العربية من فكرة إلى واقع، بداية من أول اجتماع ثنائي بينهما في أبوظبي عام 1976 والتي تبعتها رحلات مكوكية قام بها ولي العهد الكويتي الراحل الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح إلى كل من السعودية والبحرين وقطر وعمان، مروراً باقتراح الاستراتيجية الخليجية المشتركة في مؤتمر القمة العربية الـ11 في العاصمة الأردنية عمّان في نوفمبر 1980، وعقد أول لقاء خليجي على مستوى القادة على هامش مؤتمر القمة الإسلامي في مدينة الطائف السعودية في يناير 1981 والذي شهد اتفاقاً مبدئياً، وتلا ذلك اجتماعات التحضير لوزراء خارجية دول المجلس والخبراء في كل من الرياض ومسقط في فبراير، وانتهاء بالتوقيع على صيغة تأسيس مجلس التعاون في أول قمة انعقدت في أبوظبي في 25 و26 مايو 1981 ، بهدف تحقيق التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين وصولاً إلى الوحدة وفق ما نص عليه النظام الأساسي في مادته الرابعة. خليج الدوحة يتكوّن معبر خليج الدوحة، المعروف أيضاً باسم معبر شرق، من سلسلة من الأنفاق والجسور، يبلغ طولها الإجمالي 12 كيلومتراً، وتربط بين مطار حمد الدولي، وحي كتارا الثقافي، ومنطقة الدفنة التجارية غرب العاصمة القطرية. ومن المتوقع أن يتمكن الجسر من استيعاب مرور 6 آلاف مركبة في الساعة. وكان من المنتظر البدء في تنفيذ المشروع العام الجاري، لينتهي العمل فيه بحلول عام 2021، وقبل بدء فعاليات كأس العالم فيفا في قطر عام 2022. ولكن بعض التقارير تفيد بأن هناك توجهاً لتأخير تنفيذ المشروع. وكان مشروع معبر خليج الدوحة قد كشف عنه لأول مرة عام 2013، وذكرت الحكومة وقتها أنها انتهت من وضع التصاميم النهائية للمشروع. جسر الشيخ جابر يهدف هذا المشروع إلى تقليل الاختناقات المرورية أثناء ساعات الذروة في مدينة الكويت، بالتوازي مع تطوير الطريق العام ليصبح بمستوى الطرق السريعة. ويأتي تنفيذ المشروع في ظل تزايد أعداد السيارات نتيجة تزايد عدد سكان البلاد. ويبلغ طول جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح 37.5 كم. ومن المفترض أن يربط مدينة الكويت العاصمة بمدينة الصبية، أو مدينة الحرير الجديدة، مع اختصار المدة الزمنية التي يستغرقها ركوب السيارة بين المدينتين إلى ربع ساعة، بدلاً من ساعة كاملة. وتقول الحكومة الكويتية إن المشروع يلبي حاجة النمو في قطاعات مختلفة تشمل استصلاح الأراضي، وبناء مرافق جديدة، كما يطمح لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري.
مشاركة :