أبوظبي: الخليج تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، يعقد منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ملتقاه السنوي الثالث يوم الأحد الموافق 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري في أبوظبي، برئاسة فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، ومشاركة ما يزيد على 400 شخصية من العلماء والمفكرين العرب والمسلمين على مستوى العالم، وذلك انسجاماً مع القيم العليا في الإسلام والمُثُل الإنسانية السامية، ودورها الأصيل في ترسيخ ثقافة السلام وتعزيز قيم التسامح والحوار. ويستأنف المنتدى في دورته الجديدة جهود البحث وتأصيل ثقافة التلاقي والتعارف الكامنة في روح الإسلام منذ فجره الأول، انطلاقاً من غايته الجليلة في السعي الدؤوب لتجنيب الأمة المزيد من التمزق والخراب المادي، وذلك من خلال تنشئة جيل جديد يتبنى أولوية السلم ويعمل من أجل تحقيقه وترسيخه، بوصفه الخيار الوحيد لتدبير الاختلاف والتدافع والتغيير. ويواصل المنتدى في ملتقاه الثالث البحث في المخاطر التي تعصف بالأمة الإسلامية وإمكانية وضع حد للنزيف الذي يهدد مستقبلها. ويعمل على توضيح العلاقة بين مفهوم الدولة الوطنية المعاصرة، ومفهوم الدولة في نصوص وتاريخ الإسلام، وذلك في ظل ما عرفته المنطقة من تذرع وتوسل بمفهوم الدولة؛ لاستباحة الحرمات والحط من شأن الإنسان والتآمر على الأوطان باسم الدين. ويحرص العلماء والمفكرون المشاركون في الملتقى الثالث على إيجاد المخرجات السلمية، لدرء المخاطر المحدقة بالأمة الإسلامية، وانعكاسات هذه المخاطر على مناطق مختلفة من العالم. إلى جانب السعي الحثيث لخلق تيار سلام قوي في المجتمعات المسلمة، يناهض تيار العنف والغلو والتطرف. وأعربت اللجنة التحضيرية للمنتدى عن أملها في أن يكون الملتقى الثالث فرصة جديدة لتبادل الرأي بين العلماء والمفكرين والباحثين والخبراء والشباب، وتقديم رؤى وبدائل ومشاريع تسهم في التأصيل لثقافة السلم في الأوساط العلمية والمؤسسات البحثية، وتعميمها كقيم وسلوك على المجتمعات المسلمة. وكان المنتدى قد انطلق عام 2014 بمبادرة من العلامة عبدالله بن بيه، ورعاية كريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة. واستقطب المنتدى مئات العلماء والمفكرين في دورتيه الماضيتين، حيث حقق نجاحاً كبيراً، سواء على مستوى الحضور النوعي أو على مستوى المنجز العلمي في تعزيز ثقافة السلم. ما لفت انتباه المفكرين وصناع القرار في العالمين الإسلامي والغربي. وأصبح محل تقدير لدى هيئات دولية عدة. ودعا المنتدى في ملتقاه الأول إلى إعلان الحرب على الحرب، لتكون النتيجة سلماً على سلم، بينما سعى الملتقى الثاني إلى إعادة برمجة الأولويات وتأهيل العقول وتدريب النفوس على إدراك محورية السلم في ديننا وشريعتنا وتراثنا الإسلامي المستنير؛ لمواجهة الخطر الراهن المحدق بالمجتمعات المسلمة، وهو خطر ليس فقط يأباه ديننا وتجرمه شريعتنا فحسب، وإنما هو خارج عن نطاق العقل وينافي القيم الدينية والأخلاقية والمفاهيم الإنسانية بكل مستوياتها، كما يقول العلامة بن بيه.
مشاركة :