أكد نائب الرئيس الأميركي المنتخب مايك بنس، أمس الأحد (4 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، أن المحادثة الهاتفية بين دونالد ترامب ورئيسة تايوان يوم الجمعة الماضي، والتي أثارت غضب بكين، «لا تعدو كونها مجاملة» بادرت إليها الرئيسة لتهنئة الرئيس المنتخب. وصرح بنس لشبكة «ايه بي سي» بأن «لا يعدو الأمر كونه تلقي مكالمة هاتفية من باب المجاملة من زعيمة منتخبة ديمقراطياً»، في إشارة إلى رئيسة تايوان تساي انغ-وين. ولم يسبق لأي رئيس أميركي فعلي أو منتخب أن تحدث إلى زعيم تايواني منذ قطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان الجزيرة المستقلة بحكم الأمر الواقع العام 1979. وتعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها في انتظار إعادة التوحيد تحت حكم بكين، وأية خطوة أميركية يمكن أن توحي بدعم الاستقلال، حتى إطلاق لقب رئيسة على تساي كما فعل ترامب في تغريدة أشار فيها إلى المكالمة، تثير غضب السلطات الصينية الشديد. وصرح بنس بأن ترامب «رد على المكالمة وقبل التهنئة ولم يتعد الأمر ذلك». وسئل بنس عن سياسة الصين الواحدة، فقال: «سنتعامل مع هذه السياسة بعد 20 يناير/ كانون الثاني»، في إشارة إلى اليوم الذي يتولى فيه ترامب مهماته. وقال الإعلام الرسمي الصيني إن «قلة خبرة» ترامب دفعته لقبول الاتصال الهاتفي، وحذر من أن أي خرق لسياسة «الصين الواحدة» سيؤدي إلى «تدمير» العلاقات الأميركية الصينية. وفي تصريح لبرنامج «فوكس نيوز صنداي» قالت مساعدة ترامب، كيليان كونواي إن الرئيس المنتخب «يدرك تماماً» سياسة «الصين الواحدة» التي تتبناها واشنطن. وقالت: «لقد كانت مجرد مكالمة هاتفية. وتشير إلى أنه قبل مكالمة تهنئة». وأضافت «أعلم أن للصين رؤية خاصة بهذا الأمر. والبيت الأبيض ووزارة الخارجية لديهما رؤية كذلك، وبالتأكيد تايوان لديها رؤية. ورؤية الرئيس المنتخب هي أنه قبل مكالمة تهنئة». وتابعت «عندما يؤدي اليمين قائداً عاماً للقوات المسلحة، فان ترامب سيوضح خططه بالكامل. ولكن الناس يجب ألا يحملوا الأمر أكثر مما يحتمل». وأوضحت أنه منذ فوزه المفاجئ في انتخابات الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني، تلقى ترامب مكالمات تهنئة من العديد من القادة بينهم رؤساء حكومات ودول إسرائيل وسنغافورة واليابان والصين. وأكدت أن ترامب «لا يطرح سياسات أو يعلن سياسات عالمية جديدة، إنه يتلقى فقط اتصالات هاتفية». وقالت أيضاً: «نحن نعلم بسياسة الصين الواحدة. وهو على علم بهذه السياسة، ويتم اطلاعه على هذه الأمور بشكل روتيني. هذا كل ما في الأمر». من جانبه، أعلن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) الجنرال ديفيد بترايوس أمس أنه دفع ثمن الأخطاء التي ارتكبها قبل خمس سنوات، وهو مستعد اليوم لتولي وزارة الخارجية في إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب. وفي تصريح لشبكة التلفزيون الأميركية «ايه بي سي» قال الجنرال بترايوس: «قبل خمس سنوات ارتكبت خطأ فادحاً، واعترفت بذلك، وقدمت اعتذاراً عن ذلك، ودفعت الثمن غالياً». والمعروف عن بترايوس أنه عسكري متمرس ساهم كثيراً في تحسين الوضع في العراق بعد العام 2007، وعينه الرئيس باراك أوباما على رأس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. إلا أنه أجبر على الاستقالة من منصبه إثر اكتشاف مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) قيامه بنقل معلومات سرية إلى عشيقته وكاتبة سيرته باولا برودويل. وفي أبريل/ نيسان 2015 حكم عليه بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ وبدفع غرامة بقيمة 100 ألف دولار، خصوصاً لأنه كذب على مكتب التحقيقات الفدرالي وعلى وكالة الاستخبارات المركزية خلال التحقيق. من جهته، قال نائب الرئيس الأميركي المنتخب مايك بنس إن الجنرال بترايوس هو بالفعل أحد المرشحين لمنصب وزير الخارجية.
مشاركة :