من ورط النصر في الكويت؟!

  • 7/24/2013
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انسحب النصر من البطولة المسماة بطولة العالم المصغرة للصالات التي تستضيفها الكويت وتبادلت إدارة النادي مع اللجنة المنظمة البيانات، فالنصر يبرر الانسحاب ببيان مقتضب وبأسلوب ضعيف لا يتناسب وحجم القضية، وقبل ذلك لا يتناسب مع قيمة كيان بتاريخ وجماهيرية النصر، في الوقت التي تصدر فيه اللجنة بياناً فجاً وركيكاً بما يحمل من سخرية ومفردات لا يعبر عن قيمة بطولة محترمة، فمفرداته ومضمونه لا تليقان ببطولة تسمى بطولة العالم. لست بصدد الغوص في حيثيات البيانين فذلك من التفاصيل، وإنما أتيت بهما لأدلل على طريقة التعاطي النصراوي، وطريقة تعاطي اللجنة المنظمة مع القضية، وهو ما كشف بطريقة أو بأخرى عن قيمة الحدث؛ إذ لا يمكن لبطولة تسمى بطولة العالم ويحدث فيها ما حدث، بدءاً من طريقة المشاركة مروراً بسيناريو الانسحاب وانتهاء بالبيانات والتصريحات المتبادلة بين الطرفين. هنا تركيزي ينصب على القضية الأساس وهي أصل المشاركة النصراوية، التي بدأت بدعوة من اللجنة المنظمة قابلها حماس من الإدارة النصراوية، ومن ثم تسويق للحدث عبر استضافة رئيس اللجنة المنظمة للبطولة وإقامة مؤتمر صحفي له، واعتبار المشاركة إنجازاً جديداً لنادي لنصر يكرس لعالميته، في وقت كان الانتصار يسجل للجنة المنظمة التي أرادت أن تستفيد من قيمة النصر التاريخية والإعلامية والجماهيرية للفت الانتباه للبطولة. قبول النصر بمبدأ المشاركة أولاً وهو الذي لا يملك فريقاً للصالات هو الذي جره في نهاية المطاف إلى تلك الفوضى التي تابعناها سواء مع اللاعبين الأجانب الذين تم التعاقد معهم أو مع اللجنة المنظمة للبطولة، فأي نادٍ يحترم قيمته لا يمكن أن يسلم اسمه وشعاره وقبل ذلك تاريخه لأناس مستأجرين لا دور لهم إلا ارتداء قمصانه، ولذلك حدث ما حدث من تشويه للكيان النصراوي، وهو ما برز أكثر في بيان اللجنة المنظمة الذي كان يسخر من النصر وهو الذي بدأ بعبارة "صدق أو لا تصدق مشهد انسحاب النصر من مونديال الصالات". مشهد الانسحاب النصراوي كشف أمراً آخر وهو متاجرة بعض الإعلاميين المحسوبين على النصر بقضاياه؛ إذ قفزوا – كما العادة- على أساس القضية، وهي القبول بمبدأ المشاركة في البطولة، وتسليم اسم النادي لفريق مستأجر إلى تبرير الانسحاب والهجوم على اللجنة المنظمة للبطولة دون أن ينسوا سحب مسمى "بطولة العالم" والاكتفاء باسم بطولة الصالات؛ أسوة بما جاء في البيان النصراوي الذي جرّد البطولة من عالميتها. أتذكر في هذا السياق سؤال أحد المتاجرين بقضايا النصر لي ذات حوار حول السبب في تضخيم الإعلام لقضايا النصر، فأجبته: "إنما تضخم قضايا النصر لأنه كيان كبير مثله في ذلك مثل الهلال والاتحاد والأهلي"، وأردفت قائلاً: ليس هذا السؤال وإنما السؤال لماذا يحاول المتاجرون بقضايا النصر تسطيح مشاكله وإظهارها وكأنها قضايا مفتعلة؟ هذا تماماً ما حدث بعد الانسحاب في الكويت، فحتى اللحظة لا زال المتاجرون بقضايا النصر يلتون ويعجنون في القضية باتهام هذا والتصدي لذاك، دون أن يسأل أي منهم السؤال الطبيعي الذي ينبغي أن يسأل وهو: من ورّط النصر في الكويت؟!

مشاركة :