شدد مختصون في تطبيقات العزل الحراري في المباني على أهمية تطبيق العزل الحراري في المباني سواء القائمة أو التي تحت الإنشاء. وقالوا: إن تطبيق العزل الحراري في المباني من شأنه أن يحدث فرقاً واضحاً في قيمة الاستهلاك الكهربائي، واستهلاك أجهزة التكييف خصوصاً من الطاقة. وبينوا أن تطبيقات العزل الحراري يمكن أن تشمل المباني ، على النحو الآتي : أولاً: عزل المباني القائمة حالياً . ويمكن أن يتم ذلك بعدة طرق منها : 1- الجدران الداخلية والخارجية : عزل الجدران باستخدام ألواح عزل جاهزة يمكن تثبيتها على الجدران من الداخل مع الدهان بألوان فاتحة وعاكسة للضوء. 2- الأسقف: عزل الأسقف من الخارج باستخدام مواد العزل المناسبة لها مع إمكانية العزل من الداخل باستخدام الأسقف المستعارة . 3- النوافذ الزجاجية : تعد النوافذ الزجاجية غير المعزولة من نقاط الضعف الموجودة في المباني حيث يتسرب منها الهواء الحار إلى داخل المباني صيفاً والبارد شتاءً؛ لذا ينصح بتركيب الزجاج المزدوج الذي يتمتع بخاصية تقليل نسب انتقال الحرارة من خلاله ويعد عزل النوافذ الزجاجية مكملاً لعزل المبني للحصول على العزل الجيد والمناسب. 4- عزل الأسطح : يمكن إضافة ألواح من البولي ستارين أو البولي يوريثين فوق السطح، ومن ثم وضع البحص أو البلاط فوقه كما يمكن استخدام البلاط العازل / ( بلاط + عازل من البولي ستاريت ) بوضع مباشرة فوق الأسطح . ثانياً: أنظمة عزل المباني الجديدة . 1- الجدران الخارجية . أ / النظام الأول . وهو نظام الجدار الواحد المبني من الطوب الإسمنتي المعزول بشريحة واحدة من مادة البولي ستارين المبثوق أو الممدد وفي هذا النظام يوجد جسور حرارية ناتجة عن استخدام المونة الإسمنتية بين البلوك أثناء التركيب وعليه يجب استخدام اللياسة العازلة للتقليل من نسبة التسرب الحراري. ب / النظام الثاني . وهو النظام التقليدي ويعد الحل الأكثر انتشاراً في عزل الجدران وفي هذا النظام يتم بناء جدارين متوازيين بحيث تركب أنواع العزل الحراري بين فراغ الجدارين حيث تفصل هذه الألواح بين الجدار الخارجي والجدار الداخلي للمبنى بشكل كامل وتلغي الجسور الحرارية الموجودة في الأنظمة السابقة الذكر ويؤخذ في الاعتبار عامل التكلفة والصيانة كما يؤخذ في الاعتبار الجسور الحرارية الموجودة في الكمرات والأعمدة والميدات الأرضية التي لا يغطيها مادة عازلة للحرارة في الجدران الخارجية. ج / النظام الثالث. وهو نظام العزل من الخارج حيث يتم تثبيت العوازل الحرارية على الجدران الخارجية للمبنى بحيث يتم تغليفه تماماً ثم يتم تركيب التشطيبات الخارجية مثل الزجاج أو "حجر الرياض" أو مواد (STB ) من الخارج وفي هذا النظام يتم التغلب على جميع الجسور الحرارية وهو النظام الوحيد الذي يعزل الأعمدة والجسور والميدات ويلغي عملها كجسور حرارية ولكن يجب مراعاة مراجعة طريقة تثبيت مواد التهوية الخارجية للمبنى والتكلفة الإجمالية لهذا النظام . 2- عزل الأسطح . يكون عزل الأسطح باستخدام أحد النظامين. أ / نظام السطح التقليدي . تكون طبقة العازل المائي فوق طبقة العازل الحراري لحماية العازل الحراري من الماء وخاصة مواد العزل الحراري التي تكون فيها نسبة امتصاص الماء مرتفعة نسبياً وفي هذا النظام يتعرض الغشاء العازل للماء ( العازل المائي ) إلى الإجهادات الحرارية المتواصلة والناتجة عن التفاوت الكبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار وبين فصول السنة المختلفة التي تؤدي إلى تمدد وتقلص هذا الغشاء مما يفقده مرونته وبالتالي قدرته على العزل نتيجة الجفاف والتشقق الذي يحلق به وفي هذا النظام يتعرض غشاء العازل للماء إلى إجهادات ميكانيكية أثناء التركيب أو بعده نتيجة وجود بعض أجهزة التكييف وغيرها وأعمال الصيانة على سطح المبنى وبالتالي يقل العمر الافتراضي للعازل المائي وتزداد تكاليف الصيانة وفي حالة فضّل النظام كعازل مائي فإنه قد يؤدي إلى أضرار جسيمة داخل المبنى يصعب حصرها نتيجة تسرب المياه وهذا عوضاً عن الأضرار التي تلحق بالعازل الحراري لوصول الماء إليه . ب / نظام السطح المقلوب. والذي يكون فيه العزل الحراري فوق طبقة العازل المائي ويقوم العازل الحراري بحماية العازل المائي من الإجهاد الحراري والتعرض للأشعة فوق البنفسجية وكذلك الإجهاد الميكانيكي أثناء التركيب وبعده وعليه زيد العمر الافتراضي لغشاء العزل المائي وبالتالي تنخفض تكاليف الصيانة بدرجة كبيرة. ولكي يتاح استخدام نظام السطح المقلوب يجب أن تكون مقاومة مادة العزل الحراري لامتصاص الماء والرطوبة ذات مقاومة كبيرة يجب أن لا تزيد نسبة امتصاص العازل الحراري للماء عن ( 2ر0 % ) بالنسبة للحجم . الجدير بالذكر أن الدراسات التي أجراها المختصون في العزل الحراري في المباني أثبتت أن تطبيق العزل الحراري في المباني يؤدي إلى نتائج ممتاز في الراحة والوفر في استهلاك الطاقة . وقالوا: إن الدراسات العملية التي أجريت على منزلين متساوين في الحجم ( 8 × 15 ) متراً، طبق في أحدهما العزل الحراري للجدران والأسقف والنوافذ، فيما نفذ الآخر بشكل تقليدي بدون استخدام تطبيقات العزل الحراري ( درجة الحرارة الخارجية لاختبار أجهزة التبريد 45 درجة مئوية - ودرجة الحرارة الخارجية لاختبار أجهزة التدفئة 7 درجات مئوية ) أكدت أن نموذج المنزل المعزول يحتاج إلى حجم جهاز تبريد ( طن تبريد ) يقل بـ 40 % عن نموذج المنزل غير المعزول. وبينت الدراسات أن استهلاك الكهرباء السنوي للمنزل المعزول حرارياً انخفض إلى 23.000 (كيلو وات ساعة / سنة )، مقارنة بـ 36.000 ألف (كيلو وات ساعة / سنة ) للمنزل غير المعزول، فيما وصل مقدار التوفير السنوي من أجهزة التبريد 10.000 ( كيلو وات ساعة / سنة )، ومقدار التوفير من أجهزة التدفئة 3.000 (كيلو وات ساعة / سنة ) . وخلصت الدراسات إلى أهمية تطبيق العزل الحراري بشكل كفء، للحد من الاختراق الحراري، ومن الهدر في استهلاك الطاقة .
مشاركة :