كنت الأسبوع الماضي في زيارةِ لملعب وزارة التربية والتعليم بمحافظة جدة والذي يصل تاريخ إنشائه لما يقارب الثلاثين عاماً ويقام عليه هذا العام ولأول مرة مايُسمى ب"النادي الموسمي"الذي جاء كبديل عن المراكز الصيفية التي كانت تقام في السابق وذلك لغرض إقامة بعض الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية المفيدة للطلاب في فترة الصيف لقتل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالفائدة المرجوة وهو واحد من أكثر من 40 نادياً منتشرة في محافظة جدة تقوم بنفس الدور ولم يقتصر على الطلاب فقط بل إنّ هناك أيضاً أندية خاصة بالطالبات يشرف عليه معلمات ومختصات لنفس الأنشطة، وكان منظر الطلاب في مراحل التعليم الثلاث مبهج للنفس وهم يمارسون نشاطهم الرياضي في جو أسري وسط متابعة تربوية مميزة من نخبة من المعلمين وأثناء الزيارة التقيت مدير النشاط الطلابي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة جدة الدكتور خالد فضل ومشرف النادي في هذا الملعب محمد الصمداني ومدير النادي مبارك العوفي وعدد من المعلمين المشرفين على هذا البرنامج وجميعهم يقومون بجهود جبارة لإنجاح مثل هذه البرامج الهادفة والمتنوعة التي تعود على الطلاب بالنفع لقتل أوقات فراغهم وقت الإجازة وهو بلا شك عمل يستحق الإشادة والتقدير لكل القائمين عليه. ما لفت نظري حقيقة بعد جولة في هذا الملعب هي تلك الإمكانات المتاحة التي لا تختلف كثيراً عمّا شاهدته في استاد الأمير عبد الله الفيصل قبل التوسعة الجارية الآن من حيث مدرجاته التي تتسع لما يقارب ال 20 ألف مشجع ومضمار ومنصة وكل المرافق الأخرى التي تجدها في الملاعب التي تقام عليه مباريات أندية دوري المحترفين ولكن القصور بدا لي واضحاً في جوانب بسيطة تحتاج إلى وقت ومال قليل لضمان استمرارية المحافظة على بنيته التحتية المتينة، وربما إنّ عدم إقامة الأنشطة الرياضية عليه طوال العام أدى إلى التراخي مما وصل به لهذا الحد من عدم الاهتمام الذي وقع عليه إضافة لعدم وجود شركة للصيانة هي من أوصلته إلى هذه الحالة من عدم الرضا وتستوجب التدخل العاجل ليكون رافداً مهماً يساهم في دفع عجلة رياضتنا!! تساءلتُ عن الأسباب جعلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقف مكتوفة الأيدي وعدم التنسيق مع وزارة التربية من أجل الاستفادة منه وفق طرق التعاون بين المؤسسات الحكومية بدلاً من استعانتها في مناسبات كثيرة بملاعب البنك الأهلي أو أرامكو أو غيرها من المؤسسات الخاصة مكاناً تؤدي عليه الأندية الزائرة تمارينها رغم أن هذا الملعب من وجهة نظري ربما لو تم الاستفادة منه بعد الاهتمام بصيانته الدورية كان هو حلاً مثالياً لإقامة بعض مباريات الاتحاد والأهلي بالتناوب مع ملعب الدفاع الجوي لإراحة الناديين وجماهيرهما من الترحال لملعب الشرائع بمكة المكرمة. أتمنى أن يتم تشكيل لجنة عاجلة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لوضع تصور يجعل مثل هذه المنشأة رافداً مهما في المستقبل لاستاد الملك عبدالله الجديد واستاد الأمير عبدالله الفيصل عندما نستضيف بطولات قارية أو إقليمية أو إقامة بعض منافساتنا المحلية على جميع المستويات.
مشاركة :