تواصل خالد العبدالله: قال الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، عضو هيئة كبار العلماء، “نُسب إلي أني أجيز الاحتفال بمولد أشرف الخلق حبيبي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأني أجعله من العبادات التي يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى، وهذا افتراء وكذب على عامة المسلمين الذين يحسنون الظن بعلمائهم. وأضاف المطلق، في بيان، رأيه في الاحتفال بالمولد النبوي، قائلاً: ولو أن هؤلاء الذين افتروا عنواناً وضعوه من عند أنفسهم قرأوا كلامي المذكور أسفل العنوان، لرأوا أني لا أجيز الاحتفال بمولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه. وتابع: فإن أكثر الناس حباً للنبي صلى الله عليه وسلم، الإمام علي بن أبي طالب وبنوه الحسن والحسين، وبقية الخلفاء الراشدين أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنهم وغيرهم لم يفعلوا ولم يدعو الناس إليه، وأيضاً فلم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا دعا إليه. وأكد عضو هيئة كبار العلماء: أن شعراء الصحابة رضي الله عنهم الذين يحبون النبي صلى الله عليه وسلم محبة عظيمة، مثل: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وكعب بن زهير، وغيرهم لم يمدحوا النبي صلى الله عليه وسلم بما مدحه به شعراء المولد مثل البوصيري وغيره، فقد غلو في مدحه حتى وقعوا في الشرك الذي لا يرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقبله بل حذر الأمة منه ونهاهم عنه. وأوضح المطلق، أن أول ما ظهرت هذه البدعة كان في الدولة الفاطمية حين أقام المعز الفاطمي المُتوفى سنة 365 هـ خمسة موالد في السنة، مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومولد فاطمة رضي الله عنها، ومولد علي رضي الله عنه، ومولد الحسن رضي الله عنه، ومولد الحسين رضي الله عنه. وقال: إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم، عبادة يتقرب بها إلى الله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، وولده والناس أجمعين”، رواه البخاري ومسلم، وإن بغض النبي صلى الله عليه وسلم كفر يمنع صاحبه من خيري الدنيا والآخرة كما قال تعالى: “إنّ شانئك هو الأبتر” والأبتر هو المقطوع من كل خير”. وذكر أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم لا تستلزم إقامة احتفال في يوم ولادته، يحصل به مخالفته في صريح سنته صلى الله عليه وسلم حيث قال: من عمل عملاً ليس على أمرنا فهو رد”، رواه مسلم، بل يجب على المسلم في محبته صلى الله عليه وسلم أن يقف على الحدود المشروعة، ويحرم عليه الغلو والإطراء كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو”، رواه أحمد والنسائي وابن ماجه. وأكمل: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله” متفق عليه والإطراء المبالغة في المدح. وتابع: أن أسعد الناس بمحبته صلى الله عليه وسلم أكثرهم تعظيماً لسنته واتباعاً لشريعته ودفاعاً عن دينه، وما أحسن قول الشاعر: من يدعي حب النبي ولم يفد.. من هديه فسفاهة وهراء فالحب أول شرطه وفروضه.. إن كان صدقاً طاعة ووفاء وأشار إلى أنه: “بل إن من أكثر المسلمين حباً للنبي صلى الله عليه سلم من يقوم بسنته ويكون له ورد يومي يقرأ فيه القرآن الكريم وشيئاً من هدى النبي صلى الله عليه وسلم، في كتاب رياض الصالحين أو غيره من كتب السنة، وشيئاً من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب ابن كثير، أو زاد المعاد، أو الرحيق المختوم، أو غيرها من كتب السيرة النبوية”. واختتم قائلاً: “رزقنا الله محبة رسوله صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته، والدعوة إلى دينه، وجمعنا وجميع المسلمين على كلمة الحق، ووحد صفوفهم في نصرة دين نبيهم صلى الله عليه وسلم. وصلى الله وسلم على حبيبنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً”. نص البيان
مشاركة :