برلين (أ ف ب) - باشر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين في برلين جولة وداعية على القارة الاوروبية القلقة من سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب البيت الابيض قبل ستة اسابيع من دخوله البيت الابيض. واختار كيري برلين وبروكسل حيث مقر الحلف الاطلسي للقيام بآخر جولاته الى اوروبا التي زارها عشرات المرات خلال السنوات الاربع الاخيرة. ووصل كيري ظهر الاثنين الى برلين ويلتقي نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير لمناقشة اهم الملفات الساخنة في العالم مثل سوريا واليمن وليبيا واوكرانيا، والاعداد لاجتماع يعقد الثلاثاء والاربعاء في بروكسل ويضم وزراء خارجية دول الحلف الاطلسي، ولاجتماع وزاري اخر يعقد الاربعاء والخميس في هامبورغ للدول ال57 الاعضاء في منظمة الامن والتعاون في اوروبا. بالنسبة الى الحرب في سوريا من المتوقع ان تستأنف محادثات على مستوى تقني بين الروس والاميركيين في جنيف الثلاثاء او الاربعاء، على ان تتركز حسب ما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على مغادرة "كل المتمردين" القطاع الشرقي لحلب. -ميركل "زعيمة العالم الحر"- ومنح وزير الخارجية الالماني الذي سيصبح قريبا رئيس المانيا، كيري وسام الصليب الاكبر، وهو من اعلى الاوسمة الالمانية نظرا لجهود الخارجية الاميركية في عهد كيري ضد الاحتباس الحراري وفي اطار منع الانتشار النووي ومكافحة تنظيم الدولة الاسلامية. ويبقى التحالف بين الولايات المتحدة والمانيا قويا للغاية. وكانت برلين استقبلت في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الرئيس الاميركي باراك اوباما في زيارته الاخيرة الى اوروبا، حيث وجه تحية حارة جدا الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، وبدا كأنه ينقل اليها شعلة "زعامة العالم الحر". ولا تخفي الكثير من الدول الاسيوية والاوروبية من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، قلقها من وصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض وهو المعروف بدعواته الحمائية والانعزالية. ولا يزال ترامب غامضا جدا ازاء سياساته الخارجية وسبق ان انتقد بشكل شديد المبدأ المؤسس للحلف الاطلسي والذي يقوم على التضامن مع اي عضو في حال استهدافه باعتداء. كما كرر مرارا عزمه على التقرب من روسيا فلاديمير بوتين رغم ازمتي سوريا واوكرانيا. وكشف ترامب مرة جديدة قبل ايام ازدراءه بالاعراف الدبلوماسية عندما تحادث هاتفيا من دون التنسيق مع الادارة الديموقراطية الحالية، مع العديد من قادة العالم. كما تسبب ترامب بحادث دبلوماسي عندما تحادث هاتفيا مع رئيسة تايوان تسي اينغ وين ما اغضب بكين بشدة. ومع ذلك لا يتورع ترامب عن توجيه الانتقادات الحادة الى الصين عبر تغريداته المتواصلة. وامام دهشة قسم من الطبقة السياسية وعدد من الدبلوماسيين الاميركيين قال كيري مساء الاحد امام معهد بروكينغز في واشنطن، انه يشعر بانه "على بعد الف كيلومتر" من العملية الانتقالية التي ستمهد لتسلم ترامب الحكم، مضيفا في اشارة الى اتصالات ترامب بقادة اجانب وخصوصا برئيسة تايوان "لم يتصل احد بنا قبل هذه المحادثات، ولم يطلب منا تقديم اي معلومات".
مشاركة :