«سوسن المسلمة» تثير جدل الألمان بمنصبها في «الخارجية»: أصلي وأصوم ولا أشرب الكحول <br /> - أخيرة

  • 12/6/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل الصحافة المحلية في ألمانيا الحديث عن مسيرة سوسن شبلي نائبة الناطق باسم وزير الخارجية الألمانية، والظروف التي نشأت فيها، وكان آخرها استضافتها منذ أيام في برنامج حواري شهير على القناة الألمانية الثانية، والتي أكدت خلالها التزامها بفرائض الاسلام من صلاة وصوم وعدم تناول الكحول. وسوسن الألمانية - فلسطينية الأصل هي ابنة زوجين فلسطينيين لاجئين في برلين، لديها 12 من الأخوة (6) ذكور و(6) إناث، وكانت محرومة حتى بلوغها عمر الـ 15 من حمل أية جنسية، وتحمل فقط إقامة سماح بالبقاء في ألمانيا بشكل موقت، قبل أن تحصل لاحقاً على الجنسية الألمانية في العام 1993. وكان والداها قد نزحا عن الأراضي الفلسطينية في العام 1948نحو لبنان حيث بقيا في مخيماتها مدة 20عاماً، ورزقا بعدد من الأطفال، قبل أن ينتقلا لبرلين، التي أصبحت مسقط رأس سوسن، في سبعينيات القرن الماضي. وكانت سوسن التي أقامت في حي موابيت البرليني قد بدأت بعد إكمالها تعليمها الأساسي، بدراسة العلوم السياسية مختصة في العلاقات الدولية، قبل أن تعمل كمستشارة في البرلمان الألماني، فمديرة لمكتب النائب يوهانيس يونغ من الحزب الاشتراكي الديموقراطي. ثم انتقلت في أواسط العشرينات من عمرها في العام 2010 للعمل كمسؤولة عن حوار الثقافات في حكومة ولاية برلين، حيث أصبحت على تواصل مع مهاجرين آخرين. وعملت مع مجموعة شبابية إسلامية، وأخرى من شباب الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية، ما جعلها على تواصل مع موظفي وزارة الخارجية، وعندما جاءت الفرصة للانتقال للعمل هناك، أقدمت على هذه الخطوة، بحسب ما نقلته «هافينغتون بوست عربي» عن صحيفة «راينشه بوست» الألمانية. وشرحت خلال حوارها ببرنامج ماركوس لينز الظروف الصعبة التي عانت منها عائلتها، وكيف أن والدها فر إلى ألمانيا وحده في البداية وبقيت والدتها وأطفالهما الـ 11 في مخيم اللاجئين بلبنان مدة عامين، قبل أن يلتحقوا بالأب على 3 دفعات‪. وعن عدم ارتدائها الحجاب، مثل والدتها قالت إن الحجاب مرتبط في ألمانيا بعدة أمور، فيخيل لمن يشاهد المحجبة أنها معارضة للنسوية، وغير متعلمة. مبينة أنها تعتقد أنه من الصعب جداً لمرتدية الحجاب في البلاد أن تستطيع تحقيق شيء. وأكدت أن أهم ما في الموضوع هو عدم ارتباط ارتدائها الحجاب بأداء الواجبات الدينية، فهي تعرف الكثير من مرتديات الحجاب، غير ملتزمات دينياً مثلها، فلا يصلين ٥ مرات. وبالنسبة إليها فإن أسباب ارتداء الحجاب مختلفة إذ قد تضطر فتاة لارتدائه فقط لأن كل صديقاتها يرتدينه وتريد أن تكون مثلهن، على الرغم من عدم ارتباطها به، أو بسبب العادات الاجتماعية، وضربت مثالاً بوالدتها التي ارتدته سابقاً في مخيم اللاجئين، لأن النساء حينها كن يلبسنه عادة. وقالت إنها تعتقد أنه إذا قررت سيدة أن تلبس الحجاب، فعليهم تقبله. وبسؤالها عن رأيها في النقاش الدائر منذ وقت طويل في ألمانيا، حول السماح للمسلمة بارتداء الحجاب خلال العمل، جددت تأكيدها على ضرورة تقبل قرار المرأة ارتداءه وأنها لا تظن أن ذلك يضر الطفل بشيء، نافية أن يكون ارتداؤه يعد رمزاً للتدين وعدم التسامح. والدي متديّن وكانت شبلي قد تعرضت للانتقادات عن تصريحات سابقة أدلت بها عن والدها، جراء ما اعتبر تبسيطاً لمتطلبات الاندماج، قائلة: «والدي مسلم متدين، يتحدث بالكاد الألمانية، لا يستطيع القراءة أو الكتابة، لكنه مندمج أكثر من مسؤولي حزب البديل من أجل ألمانيا»، المناهض للإسلام واللاجئين. وقالت سوسن إن ما تعنيه بهذا التصريح وبغيره إن الباحثين يقيسون الاندماج على أساس التعليم، واللغة والعمل، مضيفة أن والدها يتحدث القليل من الألمانية، إلا أنه دافع عن هذه البلاد كما لم يفعل سوى قلة، مشيرة إلى أنها تتذكر كطفلة كيف كانوا يُربون على الانضباط، والترتيب والدقة في المواعيد، ويُقال لهم إنه يتوجب عليهم تعلم الألمانية، مؤكدة أنه لو كان والدها في ظروف طبيعية، لكان في وضع آخر اليوم.

مشاركة :