نظم مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر يوم أمس، ندوة علمية بعنوان «أهمية تقديم منهج متوازن للعلوم وإثرائها بمبتكرات علماء الحضارة الإسلامية» قدمها بروفيسور سليم الحسني من جامعة مانشستر والرئيس السابق لقسم الهندسة الميكانيكية بها ورئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة بالمملكة المتحدة، وتهدف هذه الفعالية إلى مناقشة السُّبل المثلى لإثراء المقررات العلمية في مختلف تخصصات الجامعة بنماذج من التراث العلمي في الحضارة الإسلامية بهدف تعريف الطلبة بشكل أوسع على ترائهم الإسلامي وثراء الحضارة الإسلامية في مختلف جوانبها الفكرية والعلمية والفلسفية والاجتماعية وغيرها. وعُقدت بعد المحاضرة ورشة عمل ناقشت سبل تطعيم المقررات العلمية من التخصصات المختلفة بنماذج من التراث العلمي للحضارة الإسلامية موجهة للأساتذة والعلماء وصانعي القرار داخل جامعة قطر وخارجها بمبادرة يقوم بها مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية لإثراء المقررات الدراسية العلمية بمعارف حول الإبداعات العلمية في الحضارة الإسلامية كمدخل للمقررات الدراسية في الجزء الخاص بالتراث النظري لكل مقرر يتم تدريسه وتمكين الطلاب من الإفادة بتراثهم العلمي في إطار يعتمد على البحوث البينية والمتعددة يتعاون فيه باحثون وباحثات من مؤسسات عدة محلية وإقليمية ودولية. وقال عميد كلية الآداب والعلوم دكتور راشد الكواري: «نرحب بضيفنا البروفيسور سليم الحسني رئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة بالمملكة المتحدة الذي حمل عبء هذه الأمانة بنشر كنوز علومنا في أرجاء العالم بين الجمهور المتعطش لرؤية الجوانب المشرقة لحضارتنا، وداخل المؤسسات العلمية لجمهور أكثر تعطشاً لتأصيل معارفه العلمية، ونحن هنا أحوج ما نكون لهذه المعارف لإثراء مناهجنا العلمية من ناحية وتأكيد عراقة هويتنا من ناحية أخرى. وأود أن أقدم شكري لمركز العلوم الإنسانية والاجتماعية بالكلية ومديرته د.كلثم الغانم لترتيب هذه المبادرة النبيلة والتي نأمل أن تكون بداية لتعاون مثمر بين المؤسسة والكلية إن شاء الله». د. الغانم: مناهج العلوم تتجاهل دور الحضارة الإسلامية قالت مديرة مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية بكلية الآداب والعلوم الدكتورة كلثم الغانم: «تعاني مناهج العلوم (وخاصة الرياضيات والفيزياء والكيمياء والهندسة والطب والعلوم الإنسانية والاجتماعية) من فجوة معرفية خطيرة، حيث يتم التعريف بمنجزات علماء الحضارة الغربية قديما وحديثا دون الإشارة إلى الدور الهامّ الذي لعبه علماء الحضارات الأخرى وخصوصاً الحضارة الإسلامية في تقدم تلك العلوم، وقد حان الوقت لسد هذه الفجوة المعرفية التي تتجاوز عدة قرون وتقديم العلوم بمنهجية أكثر توازناً وحيادية مما يمكن الأجيال القادمة من تقدير العلم والعلماء من كافة الحضارات والملل والنحل والأعراق ومعاملة تاريخ الأمم بنفس القدر من الاحترام والمساواة؛ حيث أدلت كل أمة بدلوها في مسيرة الإنسان العلمية وساهمت كل مجموعة بشرية في تقدم العلم». وأضافت: «إن تقديم تاريخ متوازن للعلوم وخاصة فيما يتعلق بالعلوم في تراث الحضارة الإسلامية سيُسهم في إكساب الطلاب مزيداً من التقدير لمنجزات حضارتهم والتي قامت على أكتاف منجزات علماء من حضارات أقدم وثقافات متعددة، وقد شجعت الحضارة الإسلامية علماءها بغض النظر عن أعراقهم وألوانهم وملتهم وأديانهم؛ فوجدنا العالم العربي بجوار التركي والفارسي والهندي والصيني جنباً إلى جنب، ووجدنا العالم المسلم بجوار المسيحي واليهودي والصابئي يعملون سويّا في منظومة متناغمة تحت مظلة الحضارة الإسلامية ويستخدمون جميعاً لغة العلم العالمية آنذاك وهى العربية، مما ساهم في نشر المعارف العلمية على أوسع نطاق، كما ترجموا كتب العلوم من سائر اللغات كالسريانية واليونانية والقبطية والهندية وغيرها في بيت الحكمة كما ترجمت العلوم العربية نفسها فيما بعد إلى اللاتينية وغيرها». د. الحسيني: إثراء المناهج الدراسية يحفز الطلبة على الاقتداء بالعلماء قال بروفيسور سليم الحسني من جامعة مانشستر والرئيس السابق لقسم الهندسة الميكانيكية بها ورئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة بالمملكة المتحدة: «من الناحية العلمية، فإن إثراء المناهج الدراسية يحفز الطلبة على الاقتداء بالعلماء والعالمات في تراثنا ويشجعهم على المثابرة والسعي في طلب العلوم وتطبيقها لمنفعة المجتمع والإنسانية، وسيجد طلابنا كنوزاً من المعارف خاصة في مجالات حيوية مثل الطب البديل والكيمياء والغذاء الصحي والبيئة النظيفة والتنمية المستديمة والزراعة الحيوية وهندسة المباني وطرق التربية والرياضة والسلوك النفسي وخدمة المجتمع وآداب الحوار وغيرها الكثير». يُذكر أن بروفيسور سليم الحسني هو أستاذ فخري بجامعة مانشستر ورئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة بالمملكة المتحدة والتي ابتكرت المعرض الدولي الشهير 1001 اختراع واختراع والموقع المعروف لتراث العلوم الإسلامية Muslimheritage.com الذي يكشف النقاب عن المساهمات المبكرة لرجال ونساء العالم الإسلامي في ميادين العلوم والتكنولوجيا والطب وإدارة الأعمال والتراث الثقافي. وكانت مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة قد قامت بتنظيم المعرض الدولي المتجول الرائد حول تاريخ العلوم في التراث الإسلامي» 1001 اختراع واختراع» والذي استضافته متاحف قطر، كما قامت نفس المؤسسة أيضاً بتنظيم معرض «جذور عربية» في الجمعية الملكية في المملكة المتحدة برعاية مؤسسة قطر والذي افتتحته سمو الشيخة موزا بنت ناصر بلندن قبل انتقاله لاحقاً للعرض بمتحف الفن الإسلامي بالدوحة.;
مشاركة :