شكّل فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية صدمة كبيرة للكثيرين. ويرى رئيس تحرير مجلة «نيويوركر»، ديفيد ريمنيك، أن الآلة الإعلامية لعبت دوراً أساسياً في ما حدث، من خلال نشر الأكاذيب. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه مجلة «دير شبيغل» الألمانية: ■هناك تغيرات كبيرة في الغرب وليس في أميركا فحسب، فكيف ترى الامر؟ لقد كان الأمر صعباً بالنسبة للذين يتابعون الأخبار من خلال قنوات إعلامية مختلفة، مع هيمنة «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال»، وكانت تلك هيمنة غير معقولة. تشابكت الأمور بشكل كبير حيث لم نعد نعرف الأخبار الصحيحة من المزيفة. ■■مجيء دونالد ترامب قد يكون جزءاً من توجه عالمي مقلق؛ في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأيضاً النمسا. فلاديمير بوتين يريد أن يرى هذه النتائج حتى يتمكن من تزعم اتجاه سياسي متشدد عالمياً. صعود ترامب لا يسبب المشكلات لأميركا فحسب، بل للعالم برمته. الرئيس القادم سيشكل خيبة كبيرة للكثيرين. ■ يقول ترامب إنه يريد توحيد أميركا لكنه عين ستيف بانون - المعروف بالعنصرية العرقية - مساعداً له، كيف ترون ذلك؟ ■■هناك تناقضات في أيديولوجيته، ولابد من القول هنا، إن هذا يختلف تماماً عن تجربة رونالد ريغان، الذي جاء إلى البيت الأبيض وكان بالفعل سياسياً محنكاً، كحاكم لولاية كاليفورنيا، ومبادئه وأفكاره مهما كانت ساذجة أو يمكن الاختلاف معها، فقد كانت ناضجة ومتوازنة إلى حد ما. فجأة، وجد ترامب نفسه رئيساً للولايات المتحدة، وفجأة دخل في صراع ليس فقط مع أفكار تخالف توجهه، ولكن أيضاً مع الصدمة من المسؤولية نفسها. ■ربما يجد بوتين في ترامب شريكاً سياسياً مناسباً. ■■الملايين من الأميركيين صوتوا لصالح ترامب لأنهم لا يفضلون هيلاري كلينتون لأسباب عدة. لديهم العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. أعتقد أن المجمع الانتخابي هو فكرة سخيفة تعود إلى القرن الثامن عشر، لكن هذا هو القانون. ■فلنتحدث قليلاً عن الأخطاء التي ارتكبها الحزب الديمقراطي. هل كان من الخطأ دعم هيلاري كلينتون للترشح؟ ■■بالتأكيد، لقد ارتكب الحزب الديمقراطي أخطاء عدة ولم يفعل ما يجب فعله في ولايات حاسمة مثل ميتشيغان وبنسلفانيا، خلال الحملة الانتخابية. ■كانت الانتخابات الأخيرة تحدياً غير مسبوق لوسائل الإعلام الأميركية، أليس كذلك؟ ■■لقد أسهمت وسائل إعلام وشركات متخصصة في نشر الأكاذيب حول هذه النتائج، وكان مصدر بعضها من أماكن بعيدة مثل مقدونيا وجمهورية جورجيا. ■ما تداعيات كل ذلك على الديمقراطية الأميركية؟ ■■هذا يفسد الخطاب العام، ويقوض معرفتنا الجماعية للواقع، كما يجعل الديمقراطية أكثر تعقيداً. لقد كان الأمر صعباً بالنسبة للذين يتابعون الأخبار من خلال قنوات إعلامية مختلفة، مع هيمنة «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال»، وكانت تلك هيمنة غير معقولة. تشابكت الأمور بشكل كبير، حيث لم نعد نعرف الأخبار الصحيحة من المزيفة. لقد رأينا هذه الظاهرة من قبل في انتخابات سابقة، ولكن الآن هي قوية بشكل لا يصدق. ■ما الدروس لوسائل الإعلام؟ ■■يجب أن نقوم بمهمتنا بشكل أفضل دون كلل أو ملل. كصحافيين، نحن بحاجة الى إيجاد كل السبل لتنظيم عملنا، ونحاول أن نقدم عملاً جيداً حتى نتمكن من التأثير أكثر من ذي قبل. يجب علينا الضغط على السلطة وكتابة الحقيقة.
مشاركة :