لدى العراقيين الذين عاشوا تحت حكم تنظيم داعش في منطقة الموصل قصص كثيرة يروونها عن تمرد غير معلن داخل بيوتهم بعيداً عن أعين الإرهابيين وبطشهم. فضل أغلبية الذين التقتهم وكالة فرانس برس استخدام أسماء مستعارة، رافضين الظهور أمام الكاميرا خوفاً على أقارب لهم، لا يزالون يعانون في مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي. ويروي علي (24 عاماً)، وشيماء (20 عاماً) أنهما تزوجا قبل أربعة أشهر في الموصل، ونزحا في بداية نوفمبر/تشرين الثاني إلى مخيم حسن شام شرقي الموصل. وتقول شيماء ارتديت يومها فستاناً أبيض، صففت شعري وزينت وجهي بالماكياج، لكني وضعت الخمار الأسود، وعباءة سوداء طويلة خلال انتقالي من منزلنا وصولاً إلى بيت علي. ويروي علي بدوره في منزل أهلي أغلقنا الأبواب وأدرنا مولد الكهرباء ليطغى صوته على صوت الأغاني في الداخل. ويضيف ضاحكاً كانت هناك أغانٍ وموسيقى بصوت منخفض داخل البيت حيث احتفلت النساء وأنا معهم، فيما انتظر الرجال في الخارج. وتروي سميحة (23 عاماً) أنها زغردت سراً في احتفال جارها علي. لكن لم يكن ذلك الأمر الوحيد الذي قامت به بالسر خلال عامين ونصف العام، تحت حكم التنظيم المتطرف. وتقول كنا نضع السماعات في آذاننا لنسمع الأغاني التي حفّظناها على هواتفنا النقالة. وفي مخيم الخازر شرق الموصل، تقول عالية (40 عاماً) بمجرد أن يدق علينا الباب نخبئ الهاتف، حتى أنني في إحدى المرات وضعت بطاقة الهاتف في قطنة لأخفيها عن الأنظار، وأعرف أن آخرين كانوا يضعونها في أكياس الطحين والأرز. حين أتى الإرهابيون إلى بيته لمطالبته بتسليمهم أطباق استقبال الإرسال التلفزيوني، سلمهم عدنان (46 عاماً) طبقاً واحداً من أصل ثلاثة يملكها. ويروي عدنان النازح حالياً إلى مخيم حسن شام مساء كل يوم، كنت أصعد إلى السطح أركب طبق الإرسال وأضع عليه غطاء حتى لا يراه أحد، وأعود إلى المنزل لنشاهد التلفزيون. (أ. ف. ب)
مشاركة :