قال الناقد د.سعد البازعي إن نظريات التلقي واستجابة القارئ التي تنامت ما بين ستينيات وثمانينيات القرن الماضي في أوروبا وأمريكا استطاعت أن تفتح نافذة جديدة على النص الأدبي من خلال إبراز أهمية القراءة وتلقي النص، أي ما يتركه النص من أثر في نفس القارئ بوصفه شريكاً في العملية الإبداعية. جاء ذلك في محاضرة بنادي الرياض الادبي مساء أمس بعنوان الرقيب الضمني: نحو نظرية مختلفة للتلقي، وأشار البازعي في محاضرته إلى أنه بدلاً من النظر إلى الكاتب أو المؤلف كما يفعل النقد النفسي أو إلى النص نفسه كما يفعل الشكلانيون، فإنّ على نقاد التلقي واستجابة القارئ إلى اتباع نقد ينظر إلى الطرف الثالث في العملية الإبداعية، أي القارئ الذي اطلق عليه البازعي القارئ الضمني أي الساكن افتراضاً في النص، أو من كُتب النص وهو في الذهن. ولفت الناقد البازعي إلى أن نقاد التلقي تركوا هوية ذلك القارئ مفتوحة على الرغم من تعدد أنواع القراء الافتراضيين الذين طرحوا فيما بعد في ما يعرف بنقد التلقي، مشيراً إلى أن القارئ الرقيب لم يكن من ضمنهم، وهو أمر طبيعي في ثقافات أوروبية ليست الرقابة أول ما يخطر ببال كتابها ونقادها (أي أنها ليست غائبة تماماً عنها) غير أن ذلك هو ما يجب أن يستحضره وبشكل خاص المنتمون إلى ثقافات تعيش الوضع الرقابي بأنواعه: الاجتماعي والثقافي والسياسي. ومن هنا جاء المسعى إلى اقتراح الرقيب الضمني بوصفه مفهوماً مفتاحياً تقترحه تلك الثقافات التي لا تنتمي إلى السياق الغربي. واختتم البازعي مستحضراً ذلك المفهوم بقوله يمكننا أن ندرك الكثير من الجوانب المتصلة بالنصوص الأدبية المنتجة في الأدب العربي في ظل ظروف تاريخية جعلت الكاتب/الكاتبة يستحضر ذلك الرقيب فتتأثر باستحضاره سمات النص الدلالية والجمالية.
مشاركة :