وطن يسكن في ذاتي.. سعودي إماراتي

  • 12/6/2016
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

أنطلق لعدة منعطفات ومشاهدات مباشرة تستحق الوقوف عليها إهاباً وجمالاً وإخاءً، فمن جماليات فرح الإخاء، آثرت أن يكون مقالي توصيفا في نقاط؛ وفاءً وشدهاً بعلاقة يحفها الحب والمسؤولية معاً. سأبتدئ مشدوهاً بفخرٍ نحو مراحل التقدم والازدهار في وطننا الثاني الإمارات العربية المتحدة والتي أصبح لها شأن فاعل، وتجليّات حاضرة في الوجدان والعقل الخليجي والعربي، وامتد شعاعها الإيجابي ليتعدى الحدود المحلية والعربية محلقة في فضاءات العالمية، وهذه النهضة تمثل ترجمة حقيقة للطفرة الحضارية التي تعيشها، والتقدم الذي تمشي في ركابه على كافة الأصعدة والمستويات؛ فاللافت في الأمر لكل من يمعن النظر في مسيرة الاتحاد العريقة التي يختزلها هذا التاريخ العظيم يجد أن التنمية وبناء الإنسان والتخطيط والتطوير هي الجهات الأربع التي نلمسها ونراها بوضوح في هذا البلد الشقيق الفريد في اتحاده، لتتجاوز الحاضر ويصل أثرها عمق المستقبل بما يضمن توفير حياة مستقرة للأجيال القادمة تتناغم مع تحولات العصر وتطوراته يشاركه في تنفيذ هذه الخطة الحكيمة حكام الإمارات السبع. ومن مناسبة غالية نتقدم إخاءً وإهاباً، بتهنئةٍ.. من وطنٍ نبع من أرضه النور، تحلّق طيور تآخيه وحبه النقيّ في سماء الفرح الإماراتي الخالد، بنشوة فرح وفخر سعودية نابعة من قلبٍ تعلّم من عروقه الخضراء الحب والنبل والإخاء، وبأحرف صاغها الحلم المشرق والضياء، صنعه القادة والشعبان الكريمان وجذورٌ ضاربةٌ في عروق التأريخ نسباً ودماً، رتبتها يد المودة والسخاء، ونضدت معانيها روابط التواشجيّة والوفاء، لنهنئ إمارات العز والإخاء، أبناء الإمارات الأعزاء؛ بوطنٍ متألق بالعطاء، شامخ بتميزه وسلامه، وتماسك أبنائه، واتحاد حكامه. ومن منعطف التوأمة الأكبر والإخاء الأنموذج، احتفاء وإجلالاً يتوقف عند زيارة الأخ الأكبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله- لإخوته في بلده الإمارات؛ وما قابله من احتفاء حكامها وشعبها المعطاء باستقبال متوهج وفوق العادة لما يرمز له سلمان الحزم والعزم من قيادة عربية متفردة، ولمكانته كأخ أكبر بما يليق به قيمةً وقامةً؛ آتيةً امتداداً وتأكيداً لعلاقات ثابتة عميقة، وتواشجيّة أخوية تأريخية، ممتدة راسخة، دالة وبعمق الأخوة على أن مسيرة العلاقات السعودية الإماراتية مستمرة وبقوة التوأمة والمكانة الخاصة جداً جداً لدى خادم الحرمين الشريفين، الحريص دوماً على مصلحة إخوته في الإمارات ودول الخليج ومستقبلهم المصيري المشترك؛ فالزيارة في توقيتها مشاركةً وتزامناً مع جذوة فرح الإمارات بيومها واتحادها الوطني، وبالنجاحات المظفرّة المتوالية للتحالف السعودي الإماراتي، وتوافقهما الاستراتيجي والمصيري، وأخرى مرحلية مع تحديات محيطة تنكسر شوكتها أمام عمق العلاقة الأزلية بين البلدين؛ تحفها روابط دمٍ ومحبةٍ ثابتة لا تحيد أو تتزحزح؛ تثبت للعالم بأسره قوة الدولتين بتضامنهما وتوأمتهما حتى مستقبلهما في شتى الأصعدة، وضد أي تحدٍ يقابلهما! ومن منعطف التواشجية بين دولتين وشعبين، حق لنا أن نعبر عن فرحتنا بروح الاتحاد الـ45 حيث تواصل الإمارات حضورها وتألقها موطدةً أسمى معاني القيم الأخوية والإنسانية والثقافية، فنحن دائماً نحاول أن نسابق الزمن في مقابلة الاحتفاء بالوفاء ونعلن عن احتفائنا كسعوديين مبكراً بعد أن لمسنا مبادرات الأشقاء في الإمارات التي أظهرتها صورهم المعبرة إبان الأيام الوطنية السعودية، والتي لمس تبادلها العالم، لا تكتسي المعالم والشوارع والكلمات والأغاني والأهازيج والفنون فقط، بل تجاوزتها إلى غدق المشاعر ومساحاتها في كل بيت سعودي وإماراتي، تأصلت برؤى حكيمة من القيادتين، وليكتمل شعارنا دائماً وأبداً وطنٌ يسكن في ذاتي.. سعودي إماراتي.

مشاركة :