اتصال هاتفي أو إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي، كفيل بأن يحشد مجموعة من المتطوعين في نقطة تجمّع، للانطلاق بحثاً عن مفقودين انقطع الاتصال بهم في الصحارى السعودية. وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تجميع المبادرات الفردية في البحث عن المفقودين تحت مظلة جمعية أو فريق تطوعي، مثل «عون للإنقاذ»، و«غوث للإنقاذ»، و«نخبة الشمال»، و«عين على الصحراء». ويقصد المواطنون المناطق الصحراوية في الفترات التي تنخفض فيها درجات الحرارة خلال فصلي الخريف والشتاء وبداية الربيع، إذ تشجع الأجواء الباحثين عن الهواء النقي والهدوء بعيداً عن ضجيج المدن على التخييم والمبيت في هذه المناطق. إلا أن هذه المغامرة لا تنتهي في كل مرة بسلام، وذلك حين يفقد البعض طريق العودة وتتقطع بهم السبل، او تنغرز إطارات مركباتهم في رمال الصحراء، أو يفقدون الوقود، أو تتعرض السيارات إلى أعطال أخرى. ولا يعرف عن هؤلاء المفقودين إلا ذويهم الذين يبلغون الجهات الأمنية عن فقدهم، أو يعلنون عن ذلك في مواقع التواصل، التي تساهم في حشد المتطوعين وخروجهم للبحث عن المفقودين. وتجد هذه الفرق دعماً رسمياً، إذ تبنى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف فريق «غوث للانقاذ»، وهو فريق يمتهن الإنقاذ في الظروف كافة، سواءً الصحارى والبحار وحتى المفقودين في الأحياء من ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الاعتلالات النفسية، أو كبار السن ممن هم مصابين بفقدان الذاكرة «الزهايمر». فيما يختص فريق «عين على الصحراء» في البحث عن المفقودين في المناطق الصحراوية القريبة من مدينتي الجوف وسكاكا. ويستخدم فريق «عون للانقاذ» في عملية البحث طائرات شراعية وسيارات رباعية الدفع مجهزة بأجهزة الاتصال اللا سلكي وأجهزة الملاحة، وحقيبة الاسعافات الأولية، وغيرها من المعدات المتنوعة. وتتواصل الفرق التطوعية مع الجهات الأمنية، مثل الشرطة للإبلاغ عن المفقودين الذين يبدأ البحث عنهم أو من عثر عليهم، ومع الهلال الأحمر لنقل الحالات، إذا كانت في حاجة إلى تلقي العلاج في المستشفيات، أو المتوفين. وتمثل الصحراء في المملكة حوالى 28 في المئة من مساحة البلاد الإجمالية، وتبلغ نحو مليوني كيلومتر مربع، وتشمل صحارى الربع الخالي، والنفوذ الكبير، والدهناء، والجافورة. ومن المناطق التي تكثر فيها بلاغات الفقد صحراء النفوذ، وبو الثمام، والجوف، والصمان، وغيرها. يُذكر أن اليوم (الإثنين) الخامس من كانون الأول (ديسمبر) يصادف اليوم العالمي للمتطوعين والذي تحتفل به منظمة الأمم المتحدة من كل عام، لمساندة المتطوعين والثناء عليهم، والإسهام في حشد الآلاف من المتطوعين سنوياً والاعتراف بهم والعمل على دمجهم في برامج تنمية إنسانية.
مشاركة :