يرمي مشروع في ساحل العاج إلى تقديم المعونة لألف طفل من الفئات الاجتماعية المحرومة عبر تعليمهم رياضة الغولف في ناد عريق في العاصمة السياسية ياموسوكرو، يقتصر رواده عادة على أفراد النخبة. وعلى المضمار، تسدد جيسيكا (10 سنوات) أولى ضرباتها في هذه الرياضة وتقول: «أحب الغولف وحلمي أن أصبح لاعبة عالمية وأن أعمل في البنك الدولي». هذه الفتاة المتحدرة من حي ديولابوغو الفقير في ياموسكرو هي بين 120 طفلاً من «الدفعة» الأولى من التلامذة الذين اختارتهم أكاديمية «غولف أكاديمي تيم» (أس تي أل) في إطار هذا المشروع الذي يحمل عنوان «الغولف للجميع». وتخطو شلة من الأطفال أولى خطواتها على ميدان الغولف، وقد اختير أبناء القرويين والحطابين والحائكين خلال حملة لرصد المواهب في كورهوغو، إحدى أفقر مناطق البلاد، أو خلال حملة تدريب في أحياء ياموسوكرو الفقيرة وفي ميتم «قرية أس أو أس». وتبدي غالبية هؤلاء استغراباً إزاء الموقع الجديد الذي يدخلونه، إذ أن هذا المضمار الذي أنشأه أول رؤساء ساحل العاج فيليكس أوفويه بوانيي يضم 18 حفرة وصممه لاعب الغولف والمتخصص في هندسة ميادين هذه اللعبة توماس ديف، يمتد على مساحة 90 هكتاراً في وسط منطقة غنية بالأشجار الكبيرة المعمرة. ويوضح مدرب الغولف المشارك في المشروع جان كلود ندا أن «الفكرة تكمن في إخراج الأطفال من حالة الفقر عن طريق الغولف، وإعطاء جميع الأطفال في ساحل العاج فرصة بصرف النظر عن انتمائهم الاجتماعي». ونال المشروع دعماً مهماً للغاية من مدرب الغولف السويدي المعروف هنريك لوندكفيست الذي قدم 20 طناً من المعدات لأطفال ساحل العاج، جمعها من خلال اجتيازه ثلاثة آلاف كيلومتر في السويد على مدى أربعة أشهر في شاحنته. ويقول مدير الأكاديمية المسؤول عن الجمعية الفرنكوفونية للغولف البلجيكي فرنسيس هولوني: «لا سبب لكي تصدّر ساحل العاج لاعبي كرة قدم مثل ديدييه دروغبا وألا نفعل ذلك مع رياضات أخرى». ويشير إلى أن هذه الرياضة تسمح أيضاً بتكوين شبكة معارف يمكن أن يستفيد منها الأطفال وتوفر لهم فرصاً للعمل والنجاح. ومن أبرز اللاعبين الذين استخدموا ميدان الغولف في ياموسوكرو، الجنوب أفريقي غاري بلاير والويلزي إيان ووزنام والإنكليزي غوردن ج براند والفرنسي جان غارايالدن إضافة إلى الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون.
مشاركة :