«فرانس 24» في عيدها: كرامة الإنسان خط أحمر

  • 12/6/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفل «فرانس ٢٤» الإخبارية التابعة لمجموعة إعلام فرنسا الدولي، اليوم، بالذكرى العاشرة لتأسيسها وبـ«نجاحها في إثبات وجودها على لائحة القنوات الإخبارية الدولية العالمية». ويقول مدير «فرانس٢٤» مارك صيقلي لـ «الحياة»، أن «هذه القناة بدأت صغيرة وأصبحت الآن من أهم القنوات في العالم، خصوصاً على مدى السنوات الأربع الماضية، إذ عملنا على تطويرها في شكل أتاح لكل من شبكاتها الثلاث العربية والفرنسية والإنكليزية أن تكون لها شخصيتها المميزة». واعتمدت الشبكة برامج مختلفة لكل شبكة تتكيف مع نوعية مشاهديها واهتماماتهم. «هناك مثلاً، حقبة إخبارية خاصة بأفريقيا بالفرنسية والإنكليزية، وهناك الساعة المغاربية بالعربية ومن المرتقب أن نطلق قريباً برنامج الساعة المشرقية»، يقول صيقلي، ويضيف أنه استُحدث أيضاً برنامج «حديث العواصم» بالعربية، وهو برنامج شهري يبث في كل مرة من عاصمة عربية مختلفة، لكن القنوات الثلاث تعتمد على رغم ذلك خطاً تحريرياً واحداً، والخطوة المقبلة التي يجري العمل عليها هي إطلاق قناة ناطقة بالإسبانية سيكون مقرها بوغوتا (عاصمة كولومبيا)، وستبدأ البث في أيلول (سبتمبر) المقبل. ولمناسبة العيد العاشر، ذكر صيقلي أنه سيُعلن عن الحصيلة التي حصدتها المجموعة، إذ إن «عدد المشاهدين في عام ٢٠١٢ كان أدنى من ٤٠ مليون مشاهد، وارتفع اليوم وبات يفوق ٥١ مليون مشاهد أسبوعياً، وهذه الحصيلة تشمل فقط ٦٦ دولة، علماً أن القناة موجودة في ١٨٣ دولة وفي ٣٢٥ مليون أسرة، لكننا لا نبني أرقامنا إلا على ٦٦ بلداً». كما أن «فرانس ٢٤» أصبحت الوسيلة الإعلامية الفرنسية الأولى على «فايسبوك» وشبكات التواصل الأخرى. ويؤكد صيقلي أن «لـ«فرانس 24» ١٧ مليون مشترك، كما أن موقعنا على الإنترنت يشهد أكثر من ٣٣ مليون زيارة شهرياً». وعلى رغم القدرات المادية والبشرية المحدودة التي توافرت للمجموعة لدى انطلاقها قبل عشر سنوات، فإنها كسبت التحدي وتمكنت من البقاء وإثبات قدرتها على منافسة القنوات الإخبارية الدولية الأخرى. ويقول صيقلي أن المجموعة ليست قناة حكومية بل هي قناة في القطاع العام». ويضيف: «كان هناك في البداية نوع من الشك في كوننا وسيلة إعلامية تنطق باسم الدولة الفرنسية، وهذا غير صحيح، إذ لدينا حرية تامة، ومادياً اعتمدنا كثيراً على تعدد الكفاءات المتوافرة لدى الصحافيين العاملين لدينا، إذ إنهم جميعاً قادرون على العمل بلغتين على الأقل، وجميعاً قادرون على التصوير والمونتاج والتعليق على الأحداث، وهذا يجدي مادياً وعملياً إضافة الى الخط التحريري الذي نعتمده ويلقى الإعجاب لأنه ناعم ويلتزم بقواعد بالغة الأهمية». فماذا عن هذه القواعد؟ «نحن نولي أهمية كبرى للحقوق الإنسانية، ونحرص على الدفاع عن المساواة بين الرجل والمرأة ومناهضة العنصرية، كما أننا لا نسعى الى الإثارة مثلاً من خلال أسلوب التعامل مع الإرهاب الذي نتعمد عدم بث مواد مصدرها الإرهابيون أو بث أي صور مسيئة للكرامة الإنسانية». ويضيف صيقلي: «إن عدم انحيازنا لا الى حزب ولا الى دولة ولا الى أي طرف أيديولوجي أو اقتصادي، جعل لدينا حرية التحدث في كل المواضيع، والخط الأحمر الوحيد الذي نلتزمه هو احترام الكرامة الإنسانية»، وهذا ما ساعد على نجاح المجموعة وأكسبها صدقية وجعل منها صوتاً مختلفاً مقارنة مع الآنية الإخبارية الدولية الأخرى». والقناة ممولة من الضريبة التي يدفعها الشعب الفرنسي على الإعلام المرئي والمسموع، إضافة الى الإعلانات، وهذا ما يضمن، كما يقول صيقلي، «حريتنا، علماً أننا ندافع عن قيم المجتمع الفرنسي وهي قيم عدالة ومساواة». وينتمي العاملون في المجموعة الى ٣٥ جنسية، ما يشكل في رأي صيقلي «ظاهرة فريدة، إذ إننا نعيش في زمن يتّسم بالانغلاق، وهذا ما يمكن اعتباره مؤشراً إلى إمكان التسامح والتعايش على رغم الاختلاف».

مشاركة :