حذرت طهران من أن تطبيق واشنطن قراراً بتمديد العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، سيشكّل «المسمار الأخير في نعش» الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست. واستدركت أنها «لن تبادر» إلى انتهاك الاتفاق، وسط خلافات في الساحة السياسية الإيرانية في شأن آلية الرد على الولايات المتحدة. ووصف الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على القرار بأنها «لا أخلاقية وتفتقر إلى المنطق»، معتبراً أنها «نكث للعهود وتتعارض مع الاتفاقات». وأشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «يمكنه تجميد القرار والامتناع عن توقيعه»، مستدركاً أن «معلومات تصلنا تفيد بأن أوباما لن يستخدم الفيتو ضد القرار». وحضّ الدول الأوروبية المشاركة في المفاوضات النووية على أن «تؤدي دورها التاريخي وألا تسمح لآخرين بالمسّ بالاتفاق، وأن تظهر أنها المنطقة التي يمكن الوثوق بها»، منبّهاً إلى أن «تصوّر أن يكون هناك ضمان حول وقوف أوروبا، أو أي بلد آخر، معنا في شكل دائم، هو خطأ قاتل». ورأى قاسمي أن «تطبيق قرار تمديد العقوبات الأميركية سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش الاتفاق النووي»، وزاد: «إننا ملتزمون تعهداتنا بمقدار ما يلتزم به الآخرون. ندافع عن حقوق الشعب ولا نخشى عقوبات جديدة». ولفت إلى أن «الشعب الإيراني متحضّر وحكومته ولا يمكن أن تبادر إلى انتهاك الاتفاق». في فيينا، أبلغ رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز «اعتراضاً شديداً» على القرار، معرباً عن «قلق عميق» إزاء تمديده. وشدّد على «حق إيران في اتخاذ أي قرار، رداً على القانون الأميركي، في حال تنفيذه»، داعياً واشنطن إلى التراجع عن خطوات «غير منطقية واستفزازية». وأعلن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني أن لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق «ستتخذ خلال أيام قراراً في شأن نكث أميركا عهودها»، وحضّ على «تأسيس مجلس خاص بالشؤون النووية». في بكين، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «جميع الأطراف إلى احترام الاتفاق النووي»، مضيفاً: «لدى إيران والصين الموقف ذاته في هذا الصدد. لن نسمح لأي دولة بخرق الاتفاق أحادياً. لكن إذا فعلت، لإيران خياراتها الخاصة». أما وزير الخارجية الصيني وانغ يي فأكد أن تطبيق الاتفاق هو «مسؤولية مشتركة وواجب كل الأطراف، ويجب ألا يتأثر بأي تغييرات في الأوضاع الداخلية في الدول المعنية». ولفت إلى «أهمية احترام الالتزامات والتشديد على حسن النية، عندما يتعلق الأمر بالخلافات أو الاختلافات المحتملة» حول الاتفاق. ويسود إيران تباين في شأن تفسير الخطوة الأميركية، وخلاف حول آلية الردّ عليها، إذ طالب متشددون برفع نسبة تخصيب اليورانيوم والخروج من البروتوكول الإضافي، فيما ترى أوساط معتدلة قريبة من الحكومة وجوب الامتناع عن اتخاذ تدابير تثير «غضباً دولياً»، معتبرة أن «الديبلوماسية الإيرانية قادرة على حشر الولايات المتحدة في زاوية، والتشكيك في صدقيتها أمام الرأي العام الدولي». وأبلغت مصادر «الحياة» أن لجنة متابعة تطبيق الاتفاق التي يرأسها روحاني ستجتمع غداً لدرس أبعاد الخطوة الأميركية، واتخاذ الإجراءات المناسبة. مخاوف من هجمات ارهابية على منشآت نووية فيينا - أ ف ب - حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس، من مخاطر شن هجمات على منشآت أو مواد نووية، في اليوم الاول من مؤتمــــر دولي حول الامن النـــووي في فييـــنا، بمشاركة مئات الخبراء ووزراء من 168 بلدا اعضاء في الوكالة. وقـــال الامين العام للوكـــالة يوكيا امانو ان «ارهابيين ومجرمين سيسعون الى استغلال اي ثغرة في نظام الامن النووي العالمي»، مؤكدا ان «كل بلد يمكن ان يصبح هدفا لهجوم» مماثل. وقال امانو ان هذه الهجمات يمكن ان تستهدف منشآت أو مواد مشعة «لدى نقلها»، داعيا الى ايلاء «المزيد من الانتباه» الى شروط «اعادة ومعالجة المصادر المشعة المستخدمة». ويتعلق الخطر الارهابي في امكان صنع «قنابل قذرة» انطلاقا من مواد مشعة مسروقة، او ارتكاب اعتداءات تستهدف مباشرة المنشآت النووية.
مشاركة :