ألا يزال الحب ممكنا في العالم العربي؟ ـ

  • 12/6/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هناك فقر خيالي في العالم العربي لا يعلو عليه أي نوع من أنواع الفقر. في ظل ذلك الفقر يحق لنا أن نتساءل "ألا يزال الحب ممكنا في عالمنا العربي؟" لقد وهب العرب العالم عشاقا كبارا من نوع المجنون قيس وجميل بثينة وديك الجن وابن زريق البغدادي ونزار قباني وكتبوا واحدا من أجمل كتب الحب، طوق الحمامة لابن حزم الاندلسي. ومَن زار دمشق لا بد أن تكون أسماء أزقتها الداخلية قد جعلته يثق بها مدينة للعشاق. ألم تكتب في دمشق ومن بعدها بغداد أجمل قصائد الحب وأكثرها رقة؟ من الاخطل الكبير إلى أبو نؤاس مرورا بالمتنبي وابن الرومي وبشار بن برد والفرزدق وأبو فراس الحمداني. هناك شعب عاشق سُلم إلى الفقر واستسلم له. لذلك صار الحب صعبا. العربي لم يعد يحب نفسه فكيف يستطيع الانفتاح على آخر، يمكن أن يشكل خطرا عليه، في ظل أجواء يسيطر عليها الرعب والريبة والهلع والزيف. لن يتمكن العربي من استعادة حياته عاشقا. هناك مليون سبب يعيقه عن القيام بذلك. فالحب سلطة. وهو سلطة مستقلة وحرة لا تتكيف مع ظروف قاهرة مثلما يفعل الإنسان في أسوأ صوره. يختفي الحب بخفة وبكرامة حين يشعر أن سلطته باتت مهددة. لقد غاب الحب عن حياتنا وفي ذلك تكمن واحدة من أعظم خسائرنا. لم نعد نصلح للحب. فاروق يوسف

مشاركة :