الأعمال الوحشية والمذابح تُبِيد الروهينغا وسط استمرار الصمت

  • 12/6/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تجدَّدت منذ أكثر من شهر عمليات الإبادة الجماعية، وإحراق قرى الروهينغا في ولاية أراكان غرب ميانمار، بعد أن أطلق الجيش الميانماري أيدي مجموعات كبيرة من المسلحين الذين دهموا قرى الروهينغا؛ بحُجَّة تعقُّب مسلَّحين منهم. في مقابل صمتٍ عالميٍّ على استمرار  المذابح البشعة التي تتصاعد يومًا تلو الآخر تجاه الأقليات المسلمة في البلاد. ويتعرَّض أكثر من 10 ملايين مسلم في أراكان لعمليّة إبادة ممنهجة؛ إذ يتمّ اغتصاب نسائهم، وقتل أطفالهم، وتعريضهم للتشريد والاضطهاد، بالإضافة إلى تهجيرهم وتدمير منازل أسرهم وممتلكاتهم ومساجدهم، وتقوم بهذا كله، وتُشرف عليه جماعة بوذيّة دينيّة متطرفة تُدعَى الماغ، في الوقت الذي تقف المحكمة البوذيّة موقف المتفرِّج من المذابح البشعة التي تتصاعد يومًا بعد آخر تجاه الأقليات المسلمة في البلاد.  حرق وقتل ووفقًا لوكالة أنباء أراكان، فإن الجيش الميانماري قام خلال الأسبوعَين الماضيَين بأعمال حرق وقتل وتشريد للروهينغيين، واغتصاب للمسلمات، وصفتها منظمات حقوقية بـالأعمال الوحشية وجرائم حرب، وقد رصدت منظمة هيومن رايتس ووتش عبر الأقمار الصناعية مناطق واسعة مروّعة؛ جراء الحملة التي نفذها جيش ميانمار في المناطق التي يسكنها الروهينغا. تفاصيل الانتهاكات ونشرت نيويورك تايمز افتتاحية عن الحملة التي يقوم بها جيش ميانمار على أقلية الروهينغا المسلمة في البلاد، وأوردت فيها تفاصيل الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، وأعربت عن خيبة الأمل في رئيسة البلاد الحائزة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سو تشي. وقالت الصحيفة إن ميانمار ظلت سنوات طويلة تضطهد الروهينغا، وتحرمهم من حقوق أساسية، مثل المواطنة والزواج، وحرية العبادة، والتعليم، قائلة إنه وبعد العنف الذي انطلق من المتطرفين البوذيين عام 2012، وطُرد خلاله عشرات الآلاف من الروهينغا من منازلهم، اضطر كثيرون منهم للهروب في قوارب المهرّبين مخاطرين بحياتهم، وظل أكثر من مئة ألف آخرين يعيشون في معسكرات اعتقال مزرية. الهروب من الموت وجرَّاء هذه الأوضاع فرّ مئات من الروهينغيين هربًا من الموت على يد جيش ميانمار إلى دولة بنجلاديش المجاورة، والتي تتمركز على شريطها الحدودي مئات الآلاف من الروهينغيين الذين يعيشون تحت خط الفقر منذ عشرات السنين، وعلى الصعيد الشعبي، خرجت مظاهرات ضخمة خلال الأيام الماضية أمام سفارة ميانمار في كل من بنجلاديش، وماليزيا، وإندونيسيا، وتايلند، تندِّد بالاضطهاد الممنهج، وتطالب بإعادة حقوق الروهينغا، والكف عن الممارسات اللا إنسانية. خلفية تقع دولة بورما ميانمار حاليًّا، في الجنوب الشرقي لقارة آسيا، ويحدُّها من الشمال الصين والهند، ومن الجنوب خليج البنغال وتايلاند، ومن الشرق الصين ولاووس وتايلاند، ومن الغرب خليج البنغال والهند وبنجلاديش، ويقع إقليم أراكان في الجنوب الغربي لبورما على ساحل خليج البنغال، والشريط الحدودي مع بنجلاديش. ويبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة، فيما تُمثِّل نسبة المسلمين نحو 15% من مجموع السكان، نصفهم في إقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة حيث تصل نسبة المسلمين فيه إلى أكثر من 70%، والباقون من البوذيين الماغ، وطوائف أخرى. ويذكر المؤرخون أنَّ الإسلام وصل إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، في القرن السابع الميلادي عن طريق التجار العرب، حتى أصبحت دولة مستقلة حكَمها 48 ملكًا مسلمًا على التوالي، وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، أي ما بين عامَي 1430م– 1784.

مشاركة :