دشن الاتحاد السوفيتي، خلال فترة الحرب الباردة، مشروع حفر للوصول إلى أعمق نقطة في باطن الأرض، حيث بدأ مشروع بئر «كولا»، في عام 1970، مستهدفاً 15,000 متر تحت الأرض، ولكن توقف الحفر في عام 1983، عندما وصل عمق الحفرة إلى 12.066 متراً، محطماً بذلك الرقم القياسي العالمي لأعمق ثقب تم حفره في الأرض على الإطلاق، وبذلك توقف المشروع تمامًا. ورغم أن المشروع لم يصل للهدف الذي أُطلق من أجله، حيث توقف مع انهيار الاتحاد السوفيتي، وارتفاع تكاليف الحفر الباهظة مع التعمق أكثر في باطن الأرض، وارتفاع دجات الحرارة بشكل غير متوقع، إلا أن العلماء توصلوا للعديد من الاستكشافات والنتائج حول ما يوجد في باطن الأرض، حسب ما ذكر موقع «أفل ساينس». فقد عثر العلماء داخل باطن الأرض على حفريات مجهرية لمجموعة متنوعة من النباتات، والخلايا البحرية، وذلك على عمق 7 كم من سطح الأرض. وعلى نفس العمق عثر العلماء على مياه معدنية ساخنة، وهو ما نفد نظرية انعدام وجود المياه في الصخور، ولكن كان من بين النتائج الهامة التي تم التوصل إليها، هو وصول درجة الحرارة إلى 180 درجة مئوية، وهو السبب الذي تعذر معه استكمال عمليات الحفر، والتي توقفت في عام 1994، أي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بعامين. كما توصل العلماء من خلال تلك العمليات الاستكشافية، لتقدير عمر كوكب الأرض بحوالي مليار ونصف عام، فضلًا عن توصلهم لوجود كميات كبيرة من غاز الميثان في باطن الأرض، رغم أنه كان من المفترض انعدام وجود أي شيء حيوي في باطن الأرض. وكشفت دراسة أجراها علماء مركز كولا للبحوث، عندما طُلب منهم أن يدرسوا عينة من تربة القمر، التي عادت بها سفينة فضائية سوفيتية من القمر، أن هذه العينة بنفس مواصفات التربة التي استخرجوها من باطن الأرض من عمق يتراوح بين 3 و4 كيلومترات، مما يعزز الفرضية القائلة بأن القمر والأرض كانا شيئاً واحداً في وقت ما.
مشاركة :