إحدى الصحف الإلكترونية سألتني في تقرير لها حول رأيي في شريحة من المعلمات، لا يقمن اليوم بالدور المطلوب سواء في مجال التعليم أو التربية والتوجيه، بل بعضهنّ يمثلن قدوة سيئة للتلميذات في التعاملات والألفاظ والمظهر وبعض السلوكيات . فنعم تلك الفئة حاضرة في مدارسنا - وإن كانت قليلة - فهناك مدرسات بعيدات تماماً عن البيئة التربوية، ويصلحـن لأي وظيفة إلا التربية والتعليم!! وأعتقد أن من أسباب حضور تلك الفئة: البطالة ، وشُحّ الوظائف المتاحة والمناسبة للمرأة في القطاعات الأخرى، مما جعل التدريس هو الملاذ الأخير للبحث عن لقمة العيش حتى لمَـن كان مِـن النساء يكرهن رائحة السبورة والقلم والطبشورة، وجهاز العرض. أيضاً هناك البيئة التعليمية غير المناسبة في كثير من المدارس؛ فمهما اجتهدت المعلمة فإن الظروف لا تساعدها على النجاح، وتؤثر فيها نفسياً وتهزّ سلوكها! كذلك عدم توفير الحماية الكافية لمن يمارسن التدريس؛ فقد أصبحن عرضة للعنف والإيذاء من الطالبات وأولياء الأمور والإداريين والإداريات، وذلك من شأنه أن يكون محبطاً للمعلمات ومؤثراً عليهنّ! وهناك الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي والواتساب وغيرها فقد سرق وقت المعلمات ليس من طالباتهنّ بل حتى من أُسَرهِـنّ. وللعلاج لابد من معايير دقيقة وواضحة بعيداً عن الواسطة، تضمن أن يصِـل لقاعة الدرس المحب المؤهل من بنات حواء، يتبع ذلك مراقبة ودورات تدريبية مكثّفة! ومدارسنا بحاجة للجان تزور المدارس بصورة مفاجئة، تكشف الجوانبَ المستترة للمعلمات ، سواء بالمشاهدة أو باستبانات تُوزع على الطالبات، ثم التحقيق بصورة مناسبة تحفظ الكرامة مع المتهمات بسوء التدريس أو الخُـلق، يعقبه توجيهات ودورات، ثمّ خطوات عملية من التحذيرات، فإن تحسن الوضع وإلا فالعقوبات المتدرجة، ثم الفَـصْـل! ولكن المهم أن يَـسبقَ تلك الإجراءات أو الخطوات توفير البيئة والأدوات والدورات المناسبة للمعلمات، وكذا الحماية وإعطاء الحقوق. وأخيرا ظهور طائفة سيئة في التدريس لا يقتصر على المدرسات؛ فهناك مدرسون سيئون أيضاً؛ مع أني ما زلت مؤمناً بأنّ الكثير من المعلمات أكثر جِـدّية وحرصاً في أداء الرسالة التربوية من المعلمين! تويتر: @aljamili aaljamili@yahoo.com aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :