زيدان وتوخيل ... وجهان لعملة واحدة - رياضة أجنبية

  • 12/7/2016
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

عند مشاهدة مباريات فريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، مع المدرب الفرنسي الشاب زين الدين زيدان، يتضح لنا جلياً الأستقرار النفسي الذي ظهر على الفريق بشكل كبير، مما جعله أهلاً لتصدر الدوري، ونقل النجاحات المحلية الى بطولة دوري أبطال أوروبا. في الفترة التي كان يدرب فيها البرتغالي جوزيه مورينيو «الملكي»، عاش الفريق اوقاتا عصيبة من الناحية النفسية، إذ كان الـ «سبيشال وان» يتفنن في كيفية وضع الضغط النفسي على اللاعبين من خلال تصريحاته المثيرة للجدل ومواقفه الصدامية مع وسائل الأعلام، المر الذي دفعها الى توجيه أسلحتها بشراسة صوب الفريق، وكاد ان يصل إلى مشارف الأنهيار، بعد أن أحدثت كل تلك الضغوط حالة من الانقسام داخل صفوفه وحولته الى معسكرين، واحد اسباني بقيادة القائد آنذاك الحارس المخضرم ايكر كاسياس والمدافع سيرجيو راموس، وأخر برتغالي يقوده كريستيانو رونالدو وبيبي، لينتهي المطاف برحيل المدرب البرتغالي. وكانت تلك العلامة الفارقة، إذ عاد الفريق إلى التألق تدريجياًُ بعد التعاقد مع الإيطالي «الهادىء» كارلو أنشيلوتي، الذي بدأ رحلة معالجة الفريق نفسياً، قبل الأهتمام بالأمور الفنية، وسرعان ما ظهرت لمساته على «الملكي» فبدا منسجما ومتفاهما، وأصبحت الأجواء داخله أكثر هدوءاً باعتراف لاعبي النادي المدريدي أنفسهم. ولعل الفترة التي قضاها «زيزو» مساعداً لأنشيلوتي، ساهمت كثيراً في تكوين شخصيته التدريبية خصوصاً من الناحية التكتيكية، بالإضافة إلى أنه يتشارك مع أنشيلوتي في سمات كثيرة منها الهدوء والتودد للاعبين والتحدث إليهم في أمور خارج «المستطيل الأخضر»، مما ساهم كثيراً في جعل الفريق أسرة واحدة. وبعد رحيل الإيطالي والتعاقد مع المدرب رافايل بينيتيز بدأت الأمور تأخذ منحى الهبوط مجدداً فنياً ونفسياً، فكان ضرورياً استقدام بديلا بنفس مواصفات أنشيلوتي، وفوقع الاختيار على «زيزو» الذي كان خير خلف لخير سلف. وفي مباراة الـ «كلاسيكو» الأخيرة أمام برشلونة، أعتدنا على الأجواء المتوترة خصوصاً من قبل لاعبي ريال في حال تأخرهم في النتيجة، لكن ما حدث في لقاء السبت الماضي كان مختلفاً تماما، إذ كان الفريق هادئاً للغاية حتى بعد تقدم الفريق «الكاتالوني» عليه. ولا يخفى على احد الآن أن مصدر الهدوء التي ينعم بها الفريق، نابعة من مدربه زيدان، الذي ظل متمسكاً برباطة جأشه حتى نهاية المباراة. العوامل النفسية ساعدت لاعبين كثيرين على التألق بشكل كبير، فعدا رونالدو والويلزي غاريث بايل، نلمس تطورا ملحوظا في مستوى لاعب الوسط الألماني توني كروس، والكرواتي لوكا مودريتش، الذي أصبح لديه مهام كثيرة في منتصف الملعب، بالإضافة إلى البرازيلي مارسيلو، وحتى البديل إيسكو والواعد لوكاس فاسكيز. لا شك في أن ريال مدريد يخوض امتحاناً صعباً في مواجهة، اليوم، أمام ضيفه القوي بوررسيا دورتموند الألماني، لأن الأخير يتمتع باللسمات نفسها، التي يتمتع بها حامل لقب دوري أبطال أوروبا، إذ ان مدربه المتميز توماس توخيل، المحبوب من جميع اللاعبين، استطاع بهدوئه في تجاوز الفترة الصعبة الذي كان يعيشها دورتموند في بداية الموسم في الدوري، ولم يتأثر بتلك النتائج والظروف ونجح في اعادة الفريق إلى التألق مجدداً. تلك العوامل المشتركة بين كلا المدربين والفريقين، تجعل من مباراة الليلة قمّة في التحدي.

مشاركة :