ابتكرت شرطة دبي نظاماً أطلقت عليه «نظام التنبؤ الأمني»، الذي يمكنه تحليل مؤشر الجرائم والحوادث والتنبؤ بأماكن وأوقات تكرارها مستقبلاً، بالاستناد إلى ما يعرف بتقنية «بيج داتا»، التي تضخ في النظام كمية هائلة من المعلومات لتحليلها وتوفير نتائج بالغة الأهمية. تحليل أداء الكاميرات الأمنية قال العميد كامل السويدي، إن نظام «التنبؤ الأمني الذكي» يحلل أداء الكاميرات الأمنية في أرجاء الإمارة، ويحدد ما إذا كانت هناك منطقة معينة تتطلب كاميرات أمنية، بسبب زيادة عدد الجرائم فيها، معتبراً أن الكاميرات رادع لكثير من المجرمين. وقال مدير الإدارة العامة للعمليات، العميد كامل بطي السويدي، إن النظام الذي أشرف على ابتكاره القائد العام لشرطة دبي، الراحل الفريق خميس مطر المزينة، يهدف بشكل رئيس إلى خفض مؤشر الجريمة، من خلال التنبؤ بأماكن وقوعها مستقبلاً، وتحديد الأماكن الساخنة التي يتوقع أن تتكرر فيها الجرائم، ما يتيح فرصة مكافحتها للإدارات المعنية، واتخاذ التدابير الكافية لمنعها قبل حدوثها. وأضاف أن النظام قادر على تفصيل أنواع الجرائم، من سرقة أو اعتداء أو سطو وغيرها، وتحليل مؤشر كل منها، معتمداً على سيل من المعلومات المتوافرة لدى الإدارة العامة للعمليات، من خلال ملايين الاتصالات والبلاغات التي ترد إليها سنوياً. وأضاف أن النظام يختلف عن أنظمة أخرى مطبقة في دول متقدمة، من جوانب عدة، أبرزها أن شرطة دبي طورته بناء على ظروف وخصائص الإمارة، سواء من حيث التركيبة السكانية أو التنوع الثقافي، وكذلك من حيث طبيعة الجرائم التي تقع، لافتاً إلى أن فريقاً من الخبراء المعنيين عكفوا على مدار عامين لوضع الأساس التقني، ومن ثم تطويره، وتغذيته بالمعطيات الموجودة والبيانات المتوافرة وعصارة الخبرات التراكمية لديهم. وطبقت شرطة دبي، أمس، تجربة عملية للنظام، تمثلت في تحديد فترة زمنية معينة خلال العام الماضي، وطلب منه تحليل البيانات المتعلقة بجريمة «السرقة من مسكن» في منطقة مردف خلال تلك الفترة، وفي أقل من دقيقة، تنبأ النظام بعدد الجرائم التي يمكن أن تقع في هذه المنطقة خلال الأشهر الثلاثة اللاحقة، وحدد الساعات التي يمكن أن تحدث فيها الجرائم، والأماكن المتوقعة لها. وأوضح السويدي أن نسبة دقة النتائج التي أظهرها النظام تتجاوز 90%، لافتاً إلى أنه من المقرر ربطه بالإدارات المعنية مثل التحريات والمباحث الجنائية، للاستفادة من النتائج، وإعداد الخطط المستقبلية التي يمكن أن تمنع الجريمة قبل وقوعها، مثل تكثيف الوجود الأمني في المناطق الساخنة. وأكد أن إحدى الفوائد الأساسية للنظام، ترشيد الموارد وتوجيهها بشكل منظم، إذ يوفر إحداثيات دقيقة حول أماكن الجريمة المقبلة وزمنها، ويحدد ما إذا كانت هناك حاجة لغطاء تقني أو بشري للمنطقة المستهدفة، ما يسهم في القبض على مرتكبيها. وأوضح أن النظام يقدم ثلاثة تحليلات مستقبلية للجريمة، أولها: تحليل الجريمة التكتيكي (الأسلوب)، الذي يوفر معلومات حول أنماط الجريمة، وتسلسلها الزمني والتنبؤ بها، والثاني هو تحليل الجريمة الاستراتيجي (التمركز)، ويتعلق بتحديد المناطق الساخنة، وأماكن وقوعها، لافتاً إلى أن التحليل الثالث ويستخدم في أغراض متعلقة بعمليات شرطة دبي، إذ يمكنه تحليل مسار الدوريات وفق مناطق الاختصاص، واقتراح المسار الأمثل لها في مناطق الجرائم، والتوقيت الزمني الأفضل.
مشاركة :