إذا كنت تواجه صعوبات في التركيز في منطقة عملك لأن جميع المكاتب توجد في مكان واحد من دون وجود أي عوازل للصوت بين الموظفين، فلا داعي للقلق، إذ بينت دراسة حديثة أن المحادثات التي تجري في مكاتب العمل المفتوحة على بعضها يمكن أن تقلل من إنتاجية الفرد وتزيد من إنزعاج الموظفين الآخرين. وذكرت مجلة «تايمز» أن استخدام نظام المكاتب المفتوحة التي تضم مجموعة من الموظفين في غرفة واحدة، أصبح شائعاً جداً لما يوفره من مساحة، ولقدرته على تشجيع الحوار والتعاون بين الموظفين، إلا أن الأمر لا يخلو من رفض البعض لهذا النظام الذي يرون أنه يفتقر إلى الخصوصية ويقلل التركيز. وذكر موقع مجلة «تايمز» أن باحثون من جامعة ياماغوتشي أجروا اختباراً شاهد المشاركون فيه صوراً وامضة على شاشة كومبيوتر أثناء الاستماع إلى أي ضجيج يحتوي على أصوات أشخاص يتحدثون في الخلفية، أو أصوات أشخاص يجرون محادثة فعلية لـ 10 دقائق، ثم طلب منهم حساب المرات التي ظهر فيها مربع أحمر في الصور. وفي تجربة أخرى، طلب من الأشخاص حساب المرات التي وقعت فيها نغمة ذات اهتزاز يصل إلى اثنين كيلوهرتز بين مجموعة من النغمات التي يصل مستوى الضوضاء الخاص بها إلى كيلوهرتز واحد، وطلب منهم تسجيل مدى انزعاجهم من كل نغمة في مقياس من واحد إلى سبعة درجات. وقاس الباحثون خلال هذه التجارب موجات الدماغ الصادرة عن الأشخاص باستخدام أقطاب كهربائية على فروة الرأس، بالتركيز على منطقتين في الدماغ لقياس ردتي فعل محددتين تعرف الأولى باسم «إن 100» والثانية «بي 300». وتعمل هذه المناطق على تحفيز الخلايا العصبية التي تعمل على تحليل واتخاذ القرارات حول المعلومات الحسية الواردة إلى المخ.  وأوضحت النتائج أن المشاركين في الاختبار شهدوا انخفاضاً كبيراً في مستوى تحفيز«إن 100» و«بي 300» عند استماعهم إلى أصوات مفهومة أو غير مفهومة في الخلفية، الأمر الذي أثبت أن تركيز الأفراد ينخفض في حال وجود ضوضاء محيطة بهم. وتركز أبحاث العالم تاميسو على تحسين البيئات المحيطة بالأفراد عبر تحليل الآثار الفسيولوجية والنفسية للضوضاء. وأشار الأستاذ المشارك في البحث تاكهيرو تاميسو إلى أن النتائج تشير إلى أن محلات العمل من الممكن أن تعيد النظر في التصاميم التي تستخدمها في مكاتبها لتأثيرها في تحفيز المهام الإدراكية للموظف، موضحاً أن المحادثات التي تجري في محيط العمل تعمل على تشتيت انتباه الموظفين لعدم وجود عازل للصوت. وبين الباحث أنه من الممكن التغلب على الضجيج الموجود في الخلفيات، أو ما يعرف بالضوضاء البيضاء في المكاتب المفتوحة عبر وضع سماعات الأذن، أو تشغيل ألحان موسيقية لا تحتوي على كلمات، نظراً إلى أن الدراسات بينت أنها تساعد في رفع مستوى التركيز والاسترخاء في محلات العمل.