بغداد – (رويترز): شنت وحدات الجيش العراقي هجوما جديدا في جنوب شرق الموصل أمس الثلاثاء ونسب إلى قائد كبير القول إن فرقة مدرعة تقدمت لتصبح على بعد نحو كيلومتر من نهر دجلة الذي يجري وسط المدينة. ونسب التلفزيون العراقي إلى قائد العمليات الفريق الركن عبدالأمير رشيد يار الله القول إن الجنود دخلوا مستشفى السلام في حي الوحدة بجنوب شرق المدينة قرب النهر. وقال عقيد في الجيش لرويترز: إن الهجوم الذي تدعمه تعزيزات جديدة بدأ الساعة السادسة صباح أمس الثلاثاء ويهدف إلى استنزاف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذين يشنون هجمات مضادة شرسة ضد الجيش في شرق المدينة. وأبطأت الحرب الحضرية تقدم جهاز مكافحة الإرهاب التابع للجيش في شرق المدينة والفرقة التاسعة المدرعة في جنوب شرق الموصل. وقال العقيد عبر الهاتف «نحن نتبع تكتيكا جديدا- زيادة عدد القوات المتقدمة من عدة محاور للأخذ بزمام المبادرة ومنع مقاتلي «داعش» من القيام بتنظيم هجمات مقابلة». والجنود جزء من تحالف مؤلف من مائة ألف جندي من جنود الجيش العراقي وقوات الأمن ومقاتلي البشمركة الأكراد والفصائل التي يهيمن عليها الشيعة التي شنت هجوما على الموصل معقل الدولة الإسلامية في العراق قبل سبعة أسابيع. وإلى ذلك قال قائد بالتحالف: إن تنظيم الدولة الإسلامية نقل دفاعاته الأمامية من غرب الموصل إلى شرقها في إطار قتاله ضد القوات العراقية في معركة تحرير المدينة. وتتقدم قوات خاصة عراقية ببطء صوب أحياء في شرق الموصل آخر معقل للتنظيم في العراق حيث تواجه هجمات انتحارية وهجمات قناصة وقذائف مورتر من المتشددين المتحصنين وسط المدنيين. وتوقع قادة أن يكون النصف الغربي من المدينة التي يقسمها نهر دجلة أشرس معركة لكن يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية -الذي سيطر على المدينة منذ عامين-ينقل دفاعاته إلى الشرق في مواجهة القوات العراقية التي تدعمها ضربات جوية للتحالف الذي يقوده الغرب. وقال البريجادير جنرال سكوت ايفلاند نائب القائد العام لقوات التحالف لرويترز «ما كنا نعتقد أنه سيكون أقوى دفاع» قام تنظيم الدولة الإسلامية بنقله إلى الأمام. وأضاف «طبيعة العدو الذي كنا نواجهه تراجعت الآن عما كانت عليه منذ شهر... ما كانوا يدخرونه للضفة الغربية من النهر ينقلونه الآن إلى الشرق». والموصل أكبر مدينة تحت سيطرة الدولة الإسلامية وهزيمة المتشددين هناك ستوجه ضربة كبيرة لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في العراق وسوريا في عام 2014 بعد السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين. وتباطأ القتال مع تقدم القوات الخاصة العراقية التي تلقت تدريبا على يد الولايات المتحدة صوب شرق المدينة. ومازال المتشددون يسيطرون على ثلاثة أرباع الموصل حيث لا يكافح نحو مليون ساكن القتال فحسب وإنما أيضا نقص الغذاء والماء. وقال إيفلاند: إن المتشددين استعدوا بشكل جيد واستخدموا متاجر للماكينات في الموصل لتصنيع ذخيرتهم والسيارات المدرعة الملغومة. ولكنه أضاف أن القادة لمسوا أن خطورة وانتشار هذه السيارات الملغومة تتراجع في إشارة إلى التقدم. وتتراوح التقديرات الأولية لعدد مقاتلي الدولة الإسلامية في المدينة بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف إلا أن إيفلاند قال إن العدد يقرب الآن على الأرجح من ثلاثة آلاف بعد ستة أسابيع من القتال الذي قتل البعض أو أرغم آخرين على الفرار. وقال «إنهم مدربون بشكل جيد ويملكون موارد جيدة وكان لديهم متسع من الوقت للإعداد وهذا جعلها معركة كبيرة».
مشاركة :