«بوشكين» يثير خلافات باحتفالية أدبي الطائف في يوم الشعر

  • 3/25/2014
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

أثار نص الشاعر الروسي «بوشكين» والذي ألقاه أحد طلاب الثانوية خلال احتفالية نادي الطائف الأدبي بيوم الشعر العالمي والذي نظمته جماعة «إبداع» قبل يومين، الشاعرة أميرة الصبياني والتي رأت أن تمرير هذا النص وتقديمه من قبل طالب وما حمله من شركيات (بحسب رأيها) يعد تجاوزًا يجب الانتباه له. وتفاعل شعراء مع رؤية الصبياني، فمنهم من أيدّها، ومنهم من رأى عدم ضرورة وجود مثل هذا النص. وقالت الصبياني: كم آلمني الشبل الذي عرض إبداعًا مليئًا بعبارات غير مقبولة مثل «أقسم بالشفع وبالوتر، وأقسم بالسيف وبالقلم» وتمنيت أن يتم توجيهه قبل أن يلقي النص فقد يخرج الطالب من النادي بعد إلقائه ظانًا أن ذلك هو الإبداع، وأضافت: للنادي هويته وعلينا أن نعتز بهويتنا وعلى الأندية الأدبية ألا تتيح الفرصة للمبدعين وتشجيعهم فقط بل عليها احتواؤهم وصقلهم وتقويمهم وتبنّي المبدع منهم وهذا هو الهدف الحقيقي الذي أُنشئت من أجله النوادي الأدبية. من جانبه، اعترف الشاعر أحمد الهلالي (المدير الإداري في النادي) أنه هو من اختار الطالب الذي ألقى النص، وقال: أنا وجّهته للاختيار من نصوص الشاعر الروسي أليكساندر بوشكين فاختار ذات النص وأرسله لي فقلت له أعرض النص لكن لابد أن تقدم للشاعر حتى يعي المتلقي أن الشاعر ليس عربيًا وليس مسلمًا رغم ظن البعض بإسلامه فقد كتب نصوصًا عن النبي صلى الله عليه وسلم من شدة إعجابه به وبالقرآن، ورأيت عرضه للمتلقين حتى يعوا عظمة ديننا ورسالة نبينا التي حرّكت مشاعر غير المسلمين، فالشاعر لا يعلم أن ما يقسم به شرك، لأنه يقتبس من سورة الفجر وغيرها، وأما بالنسبة للطالب فهو من المميزين الأوائل وله محاولات شعرية جميلة وكذلك شرحت له النص وجعلته يقرأ في سيرة الشاعر ، وقد كان الهدف من القاء هذا النص هو أن الشعر العالمي قد اهتم بديننا وبنبينا وقد أنصفهما، ولذلك لا أرى مطلقًا مبررًا لأن يُحجب النص أو يُعدل فيه أحد لأن مساحة الوعي لدى المتلقين عالية، فهل سيخرج أحدنا بعد الأمسية ليقسم بالشفق أو بالليل أو بالسيف؟!! كما لا يحق لنا التعديل في نصوص الشاعر حتى تكون موافقة لما نريده، وهي مثبتة بالشكل الذي كتبها به. وأضاف الهلالي: الشعر لغة كونية وإذا حاكمنا أشعار الناس بمعتقداتنا فلن ينتشر شعرنا عندهم أيضًا لأنه يخالف معتقداتهم، وأنا أطالب بأن تكون نظرتنا أكثر إتساعًا وشمولية وقبولًا للآخر، وأن نضيء الجانب الحسن الذي قصده الشاعر بوشكين. وعن الأندية الأدبية وما تقدمه من وجهة نظر أميرة الصبياني، دافع الهلالي بقوله: الأندية مؤسسات ثقافية ومن غير المنصف أن تنحاز إلى وجهة نظر معينة، فمثلا شعر النثر أو «النثيرة» مايزال الخلاف عميقًا حول اعتباره شعرًا، لكن النادي لا يستطيع أن يمنع مبدعيه من منبره بحجة ما، لأن له جمهوره ومتذوقيه، وكذلك النقد بمصطلحاته الغربية كما ذكرت لا يقدر أحد أن يمنعه بحجة أنه مستورد. من جانب آخر، قال الناقد راشد القثامي: أنا ضد وجود هذا النوع منِ النصوص التصادمية فالبدائل كثيرة ومتعددة، ولكن المجيء بطالب وتشجيعه على قراءة النص تعتبر مجازفة مؤلمة. وقال الشاعر عايض الثبيتي: كان من واجبنا جميعًا التعليق على النص وإبداء الرأي حوله، فعندما يأتي اﻹنصاف لنبينا الكريم من غير المسلمين يُفرحنا كثيرًا لمحبتنا له علية الصلاة والسلام، ولكن لا يعني أن نقر النص كما هو بل يجب التعديل فيه أو استبداله بنص آخر بما يتناسب مع اعتقاداتنا ومفاهيمنا اﻹسلامية مع ذكر تأثر الشاعر بالقرآن وبالنبي عليه الصلاة والسلام من خلال سيرته، وأضاف: أتمنى أن نجد حلًا لتلافي مثل هذا مستقبلا. فيما رأى الشاعر سامي غتار الثقفي أن الذي حصل لم يكن عن عمد، وقال: البديل لهذا الشاعر ونصّه موجود حتى في الأدب غير العربي، وأنا أثق تماماً لو أن الشباب تنبّهو لهذا لغيّروا النص وربما الشاعر. وقالت الشاعرة مستورة العرابي: أنا من المعجبات جدًّا بالشاعر بوشكين أليس هو القائل عندما سئل عن رجال ونساء الشرق فقال: تلك البلاد عجيبة، رجالهم شعث قساة ونساؤهم حوريات، وهذا الشاعر الروسي بوشكين جعل النبي صلى الله عليه وسلم قدوته لشدة إعجابه به (وهو من أصل حبشي) وقد لفت انتباهه في القرآن الكريم التمجيد البليغ للرحمن وعظمته وجبروته وأذهله مهابة الله وعظمته، وربما نصّه هذا تأثرًا بالقسم الذي جاء بالقرآن الكريم. المزيد من الصور :

مشاركة :