فجع الوسط الرياضي بشكل عام، والاتحادي بشكل خاص برحيل غازي كيال أحد أعمدة الرياضة السعوديَّة، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل فجر أمس الثلاثاء، بعد معاناة مع المرض. وقد تمَّ مواراة جثمان الفقيد الثرى بعد صلاة عصر أمس في مقبرة أمنا حواء بجدّّة، بحضور عدد كبير من الرياضيين، وذوي الفقيد الذي عُرف في الأوساط الرياضيَّة بصاحب القلب الكبير، وسبق له أن خدم الرياضة السعودية لمدة نصف قرن كلاعب، ومدرب، وإعلامي، وإداري، وكان من أوائل الحكام الذين حصلوا على الشارة الدوليَّة، كما له مؤلفات رياضيَّة منها «المرآة من الملاعب»، و«الحكم والتحكيم» مع الدكتور أمين ساعاتي، و«قانون كرة القدم تحت المجهر». ودفتر ذكريات غازي كيال مع الرياضة مليء بالمواقف النادرة، التي تستحق أن يعرفها أبناء الجيل الحالي من الرياضيين والجماهير، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يتذكر الاتحاديون أن أول بطولة دوري حققها الاتحاد كانت عام 1402هـ، والتي جاءت بعد سنوات عجاف، عندما أسندت إدارة إبراهيم أفندي رئيس النادي -آنذاك- مهمَّة الإشراف على فريق الكرة إلى غازي كيال، ليقود الفريق كإداري إلى أول لقب دوري. كما تتناقل الأجيال الاتحادية قصته عندما كان لاعبًا وكسرت رجله وهو نائم، كنموذج للإخلاص والحماس، وفيها أن فريق الاتحاد كان يقيم معسكرًا استعدادًا لإحدى المباريات الهامة، وكان غازي كيال ضمن لاعبي الفريق، ومن فرط تركيزه وحماسه وانشغاله بهذه المباراة، فقد رأي في منامه أنه يلعب المباراة، ويحاول أن يركل الكرة بقوة، حتى أنه ركل الجدار وكسرت قدمه، ولم يتمكن من المشاركة في المباراة. كان غازي كيال يغيب عن الاتحاد فترات طويلة، ولكن عندما تتراجع نتائج الفريق، كان أول الموجودين في التدريبات وفي أرض الملعب، يحمس اللاعبين، ويؤازرهم، وعندما كان غازي كيال حكمًا، يتذكر كل الرياضيين البطاقة التي منحها للبرازيلي ريفالينيو، التي كانت بمثابة دروس للحكام في الصراحة وقوة الشخصيَّة.. رحم الله غازي كيال.
مشاركة :