خبراء يؤكد أن وتيرة الحياة العصرية يمكن أن تكون مضرّة بالصحة النفسية لذلك يجب إجراء المزيد من الأبحاث في أسلوب الحياة بصفته عامل خطر. العرب [نُشرفي2016/12/07، العدد: 10478، ص(21)] أسلوب الحياة يسبب المرض برلين- لديك موعد بعد آخر والمزيد من المواعيد القادمة أمامك، ومن ناحية أخرى، لا يتوقف هاتفك الذكي عن الرنين لتذكيرك بشأن التزاماتك الخاصة في رسائل نصية، وإلكترونية ومنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي. يمكن أن تكون وتيرة الحياة العصرية التي لا تتوقف تقريبا مضرّة بالصحة النفسية، حسبما يقول الخبراء النفسيون الذين يدعون إلى إجراء المزيد من الأبحاث في أسلوب الحياة بصفته عامل خطر على الصحة. وأشارت الطبيبة النفسية إيريس هاوت إلى أنه “من المفترض أن يكون الجميع منتجين وجذابين ويافعين قدر المستطاع.. هذا يؤثر على سلوك الأفراد.. لكن لن أقول أن أسلوب الحياة يسبب المرض”. وأضافت “ولكن هذه الوتيرة تجلب تغييرات سلوكية وعاطفية يمكن أن تصبح عوامل خطر مسببة للأمراض.. إن الوقاية والعلاج أمر ممكن”. وتعترف أن مخاوفها ليس مردّها حقيقة الإحصاءات، مشيرة إلى أن حدوث الأمراض العقلية “الأصلية” مثل الإحباط والإدمان واضطرابات القلق لم يرتفع في الخمسة عشر عاما الماضية. وبصفتها رئيسة الأطباء النفسيين في أحد مستشفيات برلين للطب والعلاج النفسي والطب النفسي الجسدي، قالت إنها ترى، على سبيل المثال، أن المزيد من الشباب في قسم الطوارئ يعانون من الضغط النفسي بسبب الامتحانات أو بسبب علاقة. ويتجلى الضغط النفسي اليوم أيضا، بحسب هاوت، في الآباء الذين يحاولون إنجاح أطفالهم مفرطي النشاط في المدرسة بمساعدة الحبوب، أو الأشخاص الذين يقلقون بشأن ما إذا كانوا قد أمضوا الكثير من الوقت على الإنترنت، والنساء المشغولات بمظهرهن، أو بسبب الإصابة باضطراب تشوّه الجسد وهو هوس بالعيوب المدركة. وأشار كلاوس نورمان وهو أستاذ في الطب النفسي إلى أن الأخطر من ذلك هو وصول خمسة بالمئة من السكان العاملين يستخدمون عقاقير لتنشيط الذهن قصد تعزيز الأداء، وهذا الرقم آخذ في التزايد. وأضاف “على الأرجح النسبة أعلى بين الطلاب الجامعيين”. ويتوقف ذلك على مدى تكيف الأشخاص مع الضغط النفسي على بنيتهم، ويبين هاوت أن الأشخاص المعتدّين بأنفسهم على نحو قليل، على وجه الخصوص، يشعرون بضغط لتحسين أنفسهم. ويمكن لأي شخص أن يفعل شيئا للتخفيف من الضغط النفسي، حيث تنصح هاوت برفع القدم عن دواسة البنزين إذا جاز التعبير. وأوضحت أن عدم فعل أي شيء من وقت لآخر يعود بفائدة جمة على الصحة النفسية، مضيفة أنه يتعين على المرء ألا يشعر بالحاجة إلى المشاركة في كل شيء يتيحه العالم العصري. وقالت إنها تجعل مرضاها يركزون على نجاحهم وليس عجزهم، وتنصح بتطوير علاقات اجتماعية لأن المنعزلين الذين يشعرون بالعزلة معرضون بشكل أكبر للإصابة بالأمراض النفسية أكثر من الأشخاص أصحاب العلاقات الصحية. وأحيانا يتطلع الأشخاص الذين يسعون إلى التخفيف من الضغط النفسي إلى الدنمارك التي تصنفها الدراسات المسحية على أنها بلد أكثر أمة سعيدة في العالم. ويقول الدنماركيون إن النقطة الرئيسية هي “hygge” وعادة ما تترجم إلى “الاستمتاع بالوجود داخل المنزل”. وفعل ما يفعله الدنماركيون سهل للغاية؛ امكث في البيت وأشعل شمعة وأطفئ هاتفك الجوال واصنع لنفسك كوبا من الكاكاو الساخن واستلق واسترخ. :: اقرأ أيضاً غضبنا يسهل تثبيت صورتنا السلبية في عيون الآخرين الغسل المفرط يهدد شعرك بالجفاف
مشاركة :